بنغازي 26 ديسمبر 2024 (الأنباء الليبية) – دعا رئيس المفوضية العليا للمصالحة الوطنية الدكتور الصديق خليفة حفتر إلى تكاتف الجهود الهادفة إلى تحقيق المصالحة الوطنية في ليبيا، مؤكدا أنها باب العبور نحو الاستقرار الكامل في البلاد.
وأشار الصديق حفتر إلى أن الاستقرار السياسي يعد عاملا حاسما في تكريس شعور المواطنة بعيدا عن التدخلات الخارجية وسيطرة المصالح، مؤكدا أن هذا الشعور لا يتأتى إلا من خلال التوافق بين الفرقاء الليبيين لإيجاد حل سياسي يكون مقبولا لدى كافة الأطراف المتنازعة.
وقال رئيس المفوضية عبر حسابه الرسمي أن الأزمة في ليبيا يمكن وصفها بأنها أزمة حوار بين الأطراف الاجتماعية والسياسية، وأزمة ثقافة مؤسساتية يسودها القانون، وأزمة ضعف في مؤسسات الدولة.
واعتبر أن المواطن بات غير مبال بسبب اللامساواة، ولكون الفساد أصبح هو السائد والمحسوبية هي المسيطرة في البلد.
وأضاف أن آثار الصراع في ليبيا لم تقتصر على انتهاكات حقوق الإنسان وإهدار المال العام، لافتا إلى أن هذه الآثار دمرت القيم الأخلاقية التي تشكل إحدى أهم العناصر في عملية التنمية المجتمعية والثقافية والديمقراطية.
وشدد على أن المصالحة الوطنية في ليبيا باتت حاجة ضرورية لتحقيق السلم الأهلي واستبدال روح الصراع بروح السلم.
وأوضح أنه ولتحقيق المصالحة الوطنية “لابد أولا من تصفية النية بين جميع الأطراف وخاصة أطراف الصراع، والتصدي للتدخلات الخارجية ولحالات الانقسام، والدعوة إلى حوار وطني يهدف إلى إشراك مؤسسات المجتمع المدني ونشر ثقافة التسامح وإرساء قواعد القانون.
ورأى الدكتور الصديق حفتر “أن تضميد الجراح بجبر الضرر، وإشراك الجميعِ من ساسة ومثقفين وقبائل في طرح الأفكار ومناقشة الحلول، أمر لا بد منه لمعالجة النفور بين شرائح المجتمع”.
وقال إن عملية المصالحة تحتاج لتقديم الدعم لأجل تطبيقها، لافتا إلى أن من أهم السبل لذلك مضاعفة الجهود المحلية والدولية للسيطرة على الوضع الأمني في البلاد، ووضع خارطة طريق للتوصل لاتفاق سياسي يخفف من حدة التوتر ويحسن الظروف الأمنية.
وأشار بوضوح إلى أنه يترتب على السياسيين في ليبيا استخدام المصالحة لبناء الثقة بين مختلف القوى السياسية والاجتماعية ومنحُ فرصةٍ للمجتمعِ المدني في مناقشة الدستور، فضلا عن ضرورة إدخال تحسينات على الإدارة العامة على أن تدار عملية المصالحة من شخصية وطنية تحظى بدعم دولي.
وأكد رئيس المفوضية أنه يعول على دور الإعلام في دعم المصالحة، مشبها دوره بـ “منبع أساسي للقيم الاجتماعية نظرا لفعاليته في التّأثير على العقول، وغرس أنماط القيم الاجتماعية بها، وتعميقها في النّفوس، ونزع شعور الحقد والكراهية الذي ساعد بفعل التأثير الخارجي والعصبيَّة القبلية على زيادة الشرخ المجتمعي”.
واعتبر أن الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي وقدرتها على التأثير في تغيير أنظمة الحكم في العديد من الدول إلا خير دليل على تأثير الإعلام.
وشدد الدكتور حفتر على أهمية مراجعة السياسة الإعلامية في البلاد وتصويبها بما يخدم الوطن بعيدا عن التدخلات الخارجية، وبلغة لا تميز بين أبناء الوطن أجمعين.
وأشار إلى ان التعايش السلمي يعد أمرا ضروريا لتحقيق المصالحة الوطنية، لافتا إلى أن رأب الصدع بين الأطراف المتحاربة يحتاج إلى مجهود كبير من كافة أطراف المجتمع، للوصول إلى نزع الشعور بالألم والكراهية بين أبناء المجتمع.
وأكد أن اللحمة الوطنية والتعايش السلمي يحتاجان إلى توحيد الجهود لبناء مجتمع خال من الصراعات وتبادل التهم والتخوين.
واختتم حديثه بالقول إن “ذلك يجب أن يترافق مع بيئة سياسية بعيدة عن التجاذبات السياسية تكون واعية لخطورة الوضع في ليبيا ولحالة الانقسان السياسي والإداري والاقتصادي والبعد عن محاولة كل طرف الحصول على مكاسب سياسية على حساب هذا الوطن العظيم”.(الأنباء الليبية)