بنغازي 06 يناير 2025 (الأنباء الليبية) _ “التربية الحديثة” مُصطلح أصبح الفترة الأخيرة يتكرر كثيراً في الأوساط التعليمة المختلفة، الأمر الذي استوجب الوقوف على مفاهيم أبعاده، لاسيما أن التربية أساس بناء المجتمعات كونها تهتم بتنشئة أجيال واعية قادرة على الإسهام في تطوير أوطانها.
وبالرجوع إلى تعاليم ديننا الإسلامي نجد في مقدمة أولوياتها الحث على التربية السليمة وفق أسس ثابتة تتماشى مع الطبيعة الإنسانية؛ لتواكب التغيرات الاجتماعية والثقافية والتكنولوجية في العصر الحالي، حيث تستند إلى مبادئ شاملة ومتوازنة تهدف إلى تنمية جميع جوانب شخصية الإنسان روحياً، جسدياً، نفسياً واجتماعياً.
– الدمج بين الإسلامية والحديثة
وفي هذا السياق، أوضحت مدير الخدمة الاجتماعية والصحة المدرسية والإرشاد النفسي بمراقبة تعليم بنغازي رندا السوسي، أن الدمج بين التربية الإسلامية وأساليب التربية الحديثة يمثل ضرورة لبناء إنسان واعٍ بقيمه الدينية وقادر على مواكبة متطلبات العصر.
وأضافت السوسي، يجب على التربويين والأسر العمل معاً لتوفير بيئة تربوية مناسبة، تساهم في بناء شخصية متكاملة ومتوازنة تجمع بين الأسس الدينية والتطورات الحديثة في علم التربية.
– القيم والدراسات العلمية
وتعتم أساس التربية الإسلامية على غرس القيم السامية والأخلاق الحميدة التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية، وتسعى دائما إلى تحقيق التوازن بين الجوانب المادية والروحية للإنسان، للإسهام في بناء أفراد يتحلون بالمسؤولية الاجتماعية والوعي الديني.
وفي المقابل نجد أن أبعاد “التربية الحديثة” ترتكز على دراسات علم النفس والاجتماع حيث تضع الطفل في مركز العملية التربوية مع مراعاة الفروق الفردية، وتتبنى أساليب حوار التعزيز الإيجابي، واحترام شخصية الطفل، واستخدام التكنولوجيا لتعزيز التعلم. وفقاً لمدير الخدمة الاجتماعية.
وترى السوسي أن التربية الحديثة تهدف إلى تطوير قدرات الإنسان بشكل شامل، ليس فقط على المستوى الأكاديمي بل أيضاً على المستويات الاجتماعية والعاطفية السلوكية.
– توافق الأهداف
من جانبه، أكد الأخصائي النفسي ومختص في التوجيه والإرشاد النفسي وتعديل السلوك خالد عطية، أن التربية الإسلامية لا تتعارض مع الأساليب الحديثة بل تسهم في حماية الأطفال من الانحرافات الأخلاقية والفكرية، وتعزز قدرتهم على مواجهة تحديات الحياة.
وأشار عطية إلى أن التربية الإسلامية الوسطية المعتدلة توفر للأطفال توجيهاً ربانياً يحميهم من الانحراف والضياع، بينما تساعد الأساليب الحديثة على اكتساب المهارات والخبرات اللازمة للتفاعل الاجتماعي والتعلم.
وتجمع التربية الإسلامية على الشمولية بدمجها بين الجوانب الروحية، الأخلاقية، والاجتماعية، وتركز الأساليب الحديثة على تطوير الطفل وفق مراحل عمرية محددة.
ويحقق الدمج بين التربية الإسلامية والأساليب الحديثة تربية مثالية تُرسخ القيم الإسلامية الأصيلة وتستفيد من تطورات التربية الحديثة؛ لضمان تنشئة أجيال قادرة على التفاعل مع عالم سريع التغير دون فقدان هويتها. (الأنباء الليبية ـ بنغازي) هــ ع
متابعة: حنان الحوتي