سلوق 09 يناير 2025 (الأنباء الليبية) -تُعد رياضة الصيد أكثر من مجرد هواية؛ فهي تمثل موروثا ثقافيا عميقا يعكس تاريخ الأرض وجوهر الإنسان الليبي، وتجمع هذه الرياضة بين التراث القديم والممارسات الحياتية التي استمرت عبر الأجيال، إذ تعد جزءا أساسيا من الهوية الثقافية للبلاد، ومن خلال الصيد، يتجسد ارتباط الإنسان بالبيئة والطبيعة، ويبرز أصالة الأرض التي تعكس قوة ومرونة المجتمع الليبي، وتظل هذه الرياضة جزءا لا يتجزأ من روح الثقافة المحلية.
في هذا السياق، اختتمت الهيئة الليبية للصيد البري والرماية البطولة التمهيدية للصقور، التي تؤهل الفائزين للمشاركة في كأس ليبيا منتصف فبراير 2025. وكان للأنباء الليبية حوار مع رئيس الهيئة رافع محمد العريبي، للحديث عن أهداف الهيئة، وإنجازاتها، وخططها المستقبلية.
-زخم البطولة
في بداية حديثه، تحدث العريبي عن البطولة التمهيدية للصقور، التي انطلقت في منطقة وادي الباب، بالقرب من مدينة سلوق، بمشاركة 357 صقارا من مختلف أنحاء ليبيا، موضحا أن البطولة شهدت إقبالا واسعا من مناطق مثل مصراتة، والزنتان، وسرت، وإجدابيا، والكفرة، والبيضاء، وبنغازي، حيث عكس هذا الإقبال الواسع أهمية الصيد في الثقافة الليبية ودور الهيئة في تنظيم وتطوير هذه الرياضة.
-إنجازات الهيئة في زمن قصير
الهيئة الليبية للصيد البري والرماية، التي تأسست حديثا في 2024 بموجب قرار رقم 130، تمكنت في فترة قصيرة من تحقيق عدد من الإنجازات، وفقا للعريبي، حيث نظمت العديد من المسابقات، وإنشاء قاعدة بيانات للصيادين، إضافة إلى تطوير المحميات الطبيعية البرية والساحلية. هذه الإنجازات تأتي رغم عمر الهيئة القصير، نتيجة الجهود الكبيرة المبذولة في هذا المجال.
-تنظيم الصيد ضرورة ملحة
تطرق العريبي إلى الزيادة الكبيرة في أعداد الصيادين في ليبيا، التي ارتفعت من 2000 صياد قبل عام 2010 إلى نحو 60 ألفا حاليا، مؤكدا أن الهيئة جاءت لتلبية هذا التوسع من خلال تنظيم رياضة الصيد وضمان الحفاظ على الحياة البرية، كما أكد إلى ضرورة تعزيز الرياضات البيئية المستدامة مثل الرماية والصيد، التي تساهم في حماية البيئة وتعزز الوعي البيئي.
-الاستعدادات للبطولات المحلية والدولية
الهيئة ليست مقتصرة على تنظيم البطولات المحلية فقط، بل تسعى أيضا للانخراط في الساحة الدولية، وأوضح رئيس الهيئة أن استعدادات الهيئة للبطولات الحالية بدأت منذ نوفمبر 2024 في كرنفال ليبيا، حيث شارك 109 صقارين في منافسات سباق الطيور الجارحة، وفي فبراير 2025، ستنطلق البطولة الكبرى، بمشاركة 30 صقارا في كل فئة، حيث سيؤهل الفائزون للمشاركة في بطولة أبوظبي 2026، مما يفتح مجالا لانخراط ليبيا في البطولات الدولية.
-الحفاظ على الموروث الثقافي الليبي
يقول العريبي: الصيد والرماية في ليبيا جزء من التراث الثقافي العريق للبلاد، إلى أن الهيئة تهتم بالحفاظ على هذه القيم الثقافية، حيث يشهد نادي أبوظبي تعليم الأطفال فن استقبال الضيوف وتقديم القهوة، بالإضافة إلى التعامل مع الطيور، كما أن الهيئة لا تقتصر على تنظيم الرياضة بل تسعى أيضا إلى تعزيز هذه القيم ونقلها للأجيال القادمة.
-خطة الهيئة المستقبلية
وعن الخطط المستقبلية، أوضح العريبي أن الهيئة ستبدأ في فبراير 2025 العمل على إنشاء قاعدة بيانات شاملة للصيادين، التي من المتوقع أن تنتهي في أغسطس من نفس العام، وخلال هذه الفترة، ستفعل المحميات الطبيعية وتنظيم مسابقات محلية ووطنية، كما ستبدأ الهيئة في إصدار تصاريح الصيد مع بداية موسم الصيد في سبتمبر 2025.
-مواجهة الانتقادات
رغم الانتقادات التي وجهت للهيئة بشأن تأثيراتها السلبية على الحياة البرية، رد العريبي قائلا: “نحن لا نشجع الصيد الجائر، بل نعمل على تنظيمه”، مؤكدا أن الهيئة اتخذت خطوات حاسمة لمنع صيد طير الحبارى لمدة ثلاث سنوات، إضافة إلى إنشاء محميات تهدف إلى حماية التنوع البيولوجي وضمان بقاء الأنواع المهددة.
-شكر ودعم مستمر
اختتم العريبي حديثه بتوجيه الشكر لجميع من دعم الهيئة، خاصة رئيس الأركان البرية فريق صدام خليفة حفتر، الذي قدم دعما كبيرا لإنجاح هذه الجهود. وأكد أن الهيئة مستمرة في العمل لحماية الموروث الثقافي والطبيعي لليبيا، مع الالتزام بتنظيم رياضة الصيد بما يتناسب مع تاريخ البلاد العريق.
وأكد أيضا أن الهيئة الليبية للصيد البري والرماية تسير بخطى ثابتة نحو تنظيم رياضة الصيد والحفاظ على الموروث الثقافي الليبي، بينما يبقى التحدي الأكبر هو التوازن بين تعزيز هذه الرياضة وحماية البيئة الطبيعية، ومع دعم المجتمع والمسؤولين، يبدو أن الفرصة مهيأة لتحويل الصيد في ليبيا إلى نموذج عالمي يجمع بين الأصالة والتنظيم البيئي.(الأنباءء الليبية سلوق) س خ.
-حوار: هدى الشيخي