بنغازي 13 يناير 2025 (الأنباء الليبية) -احتفل بمدينة بنغازي اليوم الإثنين، برأس السنة الأمازيغية 2975، برعاية رئيس المفوضية العليا للمصالحة الوطنية الدكتور الصديق خليفة حفتر، وتنظيم وزير الدولة لشؤون المرأة انتصار عبود، تحت شعار “يانّاير يجمعنا”،حيث عكس هذا الشعار التلاحم والوحدة بين مختلف أطياف المجتمع الليبي.
ويوافق اليوم الثالث عشر من يناير من كل عام رأس السنة الأمازيغية، التي يعود تاريخها إلى 950 قبل الميلاد، وهو التاريخ الذي يرتبط بانتقال الحكم الليبي إلى مصر الفرعونية عبر الملك الأمازيغي شيشاق الأول، ويعتبر هذا التقويم الأمازيغي من أقدم التقاويم في التاريخ، وهو لا يرتبط بأي سياق ديني بل يعكس الرابط التاريخي العميق بين الأمازيغ وأرضهم.
وافتتح الاحتفال بكلمة ألقاها الدكتور الصديق خليفة حفتر، حيث أكد على أن هذا الاحتفال ليس مجرد تقليد بل هو مناسبة لتجسيد الوحدة والتآخي بين جميع فئات المجتمع الليبي، وأشار إلى أن حضارة الأمازيغ تمثل جزءًا أساسيًا من الهوية الوطنية الليبية، مشددًا على دور الأمازيغ في حماية التراث الليبي وإسهاماتهم في بناء القلاع والعمارة التاريخية.
كما أكد رئيس المفوضية العليا للمصالحة الوطنية أن الاحتفال برأس السنة الأمازيغية هو بمثابة دعوة لتعزيز الروابط الوطنية والتعايش السلمي بين مختلف المكونات الاجتماعية، مشيرا إلى دور الأمازيغ في ملف المصالحة الوطنية وأهمية تقوية هذه الروابط، وأضاف: “إن حضارة الأمازيغ، مثلها مثل حضارات الجرمان والتبو والشيشنق، تشكل إرثا ثقافيا عظيما يجب الحفاظ عليه”.
من جهته، هنأ نائب رئيس مجلس الوزراء علي القطراني، الأمازيغ بحلول رأس السنة الأمازيغية، مؤكدا أهمية التنوع الثقافي في ليبيا، قائلا: “إن التنوع الثقافي والإرث الحضاري الذي تزخر به ليبيا يمثل ثروة عظيمة يجب استثمارها في بناء وطن مزدهر”.
كما شهد الحفل تقديم الزي الأمازيغي التقليدي كهدية رمزية من مكون الأمازيغ إلى رئيس المفوضية العليا للمصالحة الوطنية، في إشارة إلى الاعتزاز بالهوية الثقافية المشتركة، وتضمنت الفعالية معرضا للمقتنيات التراثية وعروضا للطعام الأمازيغي التقليدي الذي يعكس تنوع المطبخ الأمازيغي.
وتخللت الاحتفال أيضا لوحات فنية تراثية راقصة قدمتها فرق الأمازيغ والطوارق، وعكست هذه العروض جمال التنوع الثقافي وروح التآلف بين مكونات المجتمع الليبي، بحضور عدد من أعضاء مجلس النواب، والنائب الأول لرئيس الحكومة الليبية، ووزراء من مختلف القطاعات، إضافة إلى العديد من البعثات الدبلوماسية للدول الصديقة والشقيقة.
ويحتفل الأمازيغ في شمال أفريقيا، بما في ذلك ليبيا، بهذا اليوم تكريما لتراثهم الزراعي والفلاحي، حيث يعتمد الفلاحون على التقويم الأمازيغي لتحديد مواعيد الحرث والزرع، وقد كان شهر يناير يشير إلى نهاية موسم الحرث وبداية موسم الأمطار.
ويشهد الاحتفال في ليبيا طقوسا متنوعة تشمل تحضير الأطعمة التقليدية مثل “الكسكسو” و”التيمغطال”، التي تبين علاقة الأمازيغ بالأرض والزراعة.
وتميز احتفال هذا العام، بشعار يحمل معاني عميقة؛ حيث يرمز اللون الأخضر إلى الخصوبة والطبيعة، والأصفر إلى امتداد الصحراء الكبرى، بينما يمثل الأحمر القوة والنضال والهُوية الأمازيغية، أما اللون الأزرق فيعكس ارتباط الأمازيغ بالسماء والبحر كرمزين للحياة والتوازن.
وتمثل هذه الاحتفالات فرصة لتعزيز الوحدة الوطنية والحفاظ على التراث الثقافي الأمازيغي، حيث يُسهم هذا الحدث في تعزيز روح الانتماء بين الليبيين والتأكيد على أهمية التنوع الثقافي، وفي هذا اليوم، يجتمع الأمازيغ للاحتفال بعراقتهم والتطلع إلى عام جديد من الأمل والخير.(الأنباء الليبية بنغازي) س خ.
-متابعة: هدى الشيخي