طرابلس 21 يناير 2025 (الأنباء الليبية)- أصبح “الأمن السيبراني” في ظل التطور التكنولوجي السريع والتحول الرقمي الذي يشهده العالم، من أولويات الحكومات والمؤسسات في حماية البنية التحتية الرقمية والمعلومات الحساسة، وليبيا ليست استثناءً من هذا التحول، حيث باتت تواجه تحديات متزايدة في مواجهة التهديدات السيبرانية التي تطال مختلف القطاعات.
ولتأمين الفضاء السيبراني، وضعت الهيئة الوطنية لأمن وسلامة المعلومات استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز الأمن السيبراني في البلاد وحماية البيانات والمعلومات الحساسة من الهجمات الإلكترونية.
وتأسست الهيئة في عام 2013 بقرار من الحكومة آنذاك، وتهدف إلى حماية البنية التحتية الرقمية في ليبيا من خلال تطوير السياسات والمعايير الأمنية وتنفيذ الحلول التقنية اللازمة.
خطة استراتيجية
وفي هذا السياق، أكد رفيق العجيمي، مدير مكتب التعاون الفني والدولي بالهيئة، في حديث مع صحيفة “الأنباء الليبية”، أن الهيئة تعمل على تنفيذ خطة استراتيجية طموحة لتحسين “الأمن السيبراني” في المؤسسات الحكومية.
وقال العجيمي، إن الهيئة تتعاون مع المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص لضمان حماية البنية التحتية الرقمية من الهجمات المتزايدة التي تستهدف القطاعات الحيوية في ليبيا، مشيرًا إلى أن التهديدات السيبرانية تصاعدت بعد جائحة كورونا التي سرعت التحول الرقمي في البلاد.
أبرز الهجمات السيبرانية
وأوضح العجيمي، أن أبرز أنواع الهجمات التي تعرضت لها المؤسسات الليبية تشمل “هجوم حجب الخدمة” و”هجمات التصّيد الإلكتروني” و”فيروس الفدية الخبيثة”، وهو ما دفع الهيئة إلى اتخاذ تدابير عاجلة لمكافحة هذه الهجمات وحماية الفضاء السيبراني في ليبيا.
وأشار العجيمي، إلى أن الهيئة أطلقت في فبراير 2023 الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني، التي تعتبر الإطار العام الذي يساعد المؤسسات الحكومية على وضع استراتيجياتها الخاصة لحماية بياناتها.
كما أوضح أن الهيئة تعمل على تفعيل وحدات إدارية متخصصة في “الأمن السيبراني” داخل المؤسسات الحكومية، بالإضافة إلى إجراء اختبارات تقييم الأمان بشكل دوري لضمان جاهزية المؤسسات لمواجهة الهجمات الإلكترونية.
تعزيز الوعي
وأكد العجيمي، أن الهيئة تولي أهمية كبيرة للتدريب والتوعية في مجال “الأمن السيبراني”، حيث تقوم بتنظيم ورش عمل ودورات تدريبية للمختصين في هذا المجال، مشيرًا إلى أنه من خلال الاستراتيجية الوطنية، تركز الهيئة على تعزيز وعي الموظفين في المؤسسات الحكومية بمخاطر الهجمات الإلكترونية وطرق التصدي لها.
وفيما يتعلق بالتعاون الدولي، أشار العجيمي إلى أن الهيئة تعمل على تعزيز علاقاتها مع الهيئات والمنظمات الدولية المتخصصة في الأمن السيبراني، مثل فريق الاستجابة لطوارئ الكمبيوتر في منظمة دول العالم الإسلامي والمركز العربي للأمن السيبراني، كما تم تحديث بيانات ليبيا في المؤشر العالمي للأمن السيبراني، مما أسهم في رفع نسبة نضوج “الأمن السيبراني” في البلاد.
وأكد العجيمي أن الهيئة ستواصل جهودها في تعزيز “الأمن السيبراني” في ليبيا، وتسعى إلى تنفيذ مذكرات تفاهم مع المؤسسات المحلية والدولية لتعزيز التعاون وتطوير الكوادر الوطنية في مواجهة التهديدات السيبرانية المتزايدة. (الأنباء الليبية طرابلس) ف خ
تقرير: أحلام الجبالي