بنغازي 25 يناير 2025 (الأنباء الليبية)- احتفلت الجامعة الليبية الدولية للعلوم الطبية في مدينة بنغازي، اليوم السبت، باليوم العالمي للتعليم، الذي يصادف 24 يناير من كل عام، تحت شعار “إعطاء الأولوية للتعليم كوسيلة للاستثمار في رأس المال البشري”. وقد شهد الحفل حضور وزير التعليم التقني والفني وعدد من الشخصيات الأكاديمية.
وفي حديث مع صحيفة “الأنباء الليبية”، خلال الحفل، شدد عضو مجلس النواب ونائب رئيس لجنة الصحة، حسن الزرقاء، على أهمية إدراج الجامعات ضمن خطط إعادة الإعمار في ليبيا. وأضاف الزرقاء أن الوقت قد حان لتخصيص حصة أكبر للاستثمار في البشر، مؤكدًا ضرورة تعزيز التعاون بين المؤسسات التعليمية ومجلس النواب لتطوير التشريعات التعليمية، وتحقيق التقدم المنشود في هذا القطاع.
وأكد الزرقاء، أنه يجب على جميع الأطراف المعنية أن تتعاون من أجل خلق بيئة تعليمية أفضل في ليبيا تساهم في بناء المستقبل. وقال: “التعليم هو السبيل الوحيد لضمان مستقبل مشرق لأبنائنا، ويجب أن نعمل جميعًا من أجل تطويره بشكل مستمر.”
من جهته، أشار فرج خليل، وزير التعليم التقني والفني، إلى التحديات الكبيرة التي تواجه النظام التعليمي في ليبيا، مؤكدًا على ضرورة إصلاح هذا النظام بشكل عاجل.
وأعتبر خليل، أن التعليم في ليبيا يعاني من “العشوائية”، مشددًا على أن الحل يكمن في وضع خطة استراتيجية لتطوير المناهج الدراسية، وتدريب الكوادر التعليمية بما يتماشى مع متطلبات سوق العمل.
وقال وزير التعليم: “يجب أن يكون لدينا رؤية واضحة لإصلاح التعليم، وأن نعمل على تحديث المناهج وتطوير أساليب التدريس لتواكب التطورات العالمية.”
وأضاف، أن من الضروري تأهيل المعلمين بشكل مستمر، بحيث يكون لديهم القدرة على التعامل مع التقنيات الحديثة التي تساهم في تحسين جودة التعليم.
إصلاح النظام التعليمي
وفي سياق متصل، أكد محمد سعد مبارك، الجامعة الليبية الدولية للعلوم الطبية، على أهمية إصلاح النظام التعليمي وإعداد المعلمين بشكل جيد.
وأضاف مبارك، خلال كلمته في الحفل، أن التعليم يجب أن يخرج من إطار الأساليب التقليدية المعتمدة على التلقين، مشيرًا إلى ضرورة التركيز على تطوير النظام التعليمي لكي يتواكب مع التحديات والمتطلبات المعاصرة.
وأوضح مبارك، أن جامعته تسعى بشكل مستمر لتحسين التعليم من خلال تطبيق أساليب تدريس حديثة، مؤكداً أهمية تعزيز الجهود لضمان حصول الطلاب على تعليم عالي الجودة يواكب التطورات العالمية وسوق العمل. وقال: “العملية التعليمية في ليبيا بحاجة إلى تجديد شامل، ويجب أن نبتعد عن الأساليب التقليدية في التعليم التي لا تواكب العصر.”
تكريم الباحثين وتطوير المرافق التعليمية
كما تم خلال الحفل تكريم الباحث الأكاديمي رضوان عبد الرحيم النجار بجائزة “أفضل باحث” لعام 2024، وهي جائزة قدمتها الجامعة لتكريم الإنجازات العلمية والمهنية في مجال البحث الأكاديمي. هذه الجائزة تسلط الضوء على أهمية البحث العلمي في تطوير التعليم والنهوض بالمجتمع.
وبالإضافة إلى التكريم، تم افتتاح عدد من المرافق الجديدة في الجامعة، بما في ذلك مكتبة مركزية وقاعات دراسية حديثة، بحضور وزير التعليم التقني والفني فرج خليل، الذي أكد على أهمية هذه المرافق في تطوير العملية التعليمية، وتوفير بيئة تعلمية مريحة ومجهزة بالأدوات اللازمة.
ورش العمل والتدريب المستمر
وعلى هامش الاحتفالية، نظمت الجامعة عددًا من ورش العمل المتخصصة التي تناولت عدة مواضيع هامة في مجال التعليم العالي، مثل استراتيجيات التعليم العالي، وإدارة الأعمال، والتعلم القائم على المعضلات والفريق.
وقد شارك في هذه الورش عدد من الأكاديميين والمختصين في مجال التعليم، الذين ناقشوا كيفية تعزيز أساليب التعليم وتعزيز الاستدامة في التعليم الإلكتروني.
ختام الاحتفالية
واختتمت الاحتفالية بتأكيد جميع المتحدثين على ضرورة وضع التعليم في قلب الأولويات الوطنية، والعمل من أجل تحقيق تطور مستدام يعزز من قدرات الطلاب الليبيين ويعدهم لمواجهة التحديات المستقبلية. وأكدوا على أهمية الاستمرار في تطوير البنية التحتية التعليمية، وتحديث البرامج الأكاديمية بما يتماشى مع المعايير العالمية.
ويهدف اليوم العالمي للتعليم الذي يُحتفى به سنويًا في 24 يناير من كل عام، إلى تسليط الضوء على دور التعليم في تحقيق التنمية المستدامة ورفاهية الإنسان، وهو ما يعكسه شعار هذا العام “إعطاء الأولوية للتعليم كوسيلة للاستثمار في رأس المال البشري”. (الأنباء الليبية بنغازي) ف خ
أحلام الجبالي
تصوير: محمد الغناي