بنغازي 04 فبراير 2025 (الأنباء الليبية) – تشهد مدينة غات في جنوب غرب ليبيا تهديدا متزايدا من انتشار الجراد الصحراوي الذي يهدد المحاصيل الزراعية والبيئة في المنطقة. رغم الجهود المستمرة التي تبذلها اللجنة الوطنية لمكافحة الجراد الصحراوي، كما إن نقص الإمكانيات يعوق تنفيذ الخطط الاستكشافية والمكافحة الفعالة. وفي الوقت ذاته، حذرت منظمة الأغذية والزراعة من تكاثر الجراد في مناطق واسعة من شمال أفريقيا، ما يستدعي تكثيف الجهود للتصدي لهذه الآفة التي قد تؤدي إلى خسائر اقتصادية وبيئية كبيرة.
-الجراد الصحراي وأثره على البيئة والزراعة
أوضح الناطق الرسمي للجنة الوطنية لمكافحة الجراد الصحراوي حسين البريكي، للأنباء الليبية، رغم الصعوبات التي تواجه جهود مكافحة الجراد في غات، تسعى اللجنة لمواجهة التحديات التي تطرأ نتيجة ظهور الجراد في مناطق مختلفة من ليبيا، خاصة في غات.
وأوضح أن اللجنة لديها خطة عامة لاستكشاف الجراد تتضمن حوالي 20 جولة استكشافية، لكن نقص الإمكانيات يشكل عقبة رئيسية، مؤكدا أن اللجنة تتابع حركة الجراد في جنوب الصحراء الكبرى وغرب أفريقيا من خلال تقارير منظمة الأغذية والزراعة، لكنها تواجه صعوبات عدة في تنفيذ الإجراءات الفعالة.
-التحذيرات البيئية والمخاطر المتزايدة
أضاف البريكي أن منظمة الأغذية والزراعة حذرت من تكاثر الجراد بشكل كبير في المنطقة، وطالبت الدول المعنية باتخاذ إجراءات استكشافية لمراقبة الوضع. على الرغم من تحذيرات اللجنة، فإن نقص الإمكانيات اللازمة يعرقل تنفيذ الخطط اللازمة لمكافحة الجراد بشكل فعال.
-جهود اللجنة لمكافحة الجراد في غات
عندما وردت تقارير عن وجود الجراد في غات، كلف مكتب اللجنة في المنطقة بإعداد تقرير عاجل. وفي استجابة سريعة، اجتمع رئيس اللجنة مع الطاقم الفني في اجتماع طارئ، ومن خلال فرقة ميدانية توجهت إلى غات، حيث بدأت أعمال الاستكشاف والمكافحة لمدة ثلاثة أيام متتالية، ومع ذلك لا تزال مشكلة نقص الإمكانيات تؤثر على فعالية مكافحة الجراد.
-أسباب ظهور الجراد الصحراوي
أوضحت مديرة إدارة التعاون الدولي والفني بوزارة البيئة انتصار المجبري، أن ظهور الجراد يعود إلى عدة عوامل بيئية ومناخية، أبرزها التغيرات المناخية التي تؤدي إلى زيادة الأمطار والرطوبة، ما يوفر بيئة مثالية لتكاثر الجراد.
-تأثير الجراد على البيئة والزراعة
أكدت المجبري أن الجراد الصحراوي يعد من أخطر الآفات الزراعية، حيث يتغذى على المحاصيل الزراعية ويسبب تدميرا كبيرا للمزروعات، كما أنه يهدد الثروة الحيوانية ويؤثر سلبا على المراعي الطبيعية، موضحة أن الجراد يقضي أيضا على النباتات الهشة، مما يؤثر على التنوع البيولوجي.
-جهود المكافحة والحلول المقترحة
أشارت المجبري إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحة الجراد، مثل دعم فرق المكافحة باستخدام المبيدات البيولوجية والكيماوية المناسبة، مؤكدة على أهمية تعزيز المراقبة باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد للتنبؤ بحركة الجراد، وزيادة الوعي بين المزارعين حول طرق الحماية والإبلاغ السريع عن أي انتشار جديد.
-خطوات ضرورية للوقاية والمكافحة
أكدت المجبري على أهمية مراقبة الجراد في مراحله الأولى قبل تكاثره وانتشاره، مشددة على ضرورة إنشاء فرق متخصصة لرصد تحركات الجراد واستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد، مضيفة أن التعاون بين الدول المجاورة يعد أمرا حيويا لتنفيذ خطط وقائية مشتركة لمكافحة الجراد.
-التعاون المحلي والدولي للمكافحة
أكدت المجبري على ضرورة استخدام طرق بيولوجية وميكانيكية وكيميائية للمكافحة، مع الحرص على عدم التأثير الضار على البيئة. وأشارت إلى أهمية التعاون بين الدول المجاورة لتبادل المعلومات والتنسيق في مكافحة الجراد.
التوصيات المستقبلية
دعت المجبري إلى ضرورة دعم الحكومات المحلية والإقليمية للجنة الوطنية لمكافحة الجراد الصحراوي، وتوفير الإمكانيات اللازمة لتأدية أعمالها بفعالية، كما أكدت على أهمية التعاون المشترك بين الدول والمنظمات الدولية للحد من تأثير الجراد وحماية الأمن الغذائي في المنطقة.
يذكر أن الجراد الصحراوي يشكل تهديدا كبيرا على الأمن الغذائي والاقتصادي في غات، ويتطلب تدخلا سريعا وفعالا من جميع الجهات المعنية لمكافحة هذه الآفة وحماية البيئة الزراعية.(الأنباء الليبية بنغازي) س خ.
-تقرير: أحلام الجبالي