الكويت 24 فبراير 2017 (وال)- تحتفل دولة الكويت يوم غداً السبت، بذكرى الـ 56 لاستقلال دولة الكويت التي يحتفل بها الكويتيون هذا العام في مرحلة تشهد فيها البلاد نهضة تنموية شملت مختلف المجالات .
ووفقاً لإتحاد وكالات الأنباء العربية “فانا”، فتأتي هذه القفزة التنموية تنفيذاً لتطلعات صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وتوجيهاته السامية، بتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري عالمي، وتسريع عجلة الاقتصاد، وتعزيز دور القطاع الخاص في دعم التنمية الاقتصادية، وتحقيق الهدف المنشود للقيادة السياسية بأن تعود الكويت كما كانت عروس الخليج .
وتنفيذاً لهذه الرغبة السامية، فقد تم إنجاز العديد من المشاريع العملاقة التي ترتبط بمختلف القطاعات الخدمية في البلاد، ومن أبرزها مدينة “صباح الأحمد البحرية” نسبة إلى أمير دولة الكويت صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والتي تُعد أول وأكبر مشروع يشيّد بالكامل من قبل القطاع الخاص .
وتحتوي تلك المدينة على العديد من عوامل الجذب، حيث قسمت إلى قطاعات تتخللها ممرات مائية صناعية، كما تحتوي على خدمات متكاملة من : مدارس ومساجد ومراكز أمنية برية وبحرية ومتنتزهات عامة .
ومن بين المشاريع التنموية الهامة والعملاقة التي تشهدها الكويت، ويرتقب افتتاحه بشكل رسمي قريباً : مشروع “مستشفى الشيخ جابر” الذي يعتبر الأكبر في الشرق الأوسط وسادس أكبر مستشفى في العالم .
وتبلغ الطاقة الاستيعابية للمبنى الرئيسي للمستشفى قرابة 1200 سرير، ويضم العديد من المباني الملحقة لتخصصات طبية مختلفة، إضافة إلى مساكن لكوادر التمريض، ومراكز خدمية خاصة بالتغذية والتنظيف وأعمال التشغيل والصيانة، كما أنه مزود بثلاثة مهابط لطائرات الهليكوبتر، ومواقف للسيارات تبلغ طاقتها الاستيعابية نحو 5000 آلاف، ومواقف أخرى تستوعب نحو 50 سيارة أسعاف، إضافة إلى ملجأ للحماية .
ويتوقع أن يُصبح المستشفى بعد افتتاحه صرحاً طبياً عالمياً ومنارة للعلم، وتدريب الكوادر الطبية، حيث سيقدم المستشفى خدماته الطبية لأكثر من 600 ألف نسمة .
ويأتي “ميناء مبارك الكبير” كأهم وأكبر مشاريع خطة التنمية التي تقوم بها وزارة الأشغال، كما شهد يوم 6 من شهر أبريل عام 2011 وتحت رعاية صاحب السمو أمير البلاد، حفل وضع حجر الأساس لاقامة هذا الميناء في جزيرة بوبيان .
وسيشكل مشروع “ميناء مبارك الكبير” محور نظام نقل إقليمي في المنطقة، يدعم خطط الكويت التنموية والمساهمة في انفتاح البلاد على العالم تجارياً واقتصادياً، وسيدعم خطة المواصلات والمنافذ التي ستكون أحد العناصر الرئيسية في تحقيق الرغبة السامية بتحويل الكويت إلى مركز تجاري ومالي عالمي .
ويهدف المشروع إلى إنشاء ميناء بحري رئيسي، بسعة تبلغ 24 مرسى، يكون محوراً رئيسياً للنقل الإقليمي يربط الأرض بالبحر بوسائط نقل متعددة، كالطرق السريعة، والسكك الحديد، ويعزز مكانة الكويت كمركز مهم للنشاط الاقتصادي الإقليمي، كما سيشكل ميناء مبارك الكبير عقب إنشائه نقلة نوعية في قطاع تجارة الترانزيت، وسيمثل خطوة مهمة في العودة مرة أخرى لإحياء طريق الحرير من خلال بوابة الكويت .
ومن المشاريع الحيوية التي دشنت في عهد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، مشروع “جسر جابر”، وهو جسر بحري بطول يتجاوز 37 كيلومتراً، يربط ما بين مدينة الكويت ومدينة الصبية الجديدة .
ويهدف المشروع إلى حل أزمة الاختناقات المرورية من منطقة الشويخ، وتسهيل حركة مرور الشاحنات التجارية الداخلة والخارجة إلى ميناء الشويخ .
وأما مشروع “الوقود البيئي”، فتم توقيع عقوده في 13 أبريل عام 2014، لتبدأ المرحلة الثالثة من عملية تطوير القطاع النفطي في الكويت، وذلك عقب مرحلة التأسيس في ستينات القرن الماضي، ثم عملية التحديث في الثمانينيات لتدخل الآن مرحلة جديدة تضع الكويت في مكانة متقدمة، من خلال توفير أحدث المصافي العالمية في صناعة تكرير البترول .
ويهدف مشروع “الوقود البيئي” في الأساس إلى تطوير وتوسعة كل من مصفاة ميناء الأحمدي، التي ستُصبح طاقتها التكريرية حوالي 346 ألف برميل يومياً، ومصفاة ميناء عبدالله التي ستصل طاقتها إلى 450 ألف برميل يومياً، وبذلك تُصبح الطاقة التكريرية الإجمالية للمصفاتين حوالي 800 ألف برميل يومياً .
كما سيتم ربط المصفاتين معاً لتصبح مجمعاً تكريرياً متكاملا يتمتع بالمرونة، بشكل يمنح الكويت القدرة على تلبية المتطلبات المتغيرة للاسواق عالمياً ومحلياً من منتجات البترولية المختلفة، كما يهدف إلى الإرتقاء بأداء المصفاتين ورفع مستويات السلامة والاعتمادية التشغيلية مع المحافظة على الاستخدام الأمثل للطاقة .
صناعة النفط الكويتية
في محطة تاريخية من تاريخ صناعة النفط الكويتية، فقد تم في يوم 13 أكتوبر عام 2015، توقيع عقود تنفيذ مشروع “مصفاة الزور”، وسيتم تسليم المشروع مبدئياً في شهر يوليو عام 2019، على أن يتم التشغيل الأولي في شهر ديسمبر عام 2018 .
وتعتبر مصفاة الزور جزءاً أساسياً من استراتيجية مؤسسة البترول الكويتية وشركة البترول الوطنية الكويتية، من أجل زياردة في القدرة التكريرية للكويت إلى قرابة 1.41 مليون برميل في يومياً .
كما تبلغ الطاقة التكريرية للمصفاة قرابة 615 ألف برميل يومياً، ومن خلالها سيتم إنتاج نحو 225 ألف برميل يومياً من زيت الوقود البيئي ذو المحتوى الكبريتي المنخفض، الذي يستخدم في محطات الطاقة الكهربائية داخل دولة الكويت، واستخدامه سيخفف من الآثار البيئية إلى حد كبير .
ومن المشاريع الإستراتيجية التي ستُحدث نقلة نوعية في مسيرة الكويت الاقتصادية : “مبنى الركاب الجديد 2 في مطار الكويت الدولي”، حيث من المقرر أن يُمثل هذا الصرح الهائل الذي تبلغ تكلفة انجازه 1.3 مليار دينار كويتي، نقلة نوعية في مجال النقل في البلاد، لتجعلها محوراً إقليمياً رئيسياً لمنطقة الشرق الأوسط .
وتم وضع تصميم رئيسي مرن للموقع، بحيث يكون مبنى الركاب في موقع استراتيجي قابل للتوسعة مستقبلا، كما سيستوعب المطار مبدئياً نحو 13 مليون راكباً سنوياً، مع إمكانية التوسيع ليزيد العدد إلى قرابة 25 مليون مسافر، واستيعاب نحو 50 مليون راكب مع مزيد من التطوير .
وافتتح سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في 18 ديسمبر عام 2015 “استاد جابر الدولي”، الذي تتسع مدرجاته إلى قرابة 60 ألف متفرج، ويُعد من أكبر الملاعب في الكويت 7 عربياً 25 عالمياً من حيث السعة المتفرجين .
والشكل الهندسي المعماري للاستاد، مستوحى من فكرة المزج بين مجتمعي البحر والبادية، فكان على شكل سفينة “بوم كويتي” من جوانبه، وأما السقف فهو أشبه بسرج الخيل وهو ما جعله تحفة في التصميم الهندسي .
وأما “مدينة جنوب المطلاع”، وهي أكبر مشروع إسكاني متكامل الخدمات في تاريخ دولة الكويت، حيث يضم نحو 28363 قسيمة سكنية، ورأت النور إثر جهود مضنية من الجهات التنفيذية والاستشارية وثمرة تعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية .
وتعتبر “جنوب المطلاع” أكبر مدينة سكنية في الكويت، حيث من المتوقع أن يصل عدد سكانها إلى نحو 400 ألف نسمة، موزعين على 12 ضاحية، وتضم 116 مدرسة، ونحو 156 مسجداً، وتبعد عن مدينة الكويت 40 كيلومتراً في الشمال الغربي من مدينة الجهراء .
وشهد شهر فبراير عام 2013، افتتاح أمير البلاد مركز صباح الأحمد للكلى والمسالك، وذلك بمنطقة الصباح الصحية، كأحد أبرز المراكز الصحية المتخصصة .
وأقيم المشروع بجانب مستشفى القلب المطل على مياه الخليج، على أرض تبلغ مساحتها حوالي 20 ألف متر مربع، وعلى متوسط مساحة مسطحة للدور الواحد للمبنى تبلغ 2500 متر مربع، فيما خصصت باقي مساحة الأرض للمساحات الخضراء ولمواقف سيارات تتسع لـ 500 سيارة.
وفي شهر مارس عام 2015، افتتح أمير البلاد وسمو ولي العهد مشروع “حديقة الشهيد” بمنطقة شرق، وأزاح أمير البلاد الستار عن نصب الشهيد الذي يجسد ما قدمه شهداء الكويت من تضحيات وبطولات من أجل الوطن العزيز .
وأقيم مشروع حديقة الشهيد “حديقة الحزام الأخضر سابقاً” على مساحة بلغت 220 ألف متر مربع، وتضم الحديقة نصب الدستور الذي افتتح بمناسبة مرور 50 عاماً على وضع دستور الكويت، وساحة السلام، ومتحف الشهيد الذي يصف أهم معارك الكويت “الرقة والصريف والجهراء”، كما تحتوي على نوافير وشلالات وبحيرات وأشجار، كما تشمل مسرحاً مفتوحاً ومتحفاً للنباتات البرية والطيور الكويتية، ومختبراً للنباتات البرية النادرة.
وفي يوم الاثنين 31 من شهر أكتوبر عام 2016، افتتح أمير البلاد، مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي “دار الأوبرا”، تزامناً مع احتفال دولة الكويت باختيارها عاصمة الثقافة الإسلامية، ليكون صرحاً ضخماً جديداً من عطاءات الكويت الحضارية والثقافية والإسلامية وانفتاحها على الثقافات العالمية .
وأنجز هذا المشروع الذي يتكون من أربعة مبانٍ رئيسية في وقت قياسي لا يتعدى 22 شهراً، حاملا داخله الديكورات واللوحات الفنية التي تعكس ثقافة الكويت العربية والإسلامية .
ومن المشاريع المرتقب افتتاحها رسمياً في شهر مايو المقبل : مركز الشيخ عبدالله السالم الثقافي، الذي سيكون من أكبر مناطق العرض المتحفي في الوطن العربي والعالم، وذلك عملا بتوجيهات أمير دولة الكويت الرامية إلى ضرورة إعادة الوجه الحضاري المضيء للكويت، واستعادة ريادتها الثقافية بالمنطقة .
ويمتد المركز على مساحة 130 ألف متر مربع من إجمالي مساحة مدرسة عبدالله السالم سابقاً، والتي تقع في منطقة الشعب البحري، ويحتوي على ثمانية مبانٍ، ستة منها مخصصة للمتاحف منها : متحف للتاريخ الطبيعي، ومتحف العلوم وعلوم الفضاء، والمتحف الإسلامي، ومركز الفنون الجميلة، بالإضافة إلى مبنى إداري ومسرح يتسع لـ 300 شخص .
وأما مشروع “تطوير طريق الجهراء”، فيعد أحد أهم وأضخم المشاريع ضمن خطة تطوير البنية التحتية، والهادفة إلى تطوير شبكة الطرق في الجانب الغربي من مدينة الكويت، حيث يبدأ المشروع من بوابة الجهراء وينتهي بعد دوار الأمم المتحدة .
ويتألف المشروع من 17.7 كيلومتر من الجسور العلوية بطريقة القطع المسبقة الصب، ومنها 7.3 كيلومتر بطريق الجهراء الرئيسي، و 2.4 كيلومتر للطرق المتقاطعة معها، و 8 كيلومتر من المنحدرات “الرامبات” .
وتتضمن أعمال الإنشاء طريقاً منخفضاً بطول 620 متراً، وجسرين بأحد الدوارات، 10 جسور للمشاة، كما تتضمن أعمال الطرق بالمستوى الأرضي 3.4 كيلومتر بطريق الجهراء الرئيسي، و15.1 كيلومتر من طرق الخدمة .
وبالنسبة لمشروع “تطوير شارع جمال عبد الناصر”، الذي يقع في المنطقة الغربية لمدينة الكويت التجارية “العاصمة”، حيث يمتد من دوار بوابة الجهراء “دوار الشيراتون” حتى شرق منطقة غرناطة شمال العاصمة .
ويُعد أحد أضخم مشاريع البنية التحتية وتطوير شبكة الطرق على الصعيد الدولي، والذي يهدف إلى تحويل الشارع القائم إلى طريق سريع متعددة الأدوار، ويتميز المشروع بمواصفات الطرق السريعة العالمية .
كما يُعد هذا الطريق كرابط أتصال أساسي للمنطقة الغربية الحالية والمستقبلية، كما سيقوم باستكمال تخطيط البنية التحتية لجامعة الكويت، ومنطقة المستشفيات ووزارة الدفاع .
وعلى صعيد تطوير المؤسسات الاقتصادية، فقد شهدت الكويت خلال السنوات القليلة الماضية، العديد من المراسيم والقرارات التي تساهم في نهضة الكويت، وزيادة الاستثمار الخارجي أبرزها تأسيس هيأة تشجيع الاستثمار المباشر، وهيأة أسواق المال، وشركة بورصة الكويت . (وال- الكويت) ر ت