طرابلس 01 أبريل 2017(وال)-حذّر تقرير نشرته الجمعية الليبية لحماية الحياة البرية تدمير مزارع النخيل في ليبيا جراء صناعة مشروب “اللاقبي” التي أصبحت أكثر انتشاراً في عدد من المناطق. ونقل التقرير عن محسن صويد، مدير إدارة التدريب والتطوير في هيأة الزراعة والثروة الحيوانية والبحرية، في وادي كعام، والذي مخاوفه الشديدة على مستقبل النخيل الليبي، بعد تصاعد ظاهرة استخراج مشروب “اللاقبي”، وذلك نظراً للعائد الكبير الذي يحصده العاملون في هذه المهنة.
وقال صويد،”إن صانعي المشروب المستخرج من النخلة الواحدة يكسبون نحو 400 دينار ليبي. مؤكداً أن منطقة وادي كعام، الشهيرة بكثرة مزارع النخيل، أصبحت محجاً لطالبي هذا الشراب. وأضاف، أن صناعة اللاقبي انتشرت في وادي كعام، منذ نحو عامين بعد أن جاءت من تونس التي تشتهر به، وهو ما أدى إلى تدمير 18 مزرعة نخيل بشكل كلي أو جزئي.
وقال صويد:”المال جعل أصحاب المزارع العاملين في هذه المهنة، يدمّرون ثروة البلاد من النخيل”، موضحاً أن الإنتاج الليبي من التمور وصل إلى 150 ألف طن في بداية 2011، غير أنه تراجع بشدة إلى 80 ألف طن في 2014، ولم يتجاوز 38 ألف طن في عام 2015.
ووذكر التقرير، أن أحد الشباب في المنطقة استهلك 120 نخلة من بين 200 نخلة ورِثها عن والده، بعد حفر جذوعها، للوصول إلى لبّها ومن ثم استخراج عصارتها، التي يميل لونها إلى الأصفر، ويشبه مذاقها التمر المُحلى بالعسل.
ونقل التقرير، عن حميد بوزيان، قوله: “إنهم مُجبرون على ذلك، بسبب التردي الأمني الذي تعيشه البلاد، ما صعّب من عملية تسويق التمور، في ظل منافسة شرسة بين الإنتاج الليبي والتمور التونسية والجزائرية عالية الجودة”.
وفي السياق، نقل التقرير عن زين العابدين سالم، وهو أستاذ علوم الزراعة في جامعة طرابلس، قوله:”إن استخراج عصير اللاقبي يُفقد النخلة 60 في المئة من عصارتها”. وأضاف سالم، وفقا لدراسات وتحاليل مخبرية قام بها، “إن هذا العمل يؤدي إلى موت النخلة خلال ثلاثة أيام، حتى وإن بدى سعفها أخضر لمدة أطول، لكن في الحقيقة أن النخلة ماتت بسبب فقدانها عصارتها وعدم قدرتها على تعويضها”.
وقال التقرير، إن ليبيا تمتلك نحو 9 ملايين نخلة، بحسب آخر إحصاء قامت به وزارة الزراعة في عام 2010؛ حيث تشغل زراعة النخيل مساحة 23 ألف هكتار موزّعة بين مناطق الساحل الليبي وأربع مناطق في الجنوب، تنتج 309 أصناف من التمور.
وفي المقابل حذّر الحاج ناجي الحلو، أحد زارعي النخيل في منطقة ودان من أن يكون إنتاج “اللاقبي” أحد أهم أسباب تراجع إنتاج النخيل من التمور، وفقا لما نقله التقرير. وقال الحلو:”إن هذه المهنة المقيتة داهمت مزارعنا، والمشكلة الأكبر هي أن النخيل في الجنوب الليبي ينمو بكثافة في الواحات ويصعب مراقبة المعتدين عليه”.
وأضاف، “عثرنا مؤخراً على العشرات من أشجاره وقد قُتلت بفعل اللاقبي”. موضحاً أن نخيل الجنوب الليبي يمتلك المواصفات التي يبحث عنها مستخرجو اللاقبي، ومنها الجفاف، وقلة نسب الرطوبة، الأمر الذي يجعل عصارة النخيل صافية تماما من الشوائب.
ويستخرج اللاقبي من أجل استخدامه في صناعة الخمر، بعد خلطه بأنواع من العقاقير والمنبهات، حتى يتحول إلى نوع من المسكرات بأقل التكاليف.(وال-طرابلس) ف خ