موسكو 09 أغسطس 2016 (وال)- يخيم التعاون الاقتصادي على اللقاء الذي يجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان اليوم الثلاثاء، في سان بطرسبرغ، إلا أن الجانب السياسي لا يقلّ أهمية خاصة فيما يتعلق بالوضع في سوريا .
ويأتي اللقاء بين خصمي الأمس، بعد اعتذار أردوغان لبوتن عن إسقاط مقاتلة روسية قرب الحدود السورية بعد دخولها المجال التركي، وهو الأمر الذي فجّر أزمة بين البلدين بدأت في نوفمبر الماضي وانتهت منذ نحو الشهر .
وكان البلدان اتفقا قبل أزمة الطائرة الروسية، على رفع حجم التبادل التجاري بينهما إلى 100 مليار دولار، إضافة إلى تعزيز المشروعات المشتركة في مجالات الطاقة والسياحة والمنتجات الصناعية والغذائية والاستثمارات المتبادلة .
وكانت روسيا تحتل خلال العام الماضي، المركز الثاني ضمن قائمة الدول الأكثر استيراداً للمنتجات التركية، فيما كانت تحتل المرتبة الثالثة بين الدول الأكثر تصديراً إلى تركيا، حسب بيانات هيأة الإحصاء التركية وخدمة الإحصاء الفيدرالي الروسية .
كما وصل حجم التجارة الخارجية بين موسكو وأنقرة عام 2008 إلى 38 مليار دولار أمريكي، لكن هذه القيمة تراجعت إلى 23.3 مليار دولار في 2015، بسبب تراجع الاقتصاد الروسي جراء تدهور أسعار النفط .
وعقب حادثة إسقاط المقاتلة الروسية، تدنى حجم التبادل التجاري بين الطرفين بشكل ملموس، إذ تراجعت نسبة الصادرات التركية إلى روسيا خلال النصف الأول من 2016، بنسبة 60.5 % مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2015 .
سوريا على الطاولة
على الصعيد السياسي، لا يمكن لأي لقاء يجمع مسؤولين من روسيا وتركيا، إلا وتكون الأزمة السورية حاضرة بقوة فيه، فروسيا هي الداعم الأقوى لنظام الرئيس بشار الأسد سياسياً وعسكرياً، بينما تُشكل تركيا الداعم الإقليمي الأكبر للمعارضة السورية الساعية إلى إسقاط الأسد .
وتشُن موسكو منذ سبتمبر العام الماضي، حملة جوية تستهدف الجماعات المسلحة التي تقاتل الأسد والتنظيمات الإرهابية، وخلال تلك الحملة الجوية أسقطت تركيا مقاتلة روسية قرب الحدود السورية، سبب الأزمة بين البلدين والتي انتهت باعتذار أردوغان .
وبعد الاعتذار لمحت الحكومة التركية إلى أن من أسقطوا الطائرة قد يكونوا تلقوا تعليمات من جماعة فتح الله غولن الذي اتهمه أردوغان بمحاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو الماضي، وقد قامت السلطات التركية باعتقال الطيارين الذين أسقطا المقاتلة الروسية من بين الاعتقالات التي تلت محاولة الانقلاب .
وتتجه أنظار المتابعين للقضية السورية إلى قمة أردوغان بوتن، مترقّبين أي اختراق جديد بموقفي البلدين، حيث تصر موسكو على بقاء الأسد حتى في أي مرحلة انتقالية، بينما تصر تركيا إلى الآن على رحيله كبداية حل سياسي في البلاد . (وال- موسكو) ر ت