سلوق 18أغسطس 2017(وال)- يعاني سكان سلوق منذ عدة سنوات من استمرار جريان مياه الصرف الصحي في أغلب أحيائها خاصة وسط المدينة المعروف بـ”وسط السوق” حيث يجد السكان أنفسهم بشكل يومي عرضة للروائح الكريهة وللسعات البعوض الذي وجد البرك السوداء الطافحة في أغلب الشوارع مرتعًا له.
وقال الحاج عطية بلغزي وهو أحد سكان سلوق، خلال حديثه مع وكالة الأنباء الليبية “إن صحة المواطن وحقوقه المنهوبة تذهب سدى ولا مستجيب؛ فقد أصبح تسرّب مياه الصرف الصحي في الشوارع وأمام منازل السكان أمراً مألوفاً مكونة بذلك بركاً ومستنقعات أصبحت مرتعاً للبعوض والحشرات”.
ومع تفاقم استمرار تدفق مياه الصرف الصحي من مجاريها إلى سطح الأرض، أصبحت بيوت المواطنين محاصرة بالبرك السوداء، ما يجعل ساكنيها يجدون صعوبة في الوصول إلى بيوتهم من دون أن يتعرضوا للتلوث.
وأضاف الحاج عطية بلغزي “أن ازدياد هذا الوضع ينذر بحدوث كارثة صحية وبيئية، ناهيك عن الأضرار النفسية، التي تسببها البحيرات السوداء والروائح الكريهة”.
ومن جانبه أكد الباحث البيئي طاهر سالم أغنيوة، أن التلوث لم تقم عليه أية دراسات تذكر، ولم تهتم الجهات المختصة بتقييمه.
وحذّر اغنيوة من أن تصل نسبة التلوث إلى مياه الشرب، داعياً جهات الاختصاص، إلى القيام بدراسات وأبحاث حول نسبة التلوث، وخصوصاً بعد أن تصدعت المنازل وظهرت بعض الأعراض على القاطنين في الحي.
بدوره قال السيد عميد بلدية سلوق البشير الجرماني، خلال اتصال هاتفي مع (وال) إنهم قد خاطبوا جميع الجهات المعنية في الدولة لإنقاذ الأهالي.
وبيّن أن مشكلة التلوث والطفح قد نتجت من تهالك البنية التحتية وعدم وجود شبكات للصرف الصحي، وناشد الجرماني الحكومة الليبية المؤقتة، بالتدخل لإبرام عقود وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
أما المستشار الفني في بلدية سلوق المهندس محمد الكزة، فقد وصف الوضع بـ”الكارثي” مبنياً أن الدولة الليبية إبان النظام السابق كانت قد تعاقدت مع إحدى الشركات البرازيلية عام 2006 للتنفيذ مشروع البنية التحتية في سلوق.
وأضاف الكزة أن العمل في المشروع استمر حتى عام 2011 وأنجزت فيه الشركة نحو 12 في المئة، لكن جراء اندلاع ثورة 17 فبراير أوقفت الشركة أعمالها وغادرت البلاد.
وأكد الكزة أن الدراسات وتكلفة اتمام المشاريع جاهزة لدى بلدية سلوق،راجياً أن تلتفت إليهم الجهات المعنية لإبرام عقود أخرى جديدة من أجل استئناف العمل في ذلك المشروع.(وال-سلوق) أ ف/ ف خ