بنغازي 28 أغسطس 2017(وال) – تحدث آمر القوات الخاصة الصاعقة اللواء ونيس بوخمادة، في لقاء خاص مع قناة (218) بإسهاب عن العديد من المحطات المفصلية في معارك قواته ضد الجماعات الإرهابية في بنغازي قبل وبعد إطلاق عملية الكرامة.
وأتى اللواء بوخمادة الذي نادرا ما يظهر في وسائل الإعلام، على ذكر مرحلة ما قبل “الكرامة” حيث قال إنها كانت صعبة جدا والقوات الخاصة كانت حينها تتصدى للعمليات الإرهابية في بنغازي، مضيفا أن الكتيبة الأولى عادت إلى بنغازي بعد إنهاء النزاع في سبها وفي مناطق أخرى في الجنوب.
وأشار اللواء بوخمادة إلى أنه منذ تعيين المؤتمر الوطني لحاكم عسكري لمناطق غدامس غات سبها الكفرة أمساعد، تبين أن هناك أمرا يدار لتخريب ليبيا،ذاكرا أن القوات الخاصة عندما عادت في العام 2013 إلى بنغازي كانت المشاكل منتشرة وبدأت القوات بالانتشار في الشوارع لمحاولة ضبط الأمن.
وعن المواجهات مع ميليشيا الدروع في بنغازي، روى اللواء بوخمادة لـ218 أن شبابا من بنغازي تحركوا ضد تواجد هذه الميليشيا، وبعد الدخول لدرع 1 طُلب من القوات الخاصة التدخل ورفضنا ذلك لعدم وضوح المشهد حينها، وبعد سقوط عشرات القتلى تدخلت القوات الخاصة وحسمت الموقف بدقائق وسيطرت على الدرع بالكامل وعرفنا أن الدرع لديه أجندة في ليبيا، كما تم العثور على أسلحة وذخائر لدى الدرع لم يكن يملكها الجيش وقتها.
وأشار إلى حدوث بعض الصدامات مع الدروع في بنغازي، لكن بعد سيطرتهم على مستشفى الجلاء وحدوث اغتيالات للعسكريين والضباط والإعلاميين والقضاة ووكلاء النيابة وكل شيء مهم لقيام الدولة، بدأت معارك القوات الخاصة مع الدروع.
ونوه آمر القوات الخاصة الصاعقة اللواء ونيس بوخمادة، إلى أن ضباط سلاح الجو كانوا مستهدفين بالاغتيالات بشكل كبير، في وقت كان علماء الدين يخشون مصارحة الناس بأن هؤلاء خوارج يجب مقاتلتهم وردعهم، مؤكدا أن قواته لم تخلع القيافة العسكرية خوفا منهم وأن قتالهم كان من أجل الوطن.
وقال اللواء بوخمادة إن قواته شاركت مع 17 فبراير ولا تندم على ذلك، لكننا بعد ذلك رفضنا ما يريدونه واخترنا “ليبيا” مضيفا أن قواته كانت تواجه جماعة 17 فبراير وأنصار الشريعة وبعد دخول داعش اتحدوا تحت إئتلاف أسموه بمجلس شورى ثوار بنغازي، مؤكدا أن حرب بنغازي كشفت المخطط الخطير الذي كان يحاك لليبيا.
وبشأن عملية “الكرامة” بيّن اللواء بوخمادة أن القوات الخاصة كانت من أوائل الذين انضموا إليها، وأصدرنا بيانا لتأييدها وبأننا سنكون مع الوطن دوما، موضحا أن قواته دخلت للكتيبة 319 وخاضت “ملحمة كبيرة” في مزرعة أبو بكر يونس وهذه أول حرب للقوات الخاصة تحت “الكرامة”.
وأكد أن الجماعات الإرهابية كانت تنظر لنا كـ”طواغيت” ويعتقدون أنهم سيحكمون ليبيا بالقوة، استطاعت تجميع قوات وضمها إلى صفوفها وتقدمت على معسكر القوات الخاصة وخضنا معارك لـ12 يوما، ثم انسحبنا من المعسكر إلى بنينا بعد سيطرة الجماعات على العمارات العالية حول المعسكر.
وعن مراحل تحقيق النصر في بنغازي، روى اللواء بوخمادة “نضمنا صفوفنا في بنينا وعندما جاؤونا هناك انتصرنا عليهم ثم اتجهنا إلى بوعطني وسيدي فرج ثم الهواري والقوارشة وبوصنيب وقنفودة وفي النهاية عمارات 12، وفي الصابري رفضوا تسليم أنفسهم وانتهى وجودهم هناك”.
وكشف أن المعارك كانت صعبة وفقدت الخوات الخاصة أكثر من 1300 عنصر وأكثر 2500 جريح، وعانت القوات من نقص في الذخائر والتموين وعدم توفر علاج للجرحى، مؤكدا أنه وبعزيمة الجنود حققنا هدفنا.
وبشأن نقص الإمكانيات في التعامل مع الألغام، بين اللواء بوخمادة أن التعامل معها كان بطرق بدائية وبسبب الحظر المفروض على الجيش قام الشبان بتطوير بعض الأسلحة لنقاتل العدو، مضيفا أن صنف الهندسة العسكرية يعاني من قلة أجهزة كشف الألغام، مبينا أن جل من فقدناهم بالمعارك كان بسبب الألغام، كما أن القوات الخاصة فقدت العديد من قادتها خلال معارك بنينا وحتى الآن تقدم التضحيات من أجل الوطن.
وأشار اللواء بوخمادة إلى أن القتال الدائر في منطقة خريبيش صعب نظرا لضيق الشوارع والتفخيخ لكنه أكد أن تلك المنطقة في حكم المنتهية، وقال إن قواته تمكنت من القبض على عناصر من جنسيات عديدة كانت تقاتل مع الجماعات الإرهابية.
وعن الوضع الأمني في بنغازي،أكد بوخمادة ضرورة أن تتحرك الأجهزة الأمنية لتأمين المدينة لأن الإرهابيين ما يزالون موجودين وغياب الأمن يضر بالجيش والمنطقة.
ورفض بوخمادة التعليق على الأوضاع السياسية في البلاد على اعتبار أنها أمر خارج اختصاصه، لكنه رأى بوجوب أن يراعي السياسيون التضحيات التي قدمها الجيش الوطني في سبيل طرد الإرهابيين.
وبشأن القوات العسكرية في باقي البلاد، أكد اللواء بوخمادة أنه حذر القوات الموجودة في مصراتة وطرابلس والجنوب والجبل الغربي من الجماعات الإرهابية وطلب منهم وضع مصلحة البلاد فوق كل شيء، ذاكرا أن معركة سرت أظهرت وجود دواعش من جنسيات مختلفة مثل ما حصل في بنغازي من قبلها.
وأبدى آمر القوات الخاصة الصاعقة اللواء ونيس بوخمادة، تفاؤلا بشأن مستقبل ليبيا، حيث قال إن البلاد ستنعم بالخير ونحن لا نريد شيئا سوى تأمينها، كما على الليبيين عدم السكوت على المخطئين والتحرك ضدهم. ( وال – بنغازي) ع م