البيضاء 08 سبتمبر 2017 (وال)- أصدر قسم الشؤون الإنسانية باللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا اليوم الجمعة، تقريره بشأن تداعيات الأزمة السياسية والإنسانية وأعمال العنف على الأطفال في ليبيا .
هذا وتضمن التقرير رقم (4) لسنة 2017 بعنوان “أطفال ليبيا ضحايا العنف والألغام وسوء الأوضاع الإنسانية والمعيشية” – تحصلت وكالة الأنباء الليبية على نسخة منه – “إن ليبيا تمر بأزمة سياسية طال أمدها وحالة من الفوضى، انعكست بشكل سلبي كبير على الأوضاع الإنسانية والمعيشية على جميع فئات المجتمع الليبي، وبشكل خاص على فئة الأطفال الذين تأثروا بشكل مباشر، وأصبحوا ضحايا العنف والألغام والمفخخات والجريمة المنظمة والاختطاف، وكذلك جرّاء النزوح وأعمال العنف والأزمة الإنسانية، ما جعل الأطفال يتحملون أعباء العنف والأزمة الإنسانية وانعكاساته النفسية، ودفع بعدد كبير منهم إلى ترك مقاعد الدراسة والجوء إلى سوق العمل الخاص في المهن النظافة، ونقل البضائع والمحال التجارية، والبيع على الأرصفة والمهن الشاقة الأخرى، وكذلك لجوء الأطفال إلى جمع مخلفات القمامة وبيعها، بالإضافة أعمال التسّول في الطرقات العامة” .
وقال قسم الشؤون الإنسانية باللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا في تقريره إن الأوضاع والظروف إلا إنسانية التي يمر بها الأطفال، تُعد مؤشراً خطيراً على حجم المعاناة الإنسانية التي يمر بها الأطفال ، كأبرز نتائج العنف والأزمة السياسية التي تمر بها ليبيا .
وأضاف القسم في تقريره أنه في ظل غياب أي مؤشرات تلوح في الأفق لقرب نهاية الأزمة السياسية، وحالة الانقسام السياسي والفوضى والاقتتال والعنف، وتفاقم مؤشرات الأزمة الإنسانية والمعيشية التي تمر بها البلاد، أنه لا يزال هناك قرابة 30.000 ألف طفل في أنحاء البلاد، يكابدون الألم والمعاناة والأزمة الإنسانية والمعيشية والصحية والنزوح، حيث أن آمال وطموحات الأطفال المستقبلية في ليبيا تتحطم مع مرور الأيام، خصوصاً أن منازلهم ومدارسهم تدمر، كما أن حياتهم باتت مهددة بشكل متزايد بسبب الأوضاع الإنسانية والمعيشية المأساوية .
وأشار القسم في تقريره إلى أن عدد كبير من الأطفال يُعانون من النزوح وسوء التغذية والصدمات والآثار النفسية جرّاء الحرب، بالإضافة إلى خطر آخر كبير يتهدد حياة الأطفال في مدينتي بنغازي وسرت، يتمثل في خطر الألغام ومخلفات الحرب التي لم يقتصر زرعها على المناطق العسكرية فقط، بل طال أيضاً المناطق والأحياء السكنية المدنية التي يفترض بها أن تكون آمنة، وبعيدة كل البُعد عن دائرة الصراع والقتال، مما يفاقم من حجم معاناة الأطفال في ليبيا .
وأعرب القسم عن استيائه واستنكاره الشديدين، حيال ما ألت إليه الأوضاع الإنسانية والمعيشية في البلاد، وآثارها الكارثية على الأطفال، ما أدى إلى حرمانهم من حق الحياة الطبيعية والمستقرة وآمنه، حيث تُعد هذه الأوضاع الإنسانية والمعيشية التي يعيشها الأطفال في ليبيا إخلالا بما نصت عليه المعاهدة الدولية لحقوق الطفل، والتي تُعتبر من أبزر اتفاقيات حقوق الإنسان .
وطالب قسم الشؤون الإنسانية باللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، مفوضية الأمم المتحدة للأمومة والطفولة “يونيسيف” ومنظمة أطباء بلا حدود، إلى ضرورة العمل على إيجاد حلول عاجله، لما يمر به أطفال ليبيا جرّاء النزوح وأعمال العنف والأزمة الإنسانية والمعيشية والصحية، باعتبار الأطفال هم أكثر الفئات العمرية تضرراً من ويلات الحرب والأزمة السياسية التي تمر بها ليبيا، بما في ذلك الدعم النفسي لمساعدتهم على التعامل مع آثار العنف الذي تعرضوا له، لما له من آثار وخيمة على الأطفال في الحاضر والمستقبل . (وال- البيضاء) ع م/ ر ت