بنغازي 12 سبتمبر 2017 (وال) – أفصحت وكالة الأنباء الدولية بلومبيرغ نيوز عن عودة تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى سرت في ظل الانقسامات التي تكتنف البلاد.
ونقلت الوكالة عن إبراهيم مليطان مسؤول إحدى الميليشيات الأمنية المتواجدة في سرت قوله إن “هذه المجموعة نشطة بشكل خطير على الحدود الغربية لمنطقة الموانئ النفطية” والتي تبلغ مساحتها حوالي 40 ألف كيلو متر مربع.
وأشارت الوكالة إلى أن مسلحي تنظيم داعش الإرهابي يتجولون في الطريق السريع الساحلي في عربات مدرعة ويضعون نقاط تفتيش ويبحثون عن كل من يعارضهم.
وقال مليطان إن “تعهد أفراد تنظيم داعش الإرهابي بإعادة إقامة حكم (الدولة الإسلامية) سبب الذعر بين السكان”.
وقالت الوكالة إن ميليشيات البنيان المرصوص استولت على سرت في ديسمبر الماضي بدعم الضربات الجوية الأمريكية، لكنها عادت مجددا لتلك المنطقة بسبب الانقسام خصوصا بعد مواجهتها الهزيمة في موطنها في سوريا والعراق.
لكن جلال الشويهدي عضو مجلس النواب المؤيد للحكومة غير الدستورية التي جاءت إلى طرابلس بفرض دولي اعتبر في تصريح للوكالة أن “هزيمة داعش لن تحدث دون إجماع حقيقي بين السياسيين” قائلا “نحن بعيدون عن تحقيقها” معتبرا أن الميليشيات تستخدم داعش لتبرير وجودها.
وأشارت الوكالة إلى أن فائز السراج وصل إلى طرابلس قبل عامين وتعهد بتوحيد البلاد وإنهاء سنوات الاضطرابات التي تفاقمت بعد سقوط معمر القذافي، لكن طريقه مسدود رغم إعلانه في بعض الأحيان عن بعض التقدمات في ملف التسوية.
وقالت الوكالة إنه رغم انتعاش إنتاج النفط إلا أن الإنفاق المفرط على أشياء مثل الرواتب يؤدي إلى تآكل خزانات الدولة، وأن انقطاع التيار الكهربائي والأزمة النقدية تجعل الحياة صعبة بالنسبة للمدنيين، في حين أن عمليات الاختطاف وغيرها من الجرائم منتشرة في طرابلس.
واعتبرت الوكالة أن هذه الأسباب سمحت لأول مرة لداعش برفع رايتها السوداء على سرت في العام 2014، وهي ذاتها الأسباب التي تسهل الآن عودتها.
وفي أغسطس الماضي استشهد 11 جنديا من القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية التي يقودها المشير خليفة حفتر فيما استشهد اثنان في هجوم انتحاري بعد أسبوع من الحادثة، وهو ما يضعف الدعاية التي يروجها أفراد ميليشيا “البنيان المرصوص” بالقضاء على داعش.
ويتقدم تنظيم داعش الإرهابي ويمتد في المنطقة التي يتواجد بها الآن وهي النوفلية إلى ضواحي سرت الشرقية، ومن الجنوب إلى ما وراء ودان في منطقة الجفرة.
وقال مليطان إن “التضاريس الصخرية تزود داعش بممر آمن من وإلى الصحراء الجنوبية”.
يشار إلى أن القوات المسلحة العربية الليبية بقيادة المشير خليفة حفتر وجهت قواتها باتجاه الهلال النفطي وسرت، وأعلنت تأمينها كامل تلك المنطقة في ظل ورود أنباء عن عزم هذه القوات التقدم باتجاه سرت لتحريرها من قبضة الميليشيات وداعش في آن واحد. (وال – بنغازي) خاص بقسم الترجمة والرصد بالوكالة.