تونس14 سبتمبر2017 ( وال ) – وافق البرلمان التونسي يوم أمس الأربعاء على قانون لإعفاء مسؤولين من حقبة الرئيس السابق زين العابدين بن علي متورطين في قضايا فساد من الملاحقة القضائية وسط استياء كبير من المعارضة واحتجاج نشطاء أمام مقر البرلمان.
ويعفي القانون المسؤولين السابقين المتورطين في جرائم فساد مالي من الملاحقة القضائية،وكان المشروع في نسخته الأولى يعفي رجال الأعمال المتورطين في الفساد من المحاسبة مقابل ضخ أموال لكن تم حذف هذا البند سعيا لاحتواء الاحتجاجات وموجة الرفض الواسعة في الشهور الماضية.
وجاء التصويت بالموافقة بسرعة بعد انسحاب المعارضة التي وصفت ما يجري بأنه مهزلة ووافق 117 نائبًا على القانون.
وشهدت الجلسة مشاحنات وتبادلا للسباب بين المعارضة ونواب الائتلاف الذين اتهموا المعارضين بأنهم غير ديمقراطيين.
والقانون كان قد اقترحه رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي وهو نفسه مسؤول سابق في عهد بن علي،ورغم إرساله للبرلمان منذ 2015 تعطلت مناقشته بسبب الخلافات وحساسية الملف الذي مازال سببا للانقسام بين التونسيين.
ومع بدء تلاوة مشروع القانون رفض نواب المعارضة القرار وبدأوا في ترديد النشيد الوطني ورفعوا شعارات ”أوفياء لدماء الشهداء“ ليتم رفع الجلسة بشكل مؤقت.
وتتهم المعارضة رئاسة المجلس والائتلاف الحاكم بأنه لم يحترم الإجراءات ويتعين انتظار رد المجلس الأعلى للقضاء بشأن شرعية مشروع القانون بعد أن طلب منه البرلمان المشورة القانونية.
ويقول المسؤولون إنهم يأملون من خلال القانون في إنعاش الاقتصاد وإعطاء إشارات إيجابية للمستثمرين في الداخل والخارج لضخ أموالهم،وتعاني تونس من عجز مالي كبير في ظل انحسار مواردها وتباطؤ النمو الاقتصادي إلى حوالي 1.1 بالمئة في 2016.
وكان الرئيس السبسي قال في وقت سابق إن الإدارة التونسية أصبحت مكبلة وإن المسؤولين أصبحوا خائفين ويخشون أي ملاحقات قضائية مضيفا أن ذلك يجب أن يتوقف فورا.
لكن المعارضة ومنظمات كثيرة تقول إن المشروع يمثل تطبيعا مع الفساد ويمثل انتكاسة قوية لانتفاضة 2011 التي أنهت حكم بن علي.
وخارج مبنى البرلمان تجمع ناشطون للاحتجاج على مشروع القانون ورفعوا شعارات تطالب بوقف ما وصفوه بأنها ”مهزلة“ ورددوا ” مايتعداش (لن يمر)“ ” قانون تبييض الفساد ما يتعداش“.
وقال عمار عمروسية النائب عن الجبهة الشعبية المعارضة ”القانون هو مرحلة متقدمة من ما وصفه بالثورة المضادة
ومن جهته قال النائب عن حزب نداء تونس الحزب الحاكم محمد صوف وهو نائب إن مشروع القانون سيمر وتونس الجديدة يجب أن تكون لكل أبنائها.
وأضاف حان الوقت لوقف عزل هؤلاء الموظفين الذي مازال لديهم ما يقدمون لتونس ويساهمون في بناء تونس الجديدة”.. يجب أن نتصالح مثلما حصل في رواندا وجنوب أفريقيا“.
يشار إلى أنه و رغم التوافق بين الإسلاميين والعلمانيين في تونس والذي ساعد في حدوث انتقال ديمقراطي سلس في تونس إلا أن مشروع هذا القانون لا يزال يثير الانقسامات في البلد. ( وال – تونس ) م هــ/ أ د