سرت 18 سبتمبر 2017 (وال) – لايخفى على أحد المشهد الدموي الذي عاشته مدينة سرت من قتل وتعذيب وتهجير وترويع للأطفال والنساء والشيوخ بعد السيطرة المحكمة لتنظيم الدولة الإرهاربية ” داعش ” منذ عام 2014 حيث نكل هذا التنظيم الإرهابي بأهالي المدينة وتعرضهم لأبشع أنواع التعذيب والقتل والخطف والإخفاء.
نوايا العودة
علامات تلوح في الأفق بعودة التنظيم مجددا إلى المدينة نتيجة لوجود فراغ أمني وانقسام سياسي وحدود تفتح مصرعيها لكل مهاجر؛سواء عن طريق البر أو البحر،تلك العوامل وغيرها ساهمت في عودة التنظيم مجددًا إلى مدينة سرت،رافعا رايته محاولا بسط سيطرته عليها كما سيطر عليها في عام 2014 بعد إعلان تحرريها من السيطرة الإرهابية لتلك الجماعات في ديسمبر 2016.
وعمل التنظيم على استغلال الخلافات السياسية والعسكرية في ليبيا بالإضافة إلى ضعف سيطرته في الشام والعراق وبالتالي عاد متسللا من خلال منطقة أم القنديل مع القيام بعمليات استيقاف في منطقة أم الخنافس وصولا إلى منطقة أم القنديل كما ذكرت مصادر محلية.
الضربات الجوية التي قامت بها مقاتلات سلاح الجو الليبي في أول أيام عيد الأضحى في منطقة هراوة في مدينة سرت جاءت ردا على محاولات التنظيم المتتالية للسيطرة على المدينة مجددا من الجهة الشرقية للمدينة في نهاية شهر أغسطس الماضي مع تمركزه حول منطقة الهلال النفطي،كما استهدفت سلاح الجو تجمعا لتنظيم داعش الإرهابي في منطقة زلة جنوب ليبيا.
تحركات التنظيم
ووفقا لمصادر صحفية أن عناصر التنظيم مازالوا يتنقلون جنوب وغرب وشرق مدينة سرت مستغلين الجبال والأودية في تلك المنطقة ومجندين للأطفال والشباب في القيام بعمليات عسكرية استهدفت العديد من البوابات ونقاط تمركزات القوات المسلحة.
وكان في شهر يونيو الماضي قد تم تسليم ثمانية أطفال ينتمي آباؤهم وأمهاتهم إلى تنظيم داعش في ليبيا، حيث تراوحت أعمارهم بين سنة و8 سنوات، في طائرة قادمة من العاصمة طرابلس إلى مطار الخرطوم.
محطات هجوم التنظيم
في يناير 2017 تحولت تلك الجماعات من سرت إلى الجنوب الليبي حيث حاولوا السيطرة على المطار المدني والقاعدة العسكرية في منطقة براك وفي فبراير2017 انتقلت تلك الجماعات إلى الجبال والأودية المحيطة في مدينة سرت لإعادة ترتيب صفوفهم مرة أخرى، للهجوم على المدينة.
وفي مارس 2017 قال قائد القوات الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) توماس والدهاوسر إن تنظيم داعش يعيد تجميع صفوفه، رغم خسارته مدينة سرت مضيفا في جلسة أمام لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي “داعش لم يعد يسيطر على سرت، لكننا نعلم أنه يحاول إعادة تجميع صفوفه، لكن أعدادهم صغيرة” وفق ما نشر الحساب الخاص بقوات “أفريكوم” على موقع تويتر.
وفي أبريل 2017 أعلن أن عناصر تنظيم الدولة الفارين من مدينة بنغازي في الشرق الليبي ومن مدينة سرت الساحلية، يعملون على تجميع أنفسهم من جديد في الجنوب الليبي، وفي مايو 2017 قتل جنديين وأصيب 3 آخرين من “القوة الثالثة” التابعة لوزارة دفاع حكومة الوفاق المرفوضة،بعد تعرضهم لهجوم مسلح جنوب مدينة سرت،على يد عناصر من التنظيم .
وهذه المحاولات المتكررة لاتخفي نوايا التنظيم في العودة مجددا إلى ليبيا متخذا من سرت مركزا له نظرا لأهميتها من حيث موقعها الإستراتيجي من جانب ومن حيث موقعها المجاور للحقول النفطية التي تنظر لها داعش كممول مهم لها.(وال – سرت) س خ / أ د