سلوق 23 سبتمبر 2017 (وال) – دعا دولة رئيس الحكومة الليبية المؤقتة السيد عبدالله عبدالرحمن الثني الشعب الليبي إلى ثورة ضد المتقافزين على السلطة من الحكومات الموازية والميليشيات الإرهابية التي تسيطر على مقدرات الليبيين وداعميهم وعلى رأسهم الصديق الكبير المستولي على مهام محافظ مصرف ليبيا المركزي.
وقال دولة رئيس الحكومة المؤقتة السيد عبدالله الثني خلال زيارة أجراها اليوم السبت إلى بلدية سلوق على رأس وفد رفيع من الحكومة المؤقتة زار خلالها ضريح شيخ الشهداء عمر المختار، إن “أس البلاء في ليبيا هو الصديق الكبير الذي استولى على كل الأموال الليبية وحرم منها معظم المدن والمناطق الموالية للسلطات الشرعية”.
وأضاف بالقول أن “كل مصائب ليبيا الحالية سببها فايز السراج من يسمى برئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق التي يحاول الغرب فرضها على الليبيين، إضافة إلى الصديق الكبير المستولى على مهام محافظ مصرف ليبيا المركزي”.
وأوضح دولة رئيس مجلس الوزراء أن “الحكومة المؤقتة عملت على مدى ال36 شهرا الماضية منذ توليها لمهامها ومنحها الثقة من قبل مجلس النواب بمبلغ لم يتعدى حتى هذه اللحظة 11 مليار دينار ليبي بينها بند المرتبات، لافتا إلى أن هذا المبلغ لا يكفي لتغطية إقليم واحد فما بالك بحكومة لكل الليبيين”.
وأشار إلى أن القوات المسلحة العربية الليبية وقيادته الحكيمة المتمثلة في المشير أركان حرب خليفة حفتر حررت مرافئ النفط في منطقة الهلال النفطي في شهر سبتمبر من العام الماضي وسلمتها إلى المؤسسة الوطنية للنفط لأن الجيش يعمل على وحدة البلاد ولا يريد تقسيمه.
ولفت إلى أن انتاج النفط ارتفع إلى أكثر من مليون برميل يوميا لكون منطقة برقة تحوي ثلاث أرباع النفط الخام، ويصدر من خلالها جميعه، إلا أن إيرادات وعوائد النفط تذهب إلى المصرف المركزي الموازي في طرابلس، وهو لم يحل منها فلسا واحدا، قائلا “أتحدى الصديق الكبير أن يفصح عن حجم الاحتياطي من النقد الأجنبي الذي ارتفع بالاضطراد مع ارتفاع إنتاج النفط، وأتحداه أن يفصح عن أية مبالغ أحالها إلينا إن كان قد فعل ذلك”.
مقارعة الإرهاب
وأوضح أن إيرادات النفط في السابق كانت مقسمة بين أقاليم ليبيا الثلاثة، وأن 40 % منها تذهب إلى المنطقة الشرقية إلا أن ذلك لم يحدث إطلاقا لأنهم اشترطوا علينا وقف دعم القوات المسلحة التي تقارع الإرهاب، ونحن لم ولن نفعل ذلك لأن جيشنا هو طوق النجاة.
وأكد دولته أن مشكلة ليبيا ومشاكل المواطنين من نقل في السيولة وأزمات الأغذية والأدوية والمحروقات لن تحل إلا عبر القوات المسلحة.
وقال السيد عبدالله الثني إن “دولتنا غنية .. لكنهم يريدون تجويع الشعب وتركيعه وهو لن يتأتى لهم، لأن الليبيين قارعوا الظلم والطغيان منذ حركة الجهاد الأولى التي قادها شيخ الشهداء عمر المختار ورفاقه وحتى الآن” وها هو عمر المختار يخلده التاريخ ونحن نزور ضريحه اليوم بعد 81 عام من استشهاده.
وندد دولة رئيس الحكومة المؤقتة السيد عبدالله الثني بجماعة الإخوان المسلمين قائلا إنهم أسوأ من السرطان ويجب استئصالهم والقضاء عليهم، معتبرا أنهم سيطروا على مفاصل الدولة في طرابلس وفي السفارات وزرعوا بها المؤدلجين أمثالهم، وأنه طالما أن هناك جماعة إخوان فإن البلاد لن تلحظ خيرا.
وأكد دولته أن الحكومة المؤقتة هي الحكومة الشرعية للبلاد لأنها نالت ثقتها من مجلس النواب المنتخب من الشعب وأدت اليمين القانونية أمامه، لافتا إلى أن ما تسمى بحكومة الوفاق الوطني غير دستورية وحكومة وصايا وأن وزراءها المفوضون فوضهم من لا يملك وهم لا يستحقون.
وقال نحن لسنا طلاب سلطة وغير متشبثين بها لكننا لن نسلمها لمن يضر بالشعب وكرامته وأمنه ويدعم الجماعات الإرهابية ويقفز على الديمقراطية ولا يأتي عبر مجلس النواب.
وقال إن هذا الوفاق المزعوم بتسعة رؤوس يقاطعه خمسة أشخاص بما فيهم ممثلي إقليم كامل، مشيرا إلى أن فايز السراج استفرد بالحكم وبدا يصدر قرارات تضر بالبلاد وتستهدف المؤسسة العسكرية وتسعى لسرقة أرزاق الأجيال القادمة.
وأضاف “نحن لا نتسابق للذهاب إلى الطليان للعق أحذيتهم، ولا نجري خلف الإنجليز الذين هم سبب نكسة الأمة” إنما نحن اتخذنا خط من قاومهم لعشرين عاما هو ورفاقه، في إشارة إلى شيخ الشهداء عمر المختار.
وقال إن الحياة وقفة عز وهؤلاء تركوا الكرامة والعزة وسيكونون في مزبلة التاريخ.
مشكلة العملة الصعبة
وكشف دولته أن عددا من النواب باعوا ذممهم من أجل بطاقة مصرفية لا تساوي 15 ألف دولار ليبي يأخذها المواطن الصومالي عبر المصرف الآلي من شوارعه، وليس كما يفعل بنا الصديق الكبير.
وهدد دولته بكشف من باعوا ذممهم لجماعة الإخوان والصديق الكبير حينما يأتي الوقت المناسب، قائلا ليس لدينا مشكلة في ليبيا إلا تسييل العملة الصعبة التي يمسكها الصديق الكبير على الليبيين محاولا إذعانهم.
وقال نحن كحكومة مؤقتة ليست لدينا إيرادات لكننا استطعنا خلال مدة عملنا تقديم كل الخدمات للمواطنين بما نملك، مؤكدا أن الحكومة المؤقتة رغم إمكانياتها المحدودة إلا أنها وقفت مع الجيش وعملنا على رفع مرتباتهم رغما عن أنف الصديق الكبير ومن يدور في فلكه، لأن ابناء الجيش قدموا كل ما يملكون في سبيل الوطن والقضاء على الجماعات الإرهابية.
وأضاف “نحن في مناطق شرق ليبيا في خير وأمن وأمان بفضل الجيش، وقد كنا خلال الأسبوع الماضي في جولة في مناطق غرب البلاد وجنوبها ووصلنا على بعد 60 كيلوا متر من العاصمة طرابلس وافتتحنا مركزا للتدريب الأمني ببلدية بئر الغنم المتاخمة للعاصمة”.
وقال هذا يدل على أن السراج لا يملك شيئا على الأرض وأنتم في برقة محسودون على النعمة التي أنتم فيها.
وأوضح أن ميليشيات فجر ليبيا دمرت نحو 37 طائرة والبنية الأمنية في طرابلس وضواحيها ومارسوا الحصار على أهلنا في الجبل الغربي والجنوب ليس لشيء إلا لأنهم قالوا للميليشيات لا، ووقفوا إلى جانب جيشهم.
وقال إنهم إلى الآن ما يزالون يحاولون الهجوم على الهلال النفطي، ويحاولون محاربة الجيش ولن يفلحوا في ذلك.
وأضاف بالقول “والله لو نفنى على بكرة أبينا لن تقوم للإخوان قائمة في ليبيا رغم شرائهم لبعض النواب بحفنة من المال” مؤكدا أن “الحق والباطل لا يلتقيان”.
وقال إننا في الحكومة المؤقتة لم نقترض إلا 467 مليون من البنوك التجارية الليبية في كل عام ولم نقترض حتى فلسا واحدا من الخارج، ولم يحل الرئاسي غير الدستوري سوى 67 مليون شهريا منذ العام 2017 للجهات المركزية.
وأكد أن معركتنا الآن هي القضاء على الإرهاب، أما القطاعات الأخرى فنحن نسيرها سواء التعليم أو الصحة.
لكن دولة رئيس الوزراء أن الحكومة المؤقتة خصصت 250 مليون لهيئة الإمداد الطبي لتوفير الأدوية والمعدات الطبية من الخارج إلا أن الصديق الكبير منع فتح اعتمادات مستندية لاستيرادها ما جعل هذه الأزمة تتفاقم.
وقال لماذا لا يحلون مشاكل الناس، نحن كنا في باطن وظاهر الجبل الغربي الأسبوع الماضي ووجدنا أن سعر لتر البنزين دينار وهناك شح في المياه والغذاء والدواء وحينما جاء للمنطقة لم يستقبله أحد لأنه لا يمثل الليبيين.
وأوضح أنهم الآن يحاولون الاستيلاء على الأموال الليبية المجمدة عبر الجامعة العربية في بلد يعاني الانقسام وهو ما يؤدي إلى سرقتها جميعها.
جولة في سلوق
وكان دولة رئيس مجلس الوزراء السيد عبدالله الثني وصل صباح اليوم السبت إلى بلدية سلوق على رأس وفد رفيع من الحكومة المؤقتة تفقد خلالها البلدية واجتمع بعميد بلديتها ومسؤوليها وأعيانها وحكمائها ونشطائها.
وتعهد دولة رئيس مجلس الوزراء بحل جميع المختنقات التي تواجه البلدية، مذكرا بدورها في الجهاد الليبي.
واستهل دولة الرئيس جولته في البلدية بزيارة ضريح شيخ الشهداء عمر المختار وقراءة سورة الفاتحة على روحه الطاهرة، ووضع حجر الأساس لإنشاء المقر الإداري المتكامل للبلدية ومراقبة الخدمات المالية فيها.
كما زار شركة المياه والصرف الصحي وتجول داخل مضخات التوزيع واستمع إلى شرح مستفيض حول عمل الشركة أبرز الصعوبات التي تواجهها، ووجه المسؤولين من مرافقيه بحل كل هذه المختنقات.
وتجول دولة الرئيس في شوارع وأزقة سلوق واستمع إلى مشاكل البنية التحتية وطفح المياه السوداء من قبل عميد البلدية السيد بشير الجرماني، وناقش معه خلال الجولة كل المشاكل والصعوبات التي تواجه المدينة.
وخلال مأدبة غداء أقيمت على شرف دولة الرئيس، رحب السيد عميد البلدية بشير الجرماني برئيس الوزراء والوفد المرافق له فيما تحدث الحاج أحمد الطالب العريبي في كلمة باسم الأعيان والحكماء رحب فيها بالرئيس والوفد المرافق له مطالبا بتقديم الدعم اللازم للبلدية ومذكرا بتاريخها الجهادي.
من جهته ثمن مدير أمن سلوق – قمينس العقيد الصادق اللواطي الخطوة التي أقدمت عليها الحكومة المؤقتة متحدثا عن بعض العراقيل التي تواجه المديرية من توفير مقر وآليات وتدريب وقطع غيار للآليات وصيانتها.
إلى ذلك أثنى مدير مكتب الشهداء والجرحى السيد السنوسي بوفنارة على عمل الحكومة المؤقتة ووقوفها إلى جانب أسر الشهداء والمفقودين مؤكدا على ضرورة تذليل كل الصعاب أمامهم.
من جهته قال معالي وزير المالية والتخطيط السيد كامل الحاسي إن مشروع المجمع الإداري لمراقبة الخدمات المالية سلوق يتكون من ثلاثة طوابق لاستغلاله من الجهات الخدمية الأخرى مجهز تجهيزا كاملا بالمصاعد ومسرح يضم 150 مقعدا بتقنية عالية بتكلفة بلغت 2 مليون دينار.
وقال إن الحكومة المؤقتة تقول وتفعل ولا تضح أحجار الأساس وتغادر، وقام على الفور خلال المأدبة بتقديم صك بقيمة المشروع كاملة إلى لسيد مراقب الخدمات المالية سلوق السيد سعيد الجراري على أن يبدأ العمل منذ صباح الغد.
وقال الحاسي إن الحكومة ستعمل على حل مشكلة المياه لمنطقة السلك، وكذلك ستعمل على استكمال مشروع البنية التحتية لسلوق من خلال استئناف الشركة البرازيلية المنفذة لعملها أو استبدالها، لافتا إلى أن قيمة المشروع 154 مليون دينار موجودة بالكامل لدى وزارة المالية.
وأوضح أن دولة رئيس مجلس الوزراء تعهد بتذليل كافة الصعاب أمام بلدية سلوق .
يشار إلى أن دولة رئيس مجلس الوزراء السيد عبدالله الثني رافقه خلال الجولة، نائبه لشؤون الهيئات الدكتور عبدالرحمن الأحيرش، ووزير المالية والتخطيط، ووكيل وزارة التعليم، ورئيس الهيئة العامة للكهرباء والطاقات المتجددة، ورئيس الهيأة العامة للإسكان والمرافق، ورئيس الهيئة العامة للزراعة، ورئيس المؤسسة الوطنية للموارد المائية، وعدد من المسؤولين بديوان مجلس الوزراء.(وال – سلوق) ا م