البيضاء 06 أكتوبر 2017 (وال) – أكدت وزارة الصحة بالحكومة الليبية المؤقتة أنها على تواصل مستمر مع كافة المنشآت الصحية والمراكز التخصصية بمدن وقري وبلديات الجنوب الليبي بهدف تقصي الوضع الصحي .
وكشفت الوزارة في بيان لها اليوم الجمعة – تحصلت وكالة الأنباء الليبية على نسخة منه – أنها لم تتلقي أي نداءات أو مطالبات رسمية من قبل عميد بلدية غات قوماني محمد صالح، أو الجهات والمرافق الصحية المختصة بالمدينة طيلة المدة الماضية بشأن وفاة سيدات حوامل .
وقالت الوزارة أن التواصل مع المراكز التخصصية بمدن وقري وبلديات الجنوب الليبي كان ضعيف جداً لتدارك الوضع الصحي .
وأضاف الوزارة أنها وبعد ورود معلومات وأخبار بشأن عن وفاة أربع سيدات حوامل خلال الشهور الماضية نتيجة للنقص الحاد في رعاية الصحية ونقص الكوادر الطبية والتي كان آخرها وفاة أمرآة يوم الثلاثاء الماضي نتيجة لمغادرة الطاقم الطبي الكوري بالمشفى بعد تردي الأوضاع الأمنية بالمدينة، معبرة عن آسفها لوفاة السيدات الحوامل في الفترة الماضية .
وأكدت الصحة المؤقتة بأنها على تواصل مع عدد من المنظمات الدولية والإقليمية والتي كان آخرها منظمة الصحة العالمية وذلك من خلال مكتبها بالمنطقة الشرقية والمتحدث الرسمي الدكتور أحمد العليقي بشأن التعاون والتنسيق الكامل مع وزارة الصحة حول تلبية الاحتياجات الطارئة وسد النقص في توفير الأطباء والأدوية في بلدة غات جنوب البلاد.
وطالبت الوزارة مسؤولي الصحة بالمدينة التواصل مع رئيس مجلس جهاز الإمداد الطبي بالبيضاء الدكتور محمد السنوسي سيدي لاتخاذ الإجراءات الإدارية والفنية اللازمة ما يؤدي إلى انتظام حسن سير العمل بالمرافق لتسهيل سرعة تقديم الخدمة الطبية نظرًا لأهمية المسؤولية الملقاة على عائق العاملين بهذه الإدارات والمرافق الصحية.
تضاعف أعداد الوفيات
وكانت إدارة مستشفى غات العام أعلنت عجزها عن استقبال حالات الولادة، لعد وجود المتخصصين، إضافة إلى تعطل الحضانات جراء تذبذب التيار الكهربائي.
وتلجأ النساء في بلدية غات إلى الولادة المنزلية، لأن الولادة في المستشفى في ظل الظروف غير الآمنة وغير الصحية جراء وضع بعض النساء في الممرات وعلى أرصفة المستشفى، مما يضاعف أعداد الوفيات للنساء والمواليد.
مغادرة الطاقم الكوري
وقالت إدارة المستشفى إن أحدي السيدات فقدن الحياة أثر انفجار في الرحم وعدم توفر مايكفي من الدم إلى جانب عدم توفر أخصائي نساء وتوليد بالمستشفى الذي يعتمد فقط على الكادر التمريضي المحلي.
ومن المفترض أن يقدم المستشفى الوحيد في البلدية خدماته لأكثر من 30 ألف نسمة من السكان المحليين إلى جانب بعض النازحين من مناطق أخرى في ليبيا .
ويفتقر المستشفى منذ مغادر الأطقم الطبية ا للأطقم الطبية في كل التخصصات بعد مغادرة الطاقم الطبي الكوري منذ أربع سنوات بطلب من سفارتهم مما أدى إلى تردي الأوضاع الصحية بالمنطقة وانعدام فرص تلقي العلاج للسكان المحلين الذين يعتبرون أغلبهم من ذوي الدخل المحدود ولا يستطعون تحمل تكاليف السفر و العلاج.
ويرجح إلى أن ازدياد الوفيات للنساء الحوامل في الآونة الأخيرة على حسب المعطيات في عدم وجود أخصائي نساء وتوليد و لا جراح فأغلب الحالات تستدعي التدخل الجراحي العاجل لإنقاذ الحياة، حيث أنه لا توجد إحصائية دقيقة بالمستشفى لحالات الوفيات فمنهن من يفقدن حياتهن قبل الوصول للمستشفى أو عند تحويلهن بشكل عاجل لأقرب مركز طبي في سبها الذي يبعد 460 تقريبا عن مركز المدينة .
وضع مأساوي
يشار إلى أن سكان المنطقة يعيشون وضع مأساوي على كافة الأصعدة و يعتبر الجانب الصحي هو الأكثر مأساوية وسط الوعود المتكررة من وزارات الصحة المتعاقبة لتوفير الأطباء إلا أن المستشفى أصبح يعتمد كليا على القوافل الطبية التطوعية وعلى فترات متابعة مسيرة من الجمعيات الخيرية بالمنطقة الغربية في ليبيا أو بعض الزيارات الطبية الخجولة من طرف وزارة الصحة بحكومة الوفاق “المرفوضة” التي أبلغت المستشفى مؤخرا عن عدم القدرة على توفير أطباء في الوقت الراهن.
فالأمم المتحدة تعمل ضمن أهدافها لتنمية المستدامة على خفض معدل وفيات الأمومة بالدول النامية ومناطق الصراعات والجماعات المنكوبة التي تتزايد بها أعداد هذه الوفيات ومن منطلق دعم حق كل امرأة في الحصول على أفضل رعاية أثناء الحمل والولادة .
ومن هذا المنطلق أطلقت ناشطات المجتمع المدني في غات حملة على منصات التواصل الاجتماعي للتنبيه بشأن هذه الأوضاع الخطيرة لنساء المنطقة للفت انتباه الإعلام والمنظمات الدولية التي تعمل خططتها لخفض معدلات الأمومة.
وطالبت النشطات بشكل عاجل منظمة الصحة العالمية بتدخل لتقديم المساعدة وإنقاذ حياة الأمهات وأطفالهن في غات وروجنا لهذه الدعوة على هاشتاق #SaveMothersInGhat on Twitter and Facebook. (وال – غات) س خ/ ع م