بنغازي 17 أكتوبر 2017 (وال) – أحيت الجمعية الليبية للتغذية اليوم الثلاثاء السابع عشر من أكتوبر الجاري لأول مرة اليوم العالمي للغذاء وفقا لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “فاو” وبالتعاون مع نخبة من المختصين في علم الغذاء والتغذية وقسم التغذية في كلية الصحة العامة في جامعة بنغازي وبمشاركة من جمعية حماية المستهلك .
وأقيمت فعاليات هذا اليوم الذي يحتفل به في كل أرجاء العالم في الجامعة الليبية للعلوم الطبية تحت شعار “الأمن الغذائي” برئاسة الأستاذ الدكتور محمد بوزقية والدكتور محمد حمزة والدكتور علي المبسوط والدكتور محمد ماضي.
وافتتحت الندوة بكلمة شكر من رئيس الإدارة للجمعية الليبية للتغذية الدكتور وليد العقوري لجميع المنظمين والمشاركين ومنهم الشركة الداعمة للحدث “زادكو فارما ” وكلية الصحة العامة في جامعة بنغازي وجمعية حماية المستهلك، حيث قدم نبذة عن تأسيس الجمعية التي تأسست في 2012 بنخبة من الدكاترة وكانت أهدافها الرفع من كفاءة التغذية في المدينة وساهمت الجمعية بالعديد من الأنشطة داخل المدارس والجامعات للتوعية والتثقيف الغذائي.
وتخلل الاحتفال باليوم العالي للغداء عرض فيلم وثائقي من إنتاج منظمة الأمم المتحدة للزراعة والأغذية “فاو” عقبها محاضرة للبرفوسور وعضو هيأة التدريس في الجامعة الطبية محمد بو زقية بعنوان “المضافات الغذائية والمواد الحافظة بين القبول والرفض”والتي عرف فيها معني المضاف الغذائي وهي أي مادة تضاف للغذاء وليست من مواده الأساسية وتضاف عمدا.
عقب ذلك ألقت الدكتورة والعضو المؤسس في الجمعية الليبية للتغذية فايزة الفاخري محاضرة بعنوان “الأمن الغذائي” وجاء فيه تعريف الأمن الغذائي هو إنتاج الغذاء داخل الدولة الواحدة بما يعادل أو يفوق الطلب المحلي.
وقدمت الدكتورة شرحًا مفصلًا لمفهوم الأمن الغذائي النسبي وهو قدرة الدولة على توفير السلع والمواد الغذائية كليا أو جزئيا.
وقامت الفاخري بعرض ما توصلت إليه منظمة الأمم المتحدة للتغذية والزراعة مع اجتماعها بمجلس وزراء الحكومة الليبية المؤقتة لمشكلة الغذاء في ليبيا وهى ثلاثة محاور أساسية وفرة الغذاء، والوصول للغذاء، وما نسبة الأمراض المرتبطة بالغذاء، لافتا إلى أن الخطر الغذائي في ليبيا متوسط في الوقت الحالي .
ووضعت الدكتورة فايزة الفاخري إحصائيات بين أيادي الحاضرين لدراسات بحثية قام بها بحاث ليبيون وكانت النتائج بها كالتالي : 65%من الأسر الليبية تعرضت لانعدام الأمن الغذائي، و123 متوسط الإنفاق الشهري للأسرة الليبية الواحدة تساوى 1000دينار ليبي، و 7. 9%من الأسر الليبية انخفض دخلها إلى 37.5 دولار، و6. 3% من الأسر الليبية ارتفع دخلها بمتوسط 1 دولار و95%من الأسر الليبية تستهلك الحبوب 5أيام أسبوعيا، و81%من الأسر الليبية تستهلك البيض والجبن 3مرات أسبوعيا، 50.1%من الأسر الليبية ليس لديها دخل كافي للاحتياجات الشهرية..
وبينت الدكتورة خلال عرضها الأسباب التي اتخذتها الأسر الليبية لمواجهة المشكلة، حيث جاء الاقتراض الحل الأول، وأن 30%من الأسر اتجهت لشراء ارخص أنواع السلع، وأن 91% اعتمدو على مساعدة الأقارب، و16% خفضو نسبة الاستهلاك لديهم، 16.3% من الحلول كانت متنوعة إحداها اللجوء للصيام .
حيث جاءت نسبة الحرمان لمدينة بنغازي 10% من الأسر الليبية التي لا تستهلك مايلزم من السعرات الحرارية اللازمة و2000 أسرة تعانى من اللامساوة في الغذاء حيث يفضل أحد أفراد الأسرة على أن يحرم نفسه من حصته في الغذاء وإعطائها للفرد الآخر من الأسرة سواء أكان طفلًا صغيرًا أو شيخًا كبيرًا .
وبدوره ألقى طبيب التغذية العلاجية في ممستشفى الجلاء أحمد الشاعر محاضرة بعنوان “التسمم أو التلوث الغذائي”، وتطرق خلالها الدكتور إلى عوامل عديدة مسببة للتلوث كالفيروسات والبكتيريا وغيرها من المخاطر الناتجة من تلوث الغذاء أيضا تطرق للتسمم البيولوجي حيث أشارت الإحصائيات إلى أن 42 مليون شخص يموتون سنويا بسبب التلوث الغذائي حول العالم.
بعد ذلك ألقى الدكتور محمد مصطفى طبيب تغذية علاجية في شركة “الكرم العربي” محاضرة بعنوان “التسمم الفيزيائي والكيميائي” والتي تحصل في المطاعم بسبب انعدام النظافة فيها حيث أوضح أن بعض الدراسات حول أفضلية مياه الصنبور على المياه المعبئة، موضحا أن غسل الخضراوات بالماء الجاري فقط طريقة مضمونة لتنظيف الخضروات.
بعدها جاءت المحاضرة الخامسة والتي ألقتها الأستاذة مريم السلطني عضو هيأة التدريس في كلية الصحة العامة وجاءت بعنوان “انعدام الأمن الغذائي” حيث وضحت الأستاذة مهام المستشفيات في تحديد العوامل التي تؤثر على الصحة سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية أو سلوكية وبيئية وذلك لتحسين الوضع الصحي في المجتمع حيث يعتبر انعدام الأمن الغذائي من أهم المحددات الاجتماعية للصحة.
أوضحت السلطني أن مسببات وآثار انعدام الأمن الغذائي هي عدم توفر أغذية آمنة صحية ومغذية حيث ينتج عن ذلك الفقر والجهل وقلة الوعي والثقافة لسوء التغذية والمجاعة .
وقالت إن عملية دخول المريض إلى المستشفى بحد ذاتها لها تأثير سيئ على صحة المريض الغذائية.
بعدها ألقت الدكتورة فدوى الدغيلي محاضرتها وكانت بعنوان “الأمن الغذائي في المستشفيات” حيث أوضحت ماذا يحدث عندما تجتمع الحالة المرضية مع انعدام الأمن الغذائي داخل المستشفى من خلل في معدل الشفاء من المرض، واضطراب في معدل الشفاء من العملية، وإطالة مدة البقاء في المستشفى، فضلا عن زيادة التكاليف على المستشفى وعلى وزارة الصحة.
وأوضحت الدكتورة فدوى الدغيلي أن نسبة 98% من المرضي المترددين على مراكز الأورام في مدينة بنغازي يعانون سوء التغذية، وأن نسبة 43%من كبار السن في مستشفيات بنغازي يعانون سوء التغذية، لافتة إلى أن دكاترة التغذية في المستشفيات أطلقوا نداءً للمسؤولين للتعاون معهم على حل مشكلة الغذاء في مستشفيات بنغازى.
واختتمت اليوم العالمي للغذاء بمداخلة من الأستاذ خالد بن سليم من جمعية حماية المستهلك بعرضه لأنواع الغش التجاري و الغذائي والغش في الإنتاج الزراعي.
يشار إلى أن اليوم العالمي للغذاء يهدف إلى زيادة وَعي الرأي العام بمشكلة الجوع في العالم، والتشجيع على توجيه قدر أكبر من الاهتمام إلى الإنتاج الزراعي في جميع البلدان، وبذل جهود أكبر على المستويات الوطنية والثنائية والمتعددة الأطراف وغير الحكومية لتحقيق هذا الغرض، وتشجيع نقل التُكنولوجيا إلى بُلدان العالم الثالث، وتعزيز التضامن الدوُلي والقُطري في الكفاح ضد الجوع وسوء التغذية والفقر واسترعاء الاهتمام نحو المنجزات المتحققة في مجالي الأغذية والتنمية الزراعية، وتشجيع التعاون الاقتصادي والتقني فيما بين البلدان النامية. ( وال – بنغازي) ف و/ ع م