بنغازي 25 أكتوبر 2017 (وال)- بعد دخول المعلمين والعاملين في قطاع التربية والتعليم الأسبوع الثاني في الاعتصام،للمطالبة بزيادة مرتباتهم خصوصا مع ارتفاع تكاليف الحياة المعيشية في البلاد.
هذا وجاء اعتصام المعلمين بعد الإعلان رسميا من قبل رئيس النقابة العامة للمعلمين في ليبيا عبد النبي النفّ في الخامس من شهر أكتوبر الجاري،والدخول في اعتصام ابتداءً من يوم 15 شهر الجاري.
وتضمن القرار في مادته الأولى : توقف الدراسة في كل بلديات ليبيا ابتداءً من تاريخ 15 أكتوبر الجاري وفي مادته الثانية : يتم اعتصام المعلمين إلى حين الاستجابة لمطالب المعلمين والعاملين في القطاع ولحقوقهم، واعتماد قانون زيادة المرتبات وحماية المعلمين والعاملين في القطاع .
ورصدت وكالة الأنباء الليبية باستطلاع آراء المعلمين والعاملين في قطاع التربية والتعليم، بعد دخول الاعتصام في أسبوعه الثاني، للوقوف على آخر المستجدات وردات الفعل حِيال قرار إضراب المعلمين، ولقاء عدد من المعلمين المضربين عن العمل واستطلعت آرائهم والتي كانت كالتالي :
تحدث وكيل نقابة المعلمين محمد الفلاح مدافعا عن الاعتصام قائلا إن “الموضوع لم يكن ماديا كما يفهم الجميع، وأن الموضوع هو عملية تقدير المعلم، فنحن الآن في مرحلة بناء الدولة خاصة في المنطقة الشرقية، والبناء يتطلب أولا بناء الإنسان خاصة عند تخريج كوادر، لكي تقوم على أساسها ليبيا المستقبل؛ هنا المقارنة تكون بجهد والوقت والاستعداد، لذا المعلم وهذه المعايير تحتاج إلى تقدير كبير، فلا بد أن نبني ونسخر وقتنا للبناء في ظل الظروف التي مررنا بها، ونحن نحتاج إلى تأمين أسرنا من التغّول في الأسعار، ونأمن على صحتهم في ظل الظروف الذي طرأت بنا إلى ذلك” .
وأضاف الفلاح “نحن نُؤدي رسالة فلابد أن تكون رسالتنا مقدسّة في خدمة التعليم، ويكون ذلك من تقدير المعلم لكي يُوفر هو بذلك الجهد والوقت والاستعداد أكثر لطلبة في العطاء، ونحن نُطالب بتحسين الوضع، فحقُوقنا لم نطالب بها بعد كم يجب، بل نحن نسعى لتأمين وضع المعلم أسوة بالجميع، ليعم العدل وفقا لقانون (15)، وقد خاطبنا مجلس النواب منذ شهر،ولكن للأسف لم يتم النظر في الموضوع إلى الآن، وألا يصلح أن تطلب الحوار في تونس، ولكي نقوم بتأمين الدخل لكي يشعر الموظف بحقه في العيش”.
من جهته يوضح نقيب المعلمين بنغازي عمر العبار للجميع بأن المعلمين والعاملين لا يطالبون بزيادة مخترقة للحدود، بل يطالبون بتحسين وضع المعلم الذي يُبذل جهود وهو في حالة من التشتّت الذهني، من خلال وضعه الوظيفي الذي يُعتبر أقل وضع من القطاعات الأخرى.
وتساءل العبار .. لماذا هذا الكم الهائل من الهجوم على هذا المعلم .. ؟ الذي لم يجعل أي عام في أصعب الظروف يمر على الطالب من غير أن يتلقى العلم، وفي أي مكان كان رغم النزوح مضيفا “نحن لم نؤجل العام الدراسي كما نُتهم من البعض، بل من أجل المرتبات وزيادتها،إلى الآن لم تصل الكتب المدرسية، ولم تتوفر القرطاسية لكي يستطيع المعلم من الكتابة على السبورة للطلبة.
ويضيف العبار “نحن منذ ثمانية أشهر ونحن نطالبة بهذه الحقوق، وكانت كل الوسائل الإعلام متابعة لهذا الموضوع، ولكن للأسف إلى الآن من غير جدوى، ولو أخذ المجلس النواب من وقته مدة ربع ساعة، والتفت لهذه المطالب البسيطة، لما وصل هذا الموضوع إلى هذه المرحلة، وخرج الكثير وهو يُنظر علينا ونحن أيضا نُطالب بحق الطلبة في تغييّر المنهج الذي لا يستطيع الطلبة فهمه،فلابد من إعادة المنهج السابق لكي نستطيع فعلا تخريج كوادر نعتمد عليها،إلى الآن أكثر خريجي الجامعات لديهم أخطاء كثيرة، والسبب راجع لعدم فهم الطلبة للمنهج الحالي” .
ويشير العبار إلى أن مطالب المعلمين بأنها “مشروعة” ولم يطالب به المعلم إلا بعد دراسة واجتماعات من أجل تحسين وضع البلاد خاصة في المنطقة الشرقية.
من جهة أخرى يتحدث مستشار مسؤول قطاع التعليم جابر الحوتي قائلا “لا يحق لأحد أن يغيّر مطالب المعلمين إلا الأمور السياسية، ويتزايد على المعلم في مصلحة الطلبة، فنحن أيضا تهمنا مصلحة أبنائنا، وأكبر دليل هو عندما كانت جميع القطاعات في حالة سكون بعيدا كل البعد عن أداء أعمالهم، فقد كان قطاع التعليم أول قطاع يعمل في ظل أصعب الظروف والإمكانيات، ولأن الوضع أفضل بكثير فيحق لنا المطالبة بحقوقنا، فلا داعي التزايد علينا في الوطنية والعطاء” .
بدوره يتحدث مدير مدرسة خالد بن الوليد الثانوية للبنين خالد حماد العبيدي متسائلا عدة تساؤلات .. هل من حق المعلم أن يُهاجم وأن يعمل لساعات طويلة دون أن تقدر مجهوداته .. وهل ليس من حقه يجد تأمينًا صحيًا له ولأبنائه .. وهل عليه أن ينظر وعائلته إلى كل الطبقات الأخرى دون أن يُطالب هو بحقه ؟ ونتيجة تلك المجهودات نحن المعلمون لم نُطالب يوما بشيء رغم قلة الإمكانيات، ولكن الآن البلاد في وضع البناء .. فلماذا لا نُطالب أيضا بحقوقنا لنساهم بشكل أكبر في البناء .. فالمعلم يقع على عاتقه الكثير، فهو أساس البناء من خلال الجهد والوقت، فالمعلم إن لم يُقدر هو الجانب الرئيس للنهوض بأساس التقدم .. فمتى سيقدر ؟ فهذه المطالب هي مشروعة،ولم نُطالب بها إلا عندما رأينا أن الوضع الآن يسمح بالتمسك بتلك الحقوق” .
بدوره يتحدث مدير مدرسة الوحدة الوطنية الثانوية البنين فرج هويدي “المعلم هو أساس البناء والعطاء وهو أول من قدّم للطلبة في أصعب الظروف،ألا يحق له الآن أن يُطالب بأبسط حقوقه المشروعة من زيادة المرتب،فهو أقل موظف يتقاضى مرتبًا عكس ما يقوم به من جهد ووقت، وأيضا،فالمعلم من خلاله تتخرج كوادر قادرة على البناء والعطاء، فعن طريقه وجد الطبيب، المهندس، الشرطي، الطيار .. إلخ من التخصصات .
ويضيف هويدي أن “المعلم هو من يبني هذا الجيل وبأقل إمكانيات يتقاضاها ألا يحق له الآن بعد أن استقر الوضع بالمطالبة بتأمين صحي وزيادة الراتب التي لم تكن بحجم المهاجمة عليه لو أخذ مجلس النواب الموضوع منذ البداية بعين الاعتبار، لما اعتصم المعلم من أجل تحسين وضعه الذي يراه العديد حق غير مشروع، فنحن من حقنا أن نُطالب مساواتنا بالقطاعات الأخرى وهذا الأمر ليس بالصعب” .
في المقابل يرى المعلم محمد الشكري إنه “من الضروري أن يلتفت إلى المعلم، لكي يُعطي أكثر ما عنده وهو مرتاح البال وهذا الحق مشروع، وإذا نظرنا إلى المهاجمين على المعلم سنجدهم هم أكثر الناس مرتاحين ولأغلبية أيضا لديهم مشروع خاص، فهم ينظرون للموضوع بنظرة شخصية” . (وال- بنغازي) ر ع/ ر ت