بنغازي 02 نوفمبر 2017 (وال) – التوحد هو اضطراب في النمو يعوق بشكل كبير طريقة استيعاب المخ للمعلومات ومعالجتها، و تؤثر على الطريقة التي يتحدث بها الشخص و يقيم صلة بمن حوله،و يصعب على المصابين بالتوحد إقامة صلات واضحة و قوية مع الآخرين ، لكن التشخيص والعلاج المبكر ساعد كثير من المصابين بمرض التوحد على استعادة حياتهم بصورة اقرب للطبيعية ، لذلك سنتعرض في هذا المقال إلى أعراض التوحد وكل ما يخصه.
التقت وكالة الأنباء الليبية اختصاصية النطق والانتباه والتركيز مدير مركز رحاب بنغازي لصعوبات التعلم رحاب الحوتي والتي قالت “اإن لتوحد اضطراب نفسي إذا لم يتم معالجته ينمو مع الطفل ويصعب علاجه.
أقسام التوحد
وأضافت الحوتي “ينقسم التوحد إلى طيف التوحد وهو أمر بسيط جدا وعلاجه سهل ويمكن دمجه مع الأطفال العادين وتوحد متوسط وهو أكثر صعوبه من طيف التوحد وهناك توحد شديد وهو الأكثر خطورة ليس من اختصاص مركزنا وإنما له مراكز أخرى”.
وأوضحت اختصاصية النطق أن أطفال التوحد لديهم قدرة مذهلة على تخزين الكم الهائل من المعلومات ولديهم مواهبهم الخاصة ويتقنونها باحترافية.
وأشارت إلى أن المركز يكثف اهتمامه على صعوبات التعلم والنطق وهذا دوره موضحة أن المركز أنشيء منذ 8 سنوات ويعالج الفئات التي تعاني من مشاكل النطق والسمع والانتباه ويوجد في المركز أيضا طلبة عانوا من نقص الأكسجين أثناء الولادة وهنا يضع المركز تدريبات خاصة بهم والمنهج الذي يدرسه أطفال التوحد هو المنهج الذي وضعته الوزارة ولكن بشكل مبسط باعتبارهم يعانون من صعوبات في التعلم”.
وأفادت أن الهدف من إنشاء المركز أنه يحتوي طفل التوحد من حيث التربية والتعليم حتى يكون له حق في التعلم كباقي إخوته وأقرانه.
وتابعت الحوتي “أحد أسباب تطور حالة التوحد للأسوء هو حبس أطفال التوحد في المنزل و جلوسهم على التلفاز لساعات طويلة وتقف وظيفته في الحياة كبواب المنزل يفتح الباب لأخوته عند عودتهم من المدرسة وهذا خطأ كبير،يجب أن يخرج طفل التوحد وأن يثبت وجوده في المجتمع وهذا حق من حقوقه”
التوحد ليس مرض
وتواصل الاختصاصية مدير المركز حديثها “من الخطأ أن يصنف التوحد بأنه مرض، لأن طفل التوحد خلايا مخه سليمة بالكامل بل هو اضطراب نفسي وليس عضوي كما أن المرض له أسباب وعلاج بينما حالة التوحد ليس له أسباب ولم تعرف أسبابه ولكن بعض العلماء صنفوا حدوث المرض بسبب نقص عنصر في معدة الأم والتوحد يحدث منذ الولاده كما نعلم ولكن لا يصبح ملحوظًا إلا عندما يصل الطفل إلى 4 أو 5 سنوات ويصبح عاجزًا عن الكلام”.
وأكدت الحوتي أنه لا يوجد شفاء تام من هذه الاضطربات ولكن مع التدريب والمعالجة نلاحظ أن هناك تطورات إيجابية بسيطة ولكن ليس العلاج الكامل ولا يمكن أن نقول إن مريض التوحد سيصبح طبيعيًا يوما ما لأن من المستحيل أن يعود عمره الزمني كعمره العقلي.
تعصب أولياء الأمور
وبالحديث عن صعوبات التي وجهاها المركز صرحت اختصاصية النطق والانتباه والتركيز أن بعض أولياء الأمور ليسوا متعاونين بشأن حالة الطفل بل يخفون بعض الأمور بخصوص حالة الطفل وهذا يعرقل التشخيص الصحيح لحالة طفل التوحد لابد أن يكون هناك مصداقية لكي نصل لعلاج الطفل بالشكل الصحيح.
وقالت الحوتي “إن العقبة الثانية التي نواجهها من أولياء الأمور عند دخولهم لصف التوحد يتفاجؤون بوجود حالات أسوأ بقليل من حالة ابنهم فيصابون بنوبة الغضب ويرفضون أن يتواجد ابنهم مع الحالة الأخرى في اعتقاد منهم أنه يزيد من حالة ابنهم سوءًا وهذا غير صحيح إطلاقا”.
المتوحد مزاجي وعنيد
وداخل الصفوف الخاصة بالطلبة قالت المعلمة علياء بن غزي “يجب أن يعامل طفل التوحد بلطف والتشجيع على أبسط الأعمال الجيدة التي يقوم بها سواء بمكافأة رمزية أو بالتحفيز والتشجيع.
وأضافت بن غزي “بعض طلبة المتوحدين يعانون من الأنانية وحب التملك، وتقلب المزاج بشكل ملحوظ ولديه إفراط في مشاعره” مشيرة إلى أنها تعرضت للاعتداء بالضرب عندما كانت تشرح الدرس فتوجه إليها طالب ودفعها بقوة.
وتابعت المعلمة “هذه دلالة بأن هناك أمرًا أزعجه فالمتوحد يجد صعوبة في التواصل مع الآخرين والتعبير عن الغضب يكون أحيانا بالضرب وأحيانا بالصراخ ومنهم يقدم اعتذارًا عن فعلته في ذات الوقت أيضا لدى مريض التوحد فرط في هرمون الحب فهذا الشيء لا يمكنه التحكم به”.(وال – بنغازي) غ إ / أ د