نيويورك 09 نوفمبر 2017 (وال) – نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الأربعاء تقريرا حول عملية القبض على المطلوب أمريكيا أحمد أبوختالة في بنغازي على خلفية الاشتباه في تورطه بقضية اقتحام المجمع الدبلوماسي الأمريكي في المدينة سنة 2012 .
وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته و تابعته “المرصد” إن واشنطن لجأت لشخص ليبي للمساعدة في جمع معلومات عن أبوختالة حيث أصبح هذا المخبر صديقا له وأصبح يزوره مرارا في منزله في بنغازي حتى أنه أعطاه المال وأجهزة كومبيوتر “لابتوب” وسيارة فوثق به في نهاية المطاف وأصبح صديقا له.
ولاحقا وبعد تكون الثقة بدأ أبوختالة فى إخبار “المخبر المجريسي” بمعلومات تثبت تورطه حتى أنه أظهر له ذات مرة وثائق وحواسيب تحصل عليها من البعثة الأمريكية خلال الهجوم،وأكد له معرفته بأسماء الليبيين الذين زاروا السفير الأمريكي في بنغازي حتى أنه وفي مناسبة أخرى أظهر له قذائف هاون يحتفظ بها في مرآب بيته وأبلغه بأنه خبير في استخدام هذه القذائف وتباهى أمامه بقدرته على ضرب الأهداف بدقة تحت أي ظرف.
وذكرت الصحيفة بأن قذيفة هاون استخدمت بالفعل في الهجوم على مبنى خاص بالمخابرات الأمريكية يقع بالقرب من المجمع الدبلوماسى ماتسبب في مقتل متعهدين يتبعان المخابرات وجرح اثنين آخرين وهم من الأميركيين.
و بحسب الشهادة التي أدلى المخبر البالغ من العمر 40 سنة شهادة عبر مترجم كانت مدتها عدة ساعات أمام المحكمة الاتحادية في واشنطن يومي الإثنين والثلاثاء باسم مستعار و هو “علي المجريسي” تحدث فيها عن تورط أبوختالة في الهجوم الذي أسفر عن موت أربعة أمريكيين بينهم السفير ستيفنز،كما تحدث في البداية عن تحفظاته بشأن العمل مع الأمريكيين الذين دفعوا له في النهاية مكافأة تقدر بـ 7 مليون دولار مقابل خدماته.
ونقل المخبر عن أبوختالة أنه أعلمه بخططه التي مارسها في الهجمات وعن عملية تأخير قوة الإنقاذ الأمريكية في مطار بنغازي بعد وصولها من طرابلس وقال : كان يقصد قتل الجميع حتى أولئك القادمين من طرابلس الذين كانوا في المطار .
وكشف المجريسي أن عمله مع الأمريكيين كان به الكثير من المخاطر وبأن اتخاذه قرارا بالعمل معهم كان قرارا صعبا لكنه انخرط به في النهاية لأنه يريد مساعدة مدينته بنغازي.
و من جهتها قالت نيويورك تايمز أن هيأة المحلفين في المحكمة استمعت بالفعل إلى شهادات درامية من موظفين وضباط مخابرات أمريكيين نجوا من الهجوم، مؤكدة أن مواطنين ليبيين اثنين قدما أيضا شهادة إدانة ضد أبوختالة فيما حاول إدعاء المحكمة وضع تصور لأنشطته قبل و بعد الهجمات .
وقال بأنه باشر عمله في ليبيا مع الأمريكيين نهاية عام 2012 بعد حادثة القنصلية بفترة وجيزة واستمر في العمل معهم حتى تم القبض على أبوختالة في يونيو 2014 في بنغازي .
المجريسي و في شهادته تحدث عن كيف دفع الأميركيين له مرتب 5000 دولار شهريا للتجسس على أبوختالة وترتيب القبض عليه في منزل شاطئي يقع على بعد 20 ميلا غرب بنغازي،كما أكد أنه بعد القبض على أبوختالة للسجن تلقى بدوره المكافأة الضخمة التي سددت له على دفعتين قبل أن ينتقل إلى ولاية تكساس حيث حصل على مكافآت أخرى من مكتب التحقيقات الفدرالية كنفقات لعائلته .
ومن جهتها اعتبرت محامية الدفاع عن أبوختالة “ميشيل بيترسون” أن شهادة المجريسي كانت مبنية على دوافع مالية وتسائلت “إنه من الصعب تتبع كل الأموال التي دفعتها الحكومة الأمريكية له أليس كذلك؟ هو يقول إنه من الصعب أن يتذكر لأن الأحداث التي سردها كانت متسارعة فيما قالت الصحيفة أن دفاع المحامية بيترسون أحبط المخبر في بعض الأحيان عندما أدلى بشهادته يوم الثلاثاء.
وقالت نيويورك تايمز أن شهادة “المجريسي” شكلت جزءا مهما من قضية الإدعاء وهو ربط مرتكبي اعتداء بنغازي بأبوختالة كما أكدت بأن أعضاء النيابة العامة و عندما راجعوا لقطات الهجوم على المجمع الأمريكي تمكن المخبر من التعرف على عدد من المشاركين فى الهجوم كما أكد إن ثلاثة منهم كانوا مقربين جدا من أبوختالة وبأنهم كانوا جزءًا من فريق من القتلة الذين نفذوا عمليات قتل نيابة عن صديقهم.
بعد أن اختتمت فرق الاستخبارات إستجوابها قالت النيابة العامة بأن محققي إنفاذ القانون والأف بي آي سألوا أبو ختالة في غرفة المقابلة التي تبلغ مساحتها 8 أقدام طولا و7 أقدام عرضا حيث تم تغيير الديكور وإضافة رسوم زهريات للجدران.
وأفاد المخبر المجريسي في شهادته أنه تعرف أيضا على بوختالة بتسجيل مصور وثقته كاميرا المراقبة بعد دقائق من بداية الهجوم ثم في تسجيل آخر التقط أمام بوابة المجمع الأمريكي وهو يحمل بندقية هجومية من نوع كلاشنكوف،ومن جهتها سألت محامية أبوختالة المخبر عن ما إذا كان قد تلقى تدريبًا خاصًا يؤهله للتعرف على الوجوه في مقطع رديء الجودة فأجاب بأن لديه ذاكرة قوية جدا تمكنه من التعرف على ذلك .
وأكد المخبر خلال شهادته أن أبوختالة قال له إن الأمريكيين يستخدمون مقرا للتجسس في بنغازي في إشارة إلى المبنى الذي كانت تستخدمه “سي آي أيه” والواقع بقرب المجمع الرئيس.
وأشار إلى أنه كان يعتقد بأن الأمريكيين يسعون لاعتقاله وهو ماقاله ذات مرة لمجموعة مسلحين في مسجد في بنغازي بأنه مطلوب للأمريكيين.
وأضاف ” بعد القبض على شخص مشتبه به من تنظيم القاعدة في أكتوبر 2013 في طرابلس وهو أبو أنس الليبي،أصبح أبوختالة مذعورا ولا يغادر منزله وعندما يفعل فإنه يتحرك مع مجموعة من مرافقيه لضمان أمنه حتى أنه كان يغير رقم هاتفه والسيارات التي يتنقل بها بشكل مستمر ” .
وتابع المخبر “أبوختالة كان مقربًا من مصطفى الإمام الذي قبض عليه الأمريكيون الشهر الماضي في ليبيا كمشتبه به في هجوم بنغازي، أبوختالة والإمام سجنوا سوية فى ليبيا والأخير كان يتواجد كثيرا في منزل أبوختالة،وأنا حددت ظهوره مرارا فى تسجيل كاميرا المراقبة الذي وثق الهجوم “.
وبالعودة لمحامية أبوختالة ”بيترسون” فقد قالت إن جهات الاتصال بالمجريسي في أمريكا عملت لصالح وزارة الدفاع فيما قال مسؤولون أميركيون سابقون مرتبطون بالعملية أن عناصر من قيادة العمليات الخاصة بالجيش استجوبوا المخبر بدلا من عناصر الـ “إف بي آي” .
وأكد المخبر إنه كان يلتقى مع مشغليه الأمريكيين كل أربعة أشهر مشيرا إلى إن عمله السري معهم كان محفوفا بالمخاطر حتى أنه كان قلقا على حياته وكان يصاب بالإحباط عند تغير وتيرة العمل التي قال إنها استغرقت وقتا طويلا ما سبب له الانهاك نتيجة مرافقته للمشتبه به أبوختاله الأمر الذي وضعه فى موضع الشبهات.
وبحسب نيويورك تايمز فقد اقترح المخبر ذات مرة قتل أبوختالة بنفسه مبررا ذلك بأنه كان يبحث عن مايجعله و بنغازي في راحة لأن أبوختالة شخص قاتل،ولكن هذا لم يحدث فيما خطط الأمريكيون فى النهاية عملية للقبض وصفها المخبر بأنها كانت خطة شاملة.
تم استجواب أبوختالة من قبل فريق من الاستخبارات الأميركية لمدة 3 أيام انتهت في الـ5 و45 دقيقة صباحا في الـ19 من يونيو وبعدها تم توفير فراش وسجادة للصلاة وملابس وقرآن ومواد للكتابة لمكان احتجازه وحصل على وجبات للطعام.
وختم المخبر المجريسي شهادته بأن الأمريكيين اشتروا منزلًا على ساحل غرب بنغازي سيشعر فيه أبوختالة بالأمان من ” خطر القوات المتنافسة التي يرأسها متعاون سابق مع سي آي أيه ” ثم روى كيف أنه قاد أبوختالة ذات ليلة إلى المنزل حيث كان عناصر القوات الخاصة الأمريكية و الـ ” إف بي آي ” ينتظرون وصوله ثم احتجزوه بينما هو نام لساعات ثم توجه لطرابلس وقابل مسؤولين أمريكيين أعطوه المال قبل أن يغادر إلى تونس ومنها فى نهاية المطاف وبمساعدة ” إف بي آي ” غادر إلى الولايات المتحدة مع عائلته و أقاموا هناك منذ ذلك الوقت . (وال – نيويورك) ع م