البيضاء 16 نوفمبر 2017 (وال) – يصادف اليوم الموافق للسادس عشر من نوفمبر من كل عام (اليوم العالمي للتسامح) حيث يحتفل المجتمع الدولي به للتأكيد على أهمية ثقافة التسامح والمحبة والتآخي والتعايش السلمي بين الشعوب، وأن يبقى وفيا للمثل والمبادئ التي تشكل جوهر ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان،وإدراكا لحاجة البشرية إلى فضيلة التسامح بعد الأحداث التي عصفت في عصرنا الحالي من خلال الحربين الكونيتين التي جلبت الخراب والدمار وإزهاق ملايين الأرواح .
اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا وهي تستذكر هذه المناسبة وتستحضر معانيها لتؤكد على ضرورة تكثيف الجهود والمبادرات التي من شأنها إرساء ثقافة التسامح باعتبارها قيمة إنسانية ترفض الإقصاء والتعصب والانغلاق والكراهية، ونحن اليوم في أشد الحاجة للتأكيد على هذه المعاني والقيم خاصة حيال ما نشهد في بلادنا من خطابات كراهية ومحاولات بث كل مايؤزم ويشق الصف الوطني ويخلق حالة من التباعد والنفور بين مكونات المجتمع.
وأوضحت اللجنة في بيان لها اليوم – اطلعت وكالة الأنباء الليبية عليه – أنها كانت ومازالت وستظل تدعو إلى الوقوف بشدة وبحزم إزاء كل هذه المحاولات والتمسك بكل معانى التسامح،لتدعو كل القوى ومؤسسات المجتمع المدني ووسائل الاتصال والتواصل والإعلام والنخب الفكرية والثقافية والاجتماعية وخطباء المنابر الدينية،إلى جهد مكثف يناهض جميع أشكال ومظاهر العنف والتعصب والكراهية وإشاعة ثقافة السلم المجتمعي والتسامح والحوار والتأكيد على حق الاختلاف وتوسيع هوامش الحريات وفى مقدمتها حرية الرأي والتعبير،جهد وعمل وطني يعكس الوعي اللازم بهذه المعاني والقيم وحاجتنا إلى الالتزام بها وتكريس ثقافة التسامح،وأن يدرجها ضمن أنشطة وبرامج ومشاريع تلك الجهات والأطراف،مع أهمية الالتفات إلى المناهج ونظم التعليم،وتبنى كل ما يجعلنا نتمسك بجوهر التسامح وإدراك ضرورته،ويمكننا من التصدي لكل من يريد أن يجعل التسامح فهما ملتبسا يحمل معانٍ سالبة تكرس حالة التباعد أو الإقصاء،أو الاحتراب أو التعصب وعدم احترام التنوع.
وشددت الوطنية على أهمية دور الدولة باعتبارها الحاضن الأكبر للتسامح في نشر ثقافة التسامح بعيدا عن أي اتجاهات ثقافية أو دينية أو سياسية، خاصة عبر تبني المعاني الواردة في إعلان مبادئ التسامح الأممي عبر النظم التعليمية، والتصدي الحازم لخطابات الكراهية والمثيرة للنعرات والحساسيات بين مكونات الشعب، وعبر دعم وتشجيع المبادرات الرافضة لذلك والمدافعة عن قيم التسامح والوحدة الوطنية، وتؤكد اللجنة الوطنية أن خلق المناخات الإيجابية والتمسك بمقتضيات التسامح بدءا من المواطنة الكاملة والمساواة وحرية الرأي،والتصدي لكل أشكال الاستبعاد والتهميش، والعدوانية والتعصب، سيؤدى بنا جميعا إلى مرحلة تتعزز فيها قدراتنا على مواجهة الأزمة السياسية الراهنة وكل التحديات التي يزخر بها واقعنا وتلك المحيطة بنا جراء تداعيات العواصف والحروب الجارية في المنطقة التي تمر غاية في الصعوبة والتعقيد من الصراعات والمشاحنات والتعصب والإلغاء للآخر، مما يشكل تهديدا غير مسبوق ليس فقط لقيم وثقافة التسامح والتعايش وقبول الآخر بل أيضا لوحدة النسيج الاجتماعي لشعوب المنطقة وحتى لمواطني الدولة الواحدة،وتساعدنا على تجاوز أزمتنا السياسية الراهنة.
أن اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا،ومعها مناصري ثقافة التسامح واحترام حقوق الإنسان وأنصار السلم والحرية ضد الحرب وضد العنف والتعصب وثقافة إلغاء الآخر وتهميشه وتدمير المختلف وتقف في وجه الانتهاكات المتواصلة والاعتداءات الصريحة والمستترة على حقوق الإنسان الفردية والجماعية وسياسات التميز ضد المرأة وضد الطفل والمكونات الاجتماعية والثقافية وندعو إلى تعلم ونشر مجموعة القيم التي يسودها التسامح كنهج حضاري يقضي بمنح الآخرين حرية التعبير عن الآراء والأفكار المغايرة وضرورة العيش المشترك وفقا للمبادئ الإنسانية والدينية والوطنية،وإلى الحوار بين الأفراد والجماعات والقوى السياسية والمجتمعية والثقافية وذلك لإيماننا الراسخ باعتباره أفضل الوسائل لحل الخلافات والمشاكل والمنازعات فهو من ضروريات الحياة ومن أهم وسائل الاحترام وتبادل المنافع وصولا لترسبخ مبادئ ومفاهيم المساواة بين البشرية وبما سيعكسه من نتائج إيجابية على التعايش بسلم وتسامح وحل المشاكل العالقة وأن ممارسة التسامح واحترام حقوق الإنسان لا تعني تقبل الظلم أو تخلي المرء عن الآراء والحقوق أو التهاون بشأنها،وإنما الإقرار بالآخر وأن آراء الفرد لا تفرض بالإكراه.
أن ليبيا اليوم في أمس الحاجة إلى ثقافة التسامح ومبادئ الحوار والتعايش السلمي ونبذ الفرقة والخلافات والنزاعات والحروب التي عانى منها الشعب الليبي كثيرا،بسبب سياسة التهجير والنزوح القسري والقتل خارج إطار القانون والاختطاف والإخفاء القسري والقمع واضطهاد .. وقد آن الآوان لأن تسود روح المحبة والألفة والتسامح بين أبناء الشعب الليبي بين بقية الشعوب .. ولتصبح جميع أيام السنة أيام تسامح وتعاون مثمر إيجابي لبناء ليبيا وخدمة أبناء الشعب في جميع المجالات ولرفع شأن المواطن الليبي وحماية وتعزيز حقوقه والإسهام في إشاعة ثقافة التسامح والحوار والأمن والسلام والمصالحة. (وال – البيضاء) ع م