بنغازي 22 نوفمبر 2017 (وال)- بحث عميد بلدية بنغازي المستشار عبد الرحمن العبار اليوم الأربعاء،مع السفير البريطاني لدى ليبيا بيتر ميليت آخر المستجدات العملية السياسية في ليبيا.
وقال عميد بلدية بنغازي – في كلمته – خلال لقائه السفير البريطاني بحضور عدد من المشايخ والأعيان والنخب في بلدية بنغازي “نرحب بسيادة السفير بيتر ميليت والوفد المرافق له ونقول لهم أهلا بكم في بنغازي التي سطرت عبر التاريخ ملاحم بطولية في مكافحة الظلم والاضطهاد والاستبداد في بنغازي التي اشتهر أهلها بالكرم والحفاوة واستيعاب الغريب،ولم يشعر من قصد بنغازي مسالما باحثا عن عيش كريم وحياة هادئة مستقرة بأي تمييز أو إقصاء،لذلك نجدها تحتضن بين جنابتها معظم قبائل ليبيا” .
وأضاف العبار “هذا الكرم وهذا الحفاوة من أهل بنغازي قُوبل بالنكران من فئة ضالة،ارتبطت بشكل أو بآخر بعناصر إرهابية متمثلة في جماعات تدعي انتماءها للإسلام والإسلام منها براء، عبثت بأمن أهلها واستقرارهم وارتكبت أبشع الجرائم في حقهم لم ينجو عسكري أو شرطي أو قاضي أو محامي أو إعلامي من بطشهم وتنكيلهم،إلى أن هب الجيش الوطني الذي التحمت به جموع شباب الأحياء والمناطق وسطروا أروع الأمثلة في البطولة والفداء حتى تم دحرهم والقضاء عليهم” .
وتابع العبار “سيادة السفير .. لابد وأنكم تعلمون محاولات الغزو البربري من الجماعات الإرهابية لوطننا ليبيا،في محاولة بائسة لجعلها قاعدة لهم،وكان ذلك بمساعدة بعض المدن والجماعات في الداخل فتحت المطارات والموانئ لاستقبال المرتزقة والسلاح والعتاد سخرت الجرافات لنقلها إلى بنغازي، أمام مرئى ومسمع العالم بل وبمساعدة بعض الدول المعروفة لديكم جيدا،ولم نلمس من سيادة السفير أي اعتراض أو استنكار لهذه الأفعال،ولا أخفي عليكم سعادة السفير استنكار أهلنا في ليبيا بصفة عامة وبرقة بصفة خاصة،لهذه المواقف السلبية لعدد من الدول التي تدعي مقاومة الظلم وانحيازها إلى الحرية ومنها دولتكم الموقرة” .
وتابع المستشار عبد الرحمن العبار “لاحظنا الكيل بمكيالين .. ورأينا مواقف غير مُنصفة حتى على صعيد حقوق الإنسان التي تدعون الانحياز لها،نراكم تشجبون حادثة الأبيار مثلا في الوقت الذي أغضضتم النظر عن أفعال مشابهة أو ربما أبشع منها في أماكن أخرى مثل مجزرة الهيرة في منطقة ورشفانة،وقبلها غرغور وبراك الشاطئ،وغزو مطار طرابلس وغيرها،نحن ضد هذه الأفعال جميعها ولا نقرها سواء التي حدثت هنا أو هناك،ولكن أغضبنا الاهتمام بعضها وتجاهل البعض الآخر،وهذا ليس منطقيا ولا يليق بدولة عظمى مثل بريطانيا “.
وتابع المستشار عبد الرحمن العبار “سعادة السفير .. تعلمنا من الآباء والأجداد بأن ثمة علاقات تاريخية تجمع بين منطقة برقة وبريطانيا كان قوامها الاحترام المشترك لسيادة البلدين والمصالح المشتركة،كذلك كان هذا زمن أجدادكم ولكن جاء الأحفاد ليقوضوا هذه الأواصر التاريخية،فكان الانحياز التام لفئات في إطار الصراع القائم في ليبيا، وإهمال فئات أخرى واقصد هنا منطقتنا برقة،وكان انحيازكم لما أطلقتم عليه الإسلام السياسي واضحا بيننا،ولا نعلم ما وراء ذلك وأننا نعلم أن هناك روابط تربطكم بالإخوان المسلمين،ولكن لم نكن نتوقع أن يكون هذا الدعم على حساب مبادئ وتاريخ بريطانيا” .
وتابع المستشار عبد الرحمن العبار “إذا كنتم تعتقدون بأن هذا النهج سوف يقيكم من شرورهم .. اسمح لي أن أقول إنه الوهم بعينه .. ولم يسلم الإنجليزي ولم تسلم بريطانيا من أذاهم،ونرى الإرهاب يمتد اليوم إلى مناطق مختلفة من بريطانيا والعالم” .
وتابع عميد بلدية بنغازي “لقد تمكنت هذه الجماعات بفضل دعمكم ودعم غيركم من الدول،من السيطرة لفترة ليست قصيرة بعد 17 فبراير على مُقدرات ليبيا ومواردها،واستطاعت أن تكون وتُؤسس ترسانات عسكرية ومالية،لم تستطع تكوينها أو الحصول عليها طيلة مراحل تكون هذه الجماعات” .
وتابع عميد البلدية “لكن بفضل الله وبفضل رجال القوات المسلحة الليبية وشباب الأحياء،استطعنا أن نتخلص من هذا الكابوس بإمكانيات وقدرات عادية،وتحققت انتصارات عجزت قوات أخرى في أماكن أخرى عن تحقيقها في ذات الزمن، بالرغم من الحظر الظالم على تسليح الجيش الوطني،وقد كانت للحاضنة الشعبية والدعم الأهلي المتمثل في شباب الأحياء والمناطق والقبائل المختلفة،والمثقفين والناشطين دور هام وعامل أساسي في تحقيق هذه الانتصارات،ولم يسلم من الظلم والتحيز حتى رئيس السلطة الشرعية الوحيدة في البلاد فخامة رئيس المجلس النواب المستشار عقيلة صالح،وفرضتم عليه حظرا ظالما لتقييد حركته وسفره،وذلك بهدف عرقلة جهود التي يقوم بها لشرح القضية الليبية من وجهة نظر البرلمان الممثل الشرعي الوحيد لليبيين” .
وتابع عميد البلدية” سعادة السفير .. ما نقلته لسعادتكم الآن وغيره الكثير كان موضوع خطاب أرسلته إلى رئيس وزراء بريطانيا الأسبق السيد ديفيد كامرون يوم 28/12/2014 م عبر سفارتكم في مصر كان من أجل التذكير فقط ،وأكدت له أن يد الإرهاب ستصل إلى بريطانيا،وما محاولات هذه الجماعات من السيطرة على ليبيا إلا من أجل الوصول إلى أوروبا،ولا تعتقد إن كتابة عبارات إسلامية على حافلات لندن سوف تقيكم من شرورهم،كان ذلك في عام 2014 ولعلنا نعلم ما حدث بعد ذلك”.
وتابع عميد البلدية “سعادة السفير .. لا أطيل عليكم يحضر معنا في هذه القاعة عدد من رموز شيوخ القبائل،وبعض الأكاديميين والناشطين من المفيد جدا أن تستمع إليهم ويستمعوا إليك،أكرر ترحيبي بكم متمنين إقامة طيبة لكم في مدينة بنغازي والسلام عليكم” . (وال- بنغازي) س ش/ ر ت