بنغازي 07 ديسمبر 2017 (وال) – التصوير مرآة ضوئية تعكس صور حياتنا الواقعية بأسلوب فني وأدبي وعلمي وهو فن يبعث برسائل جمالية بكل حرفية ومهارة.
عبد الناصر صالح الجيلاني صالح مصور فوتوغرافي وتلفزيوني من مواليد مدينة المرج 12/3/1956م له تاريخ طويل في مجال التصوير من خلال الأعمال الفنية والدرامية والإرشادية التي قدمها،وله بصمة متميزة في مساعدة ومساندة وتدريب كل شخص دخل لهذا المجال جديد.
حياته
ولد وعاش الجيلاني في مدينة المرج حتى سن السبع سنوات فقط لينتقل بعدها إلى منطقة الأبيار ويعيش فيها لثماني سنوات ويتجه بعدها إلى مدينة بنغازي في الستينات.
بدأ الجيلاني الدراسة عام 1962م واستمر في الدراسة حتى مرحلة الثانوية والتي درسها في مدرسة شهداء يناير وتوقف بعدها فترة عن الدراسة ثم عاد ليكملها متجها إلى قسم الإعلام بكلية الآداب في جامعة بنغازي.
والتحق الجيلاني للعمل في الإذاعة على الرغم من قبوله للعمل في شركة البريقة للنفط إلا أنه اختار العمل في الإذاعة لحبه مجال التصوير وقد التقت وكالة الأنباء الليبية الجيلاني :
بدياته
وعن أولى بدياته في التصوير يقول: بدأ ميولي إلى التصوير منذ الصغر وأنا طالب في المدرسة حيث كنت أرسم كاميرا وأحب رسمها كثيرا وكنت دائما أشاهد التليفزيون وأشاهد المصورين في ذلك الوقت،وفعلا قدمت على طلب للانضمام في الإذاعة يوم 31/5/1975 وقبلت فيها وعملت كمصور في الإستديو وبعد فترة تدريبية مع الأستاذ أسامة النوارة – فلسطيني الجنسية – حيث وقف إلى جانبي وعلمني الكثير في مجال التصوير وبعد ستة شهور استلمت العمل.
أول أعماله
وعن أول أعماله يقول الجيلاني: أول عمل قمت بتصويره كان لمطربة جزائرية بأغنية “ليش ترد الهدية .. الهدية ما ترتد” في أواخر عام 1975 للمخرج فتحي البرغثي .
ويتابع الجيلاني اشتغلت العديد من الأعمال المهمة من مسلسلات وأعمال فنية من ضمنها مسلسل الإرادة في اليونان، ومسلسل الأرض الطيبة، ومسلسل الضباب بجانب البرامج التعليمية، وكل الأعمال كانت داخل ليبيا إلا مسلسل واحد خارج ليبيا كان خمسة عشر حلقة.
اللحظات التي أثرت فيه
وعند سؤاله عن اللحظات التي أثرت في عمله أجاب: الحمد الله أنا طبيعتي مرح وأحب الضحك واللعب ومساعدة زملائي في العمل وتخفيف عليهم ضغط العمل وهذه الأشياء كانت تعكس عليا بإيجابية في عملي،ولكن أصعب مرحلة مررت بها هي وفاة والدي “رحمه الله” أثناء عملي ومن بعدها مرض ابنتي بورم في رأسها والتي ظلت فترة طويلة في المستشفى تركت على إثرها العمل في مجال التصوير لأني كنت أهتم بها فترة علاجها وأثرت في نفسيتي.
نجاحاته
ويقول الجيلاني نجاحي هو التزامي في العمل وهو أهم شيء في مجال الإعلام وأنصح كل الإعلاميين في مختلف تخصصاتهم أن يلتزموا بعملهم لأن لو لم يلتزموا بعملهم سيفقدون كل شيء ولابد من احترام النفس والناس.
ويتابع الجيلاني قدمت العديد من الدورات في مجال التصوير التلفزيوني ولدي أكثر من مائة وخمسين مصور وتعاملت مع تسع قنوات فأنا لم أبخل على أحد بأي معلومة أو مهارة في مجال التصوير وأقل دورة أقوم بها تكون مدتها واحد وعشرين يوما.
المعارض التي شارك فيها
وأضاف لدي أعمال كثيرة رائعة شاركت بها في مسابقات ومعارض محلية ولم أشارك بها عالميا والسبب إني أنا لم أهتم بنفسي وبتقديم أعمالي للعالم بل كانت مشاركاتي مقتصرة فقط على مساندة الناس حيث كنت أقوم بالتطوع لتصوير أعمال لأشخاص ليس لديهم ميزانية مالية للتصوير.
وأكمل عبد الناصر لقد تحصلت على شهادات من بعض القنوات المحلية على أعمالي فقد تحصلت على الجائزة الأولى للالتزام والجائزة الأولى كمصور على مستوى الإذاعات الليبية.
تقييمه للأعمال المقدمة
وعن تقييمه للأعمال التي تقدم على الساحة الليبية يقول: أنا أنظر لمجال عملي في تقيمي للأعمال التي تعرض الآن،ففي مجال التلفزيون كان هناك في الفترة الأولى رقابة على كل ما يعرض ويقدم من الناحية الفنية وناحية الصوت وناحية الموضوع ولكن في الفترة الأخيرة لم أعد أقيم أي عمل لأن كل الأعمال التي تعرض أصبحت مادية فقد كنت أتمنى أن تصبح الأعمال أرقى من هذا الشكل فهي تعد جريمة حيث عرضت في رمضان الماضي الكثير من الأعمال التي تتناول نفس الموضوع وتم الطعن فيها من قبل مراقبين فنيين، ولكن في المقابل هناك بعض الأعمال رائعة جدا .
ويتابع الجيلاني : الإخراج كلمة سهلة النطق والكتابة ولكنها صعبة العمل والتنفيذ ومن اكتسب كلمة الإخراج فهو اكتسب عالم من الإبداع والفن فالإخراج كنز ثمين ولكنه الآن يباع بثمن رخيص وأصبح أي شخص يقول بأنه مخرج فأنا حتى الآن أبلغ من العمر الوظيفي اثنين وأربعين عاما في مجال التلفزيون وكلمة الإخراج ما تزال صعبة وثقيلة على يدي رغم إني قدمت أعمال كثيرة ولكن كنت أكتب فيها تنفيذ بدل إخراج.
إقامة معرض لأعماله
ويقول عبد الناصر فكرت أن أقيم معرضا للأعمال التي قمت بتنفيذها وتصويرها ليستفيد بها غيري لكن هنالك صعوبة في الإمكانيات وفي تنفيذ هذا المعرض فلو كنت أتحدث عن التصوير الفوتوغرافي فالأمر بسيط وسهل لا يحتاج لإمكانيات كبيرة ولكن أعمال التصوير التلفزيوني الدرامي والإرشادي يحتاج إلى إمكانيات كبيرة وجهد أكبر بالإضافة إلى كثافة عملي في الإذاعة لم تجعلني أفكر جديا في قيام هذا المعرض.
الخطط المستقبلية
وعن خططه المستقبلية يقول الجيلاني : في الفترة الحالية اتجهت للتدريب أكثر من أي شيء آخر،فقد خيرت بين الإخراج والتدريب ولكن ميولي كان للتدريب ويبقى الإخراج موجودا في الاعتبار حيث إني أريد تدريب الشباب الجدد ليكونوا جاهزين لتقديم أعمال عالمية وليس محلية فقط ويستفيدوا بما استفدت به أنا.
نصائح مهنية
وتابع الجيلاني أنصح كل شخص يتجه إلى مجال التصوير أن يكون مهنيا في العمل وأن تكون لديه الرغبة بالدرجة الأولى،لأن العمل في المجال التلفزيوني يحتاج دقة كبيرة ويحتاج تعلم كل شيء من زوايا ومنظور وإضاءة وكوادر.
وأضاف الجيلاني لابد أن يكون المصور ذكيا وقويا في تكوين الصورة فليس كل شيء يصور بل لابد أن تعرف خلفية الصورة أو الكادر وأن تبحث عن الزاوية الجميلة عن الصورة كما انصحه أن يأخذ دورات تدريبية في مجال التصوير التلفزيوني .
واختتم الجيلاني كلامه: أشكر جزيل الشكر كل العاملين في وكالة الأنباء الليبية فأنا دائما أقول “لا خبر خارج وكالة الأنباء الليبية ولا مصدر خارج وكالة الأنباء الليبية” كما أشكر كل من يحاول الرفع بشبابنا في المجال الإعلامي. (وال – بنغازي) هـ ع / ع م