تل أبيب 21 ديسمبر 2017 (وال) – قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إن “القدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني سواء اعترفت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالقرار الجديد للرئيس الأميركي، أو لم تعترف”، واختار نتنياهو التحريض على الأمم المتحدة ووصف مقرها بـ”بيت الأكاذيب”.
وردت تصريحات نتنياهو، بعد ظهر اليوم الخميس، وذلك قبيل ساعات من عقد الجمعية العامة جلسة خاصة ، للتصويت على مشروع قرار يدعو لسحب إعلان الرئيس الأميركي بشأن القدس، فيما تنشط واشنطن وتل أبيب لتحجيم مشروع القرار.
ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن نتنياهو قوله خلال الاحتفال بعيد “الحانوكا” العبري في أشدود: “اليوم مهم ومصيري، فهو أمر في غاية الأهمية داخل إسرائيل وكذلك خارجها، لقد انتظرت أميركا 70 عاما للاعتراف رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل، وعلى ما يبدو سننتظر سنوات أخرى حتى تسير الجمعية العامة للأمم المتحدة على خطى واشنطن ليصدر عنها ذات الاعتراف”.
ووفقا لنتنياهو، فإن الموقف تجاه إسرائيل من العديد من دول العالم، ومن جميع القارات، يتغير خارج أروقة الأمم المتحدة، ويرى أن الموقف تجاه إسرائيل سيخترق في نهاية المطاف جدران ذلك المنزل، الذي وصفه بـ “بيت الأكاذيب”.
وأوضح أن إسرائيل ترفض هذا التصويت بشكل قاطع، قائلا: “القدس هي عاصمتنا، وسنواصل البناء هناك، وستنتقل سفارات البلدان، أولا وقبل كل شيء الولايات المتحدة، إلى القدس. ونقل السفارات سوف يحدث”.
وجدد نتنياهو شكره للرئيس الأميركي ولسفيرة واشنطن في الأمم المتحدة نيكي هايلي، التي حذرت الدول التي ستدعم مشروع قرار في الجمعية العامة يرفض إعلان واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. مشيدا بموقف الإدارة الأميركية الذي وصفه بـ”الشجاع وغير المهادن”.
بحسب تقديرات إسرائيلية، فمن المتوقع أن تصوت هنغاريا ضد القرار أو تمتنع عن التصويت، إلى جانب جمهورية التشيك. كما تتوقع ألا يصوت الاتحاد الأوروبي الإجماع على مشروع القرار
ودعيت الجمعية العامة للأمم المتحدة للتصويت، على مشروع قرار يدين اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وقالت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة في رسالة وجهتها إلى سفراء عدد من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إن “الرئيس دونالد ترامب سيراقب هذا التصويت بشكل دقيق وطلب أن أبلغه عن البلدان التي ستصوت ضده”.
إلى ذلك، نقل موقع “واللا” الإلكتروني عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إنه لم يحصل أي تغيير على التقديرات التي تشير إلى حصول الفلسطينيين على غالبية في الجمعية العامة، إلا أن هناك تغييرا معينا لدى بعض الدول بسبب الضغوط الأميركية والإسرائيلية، وأنه من المتوقع أن يتغيب ممثلو عدد من الدول عن التصويت.
وطلب اليمن وتركيا عقد الجلسة الطارئة للجمعية العامة التي تضم 193 دولة باسم كتلة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي. ووزع البلدان مسودة قرار، الثلاثاء، تعكس ما ورد في النص الذي عرض على مجلس الأمن الدولي وعطلت واشنطن تبنيه.
أجرى غرينبلات يرافقه السفير الأميركي في تل أبيب ديفيد فريدمان، محادثات مع نتنياهو، في وقت تواصل إدارة ترامب جهودها من أجل فرض صفقة القرن على الشعب الفلسطيني.
وعلى غرار مشروع القرار الذي تقدمت به مصر، لا تذكر المسودة التي تم توزيعها في الجمعية العامة قرار ترامب، لكنها تعرب عن “الأسف العميق حول القرارات الأخيرة المتعلقة بوضع القدس”.
ويطالب مشروع القرار الدول الأعضاء بالامتثال لقرارات مجلس الأمن بشأن القدس، وعدم الاعتراف بأي خطوة أو عملية تتناقض مع تلك القرارات. وأن القدس تدخل ضمن الحل الدائم الذي سيتم التوصل إليه عن طريق المفاوضات وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
ولا تتمتع أي دولة بحق النقض في الجمعية العامة، خلافا لمجلس الأمن الدولية، حيث تملك خمس دول هي الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين حق الفيتو.
وأثار قرار ترامب في السادس من ديسمبر، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل خلافا للسياسة الأميركية التي كانت متبعة حتى الآن، موجة تنديد عالمية وتظاهرات احتجاج في مختلف أنحاء العالم. (وال – تل أبيب) ع م