المرج 28 يناير 2018 (وال) – يحقق النشاط الطلابي أهدافاً تربوية وتعليمية منها ما يرتبط بتعليم المواد الدراسية، ومنها ما يكسب الطلاب والطالبات خبرة ومهارة معينة داخل المدرسة وخارجها وهو رافد هام من روافد بناء المجتمع.
ومما لا شك فيه أن الأنشطة الطلابية تجعل من البيئة المدرسية والتعليمية مجتمعاً متكاملاً يُدرب النشء والطلاب في مختلف مراحلهم التعليمية على حياة المجتمعات بألوانها وأنواعها وخبراتها وتجاربها ويبث فيهم روح الجماعة.
وبالرغم من اهتمام وزارة التعليم ومكاتب قطاع التعليم في النشاط المدرسي داخل المؤسسات العامة والخاصة، إلا أن بعض المؤسسات لا تكترث كثيراً بدور النشاط وأهميته وتأثيره على الطالب.
ورصدت وكالة الأنباء الليبية “وال” – آراء بعض المختصين والطلاب وأولياء الأمور حول دور النشاط الطلابي وأهميته ومكامن القوة فيه.
والبداية يؤكد مدير إدارة النشاط المدرسي في المرج حسن الناظوري، على أهمية النشاط الطلابي خاصة في هذه الظروف الحرجة والتي قد تؤثر بالسلب على نفسية الطالب وشخصيته وربما حتى تحصليه العلمي.
وتابع الناظوري : “الأنشطة تجعل البيئة المدرسية متفاعلة نشطة ومفيدة للطلاب، ومن خلال هذه الأنشطة نخرج بجيل صاعد خاصة إذا ما طبقت هذه الأنشطة بأساليب، وأهداف سليمة علمياً وعملياً وتطبيقياً، وكانت مبنية على اقتناع القائمين بهذه الأنشطة على أهمية هذه الأنشطة للطلاب، وفي استفادة الطالب منها وأسرته ومجتمعه”.
وأشار الناظوري إلى أنهم يتقيدون بالخطة السنوية، بالرغم من شح الإمكانيات وعدم دعم الجهات المختصة لهم إلا أنهم بعزائم المعلمين وبمجهوداتهم الذاتية، وبتعليمات مسؤول التعليم في المرج وإدارة النشاط يسيرون النشاط بالشكل المناسب”.
من جانبها، ترى رئيس وحدة الفنون التشكيلية في مكتب النشاط المدرسي المرج الفنانة التشكيلية علياء العلام إن النشاط المدرسي جزء لا يتجزأ من البرنامج العام للمدرسة، باعتباره يمس شخصية الطالب بشكل مباشر، حيث يستطيع الطالب من خلال ممارسة فعاليات النشاط التعبير عن انفعالاته وإشباع حاجاته، وتعديل سلوكياته وإتقان مهارات مختلفة يحتاجها في حياته.
وفي هذا المقام بينت العلام إن النشاط ليس مادة دراسية منفصلة عن المواد الدراسية الأخرى، يتخلل كل المواد الدراسية بل هو جزء مهم من المنهج المدرسي بمعناه الواسع، الذي يترادف فيه مفهوم المنهج والحياة المدرسية لتحقيق النمو الشامل والتربية المتوازنة.
وواصلت الفنانة التشكيلية علياء العلام – حديثها قائلة : “لذلك فقد بادرت كمسؤول في تأسيس فريق للفنون التشكيلية يضم 100 طالب وطالبة من المؤسسات العامة، والخاصة يلتقون في مرسم واحد داخل مدرسة خديجة الكبرى العامة، ويتشاركون في الأعمال الفنية”.
وأوضحت العلام أن فريق “صناع الحياة”، قد ساهم في تجلى الإبداع لدى الطلاب وتعزيز الانتماء للوطن.
من جهة أخرى، عبرت طالبة في الصف الثاني إعدادي وإحدى منتسبات فريق “صناع الحياة ” شهد عياد بكلماتها البسيطة عن حبها لحصص النشاط والرياضة، وكيف أنها تستمتع باللعب والقيام بمختلف الأنشطة التي تكسبها النشاط وتتيح لها اللعب، شاكرة معلم النشاط “ناصر الدرسي” الذي ساعدها في صنع المجسمات.
وبينت شهد عياد أنها تحب حصص النشاط، لأنها تقوم بصنع مختلف الأشياء التي تفاجئ والديها وأخواتها بها، فكانت سعادتها غامرة حين تمكنت من صنع مجسم على شكل “بطة ” وقد شاركت بهذا المجسم في معرض خاص بالفنون بإشراف وتنظيم بيت المرج الثقافي قائلة : “كانت سعادتي لا توصف وأنا أقف بجوار المجسم وأشرح للزائرين كيف صنعته”.
والتقت الوكالة بأم شهد عياد الأستاذة إيمان حسن علي – التي سردت باستفاضة قصة اكتشاف الطفلة من قبل وحدة الفنون التشكيلية – وتقول ” لم نكن نعلم أنا وزوجي بموهبة الطفلة، وقد تفاجئنا بمسؤول النشاط الذي أثنى على موهبة شهد، ونصحنا بتطوير مهاراتها ومنذ ذلك الوقت، ونحنا نتابع بفخر ما تصنعه، كما أن المستوى التحصيل أرتفع بالإيجاب وتعلقت بالمدرسة كثيراً، وهو ما شجعنا لمتابعة أعمالها وتشجيعها على صقل موهبتها” .
وتقول والدة الطالبة وفاء المسماري الدكتورة زينب السعيطي “إذا وجد النشاط الحقيقي سنخرج بطالب إبداعه حقيقي، وأننا نكون بذلك قد تفهمنا ميول ورغبات وقدرات الطالب .
وتضيف الدكتورة زينب السعيطي أنها قد دعمت أبنتها “وفاء المسماري” من مواليد 2000 م، حيث ساهمت المسماري في العديد من المناشط المدرسية في مراحل نشأتها، وها هي اليوم تبرز في المحافل المحلية، والدولية عبر مشاركتها في فنون التصميم والأزياء، وذلك بفضل أعمالها التي لألقت استحسان معلمو النشاط آنذاك.
من جانبها، ترى وفاء المسماري ” الطالبة في الصف الثاني ثانوي “مصممة أزياء” أنها اكتسبت عدة مهارات رفقة زميلاتها، وتعرفت على أشياء لم تتوقع يوماً أن تقوم بها، كما أكسبتها الخبرات وحب العمل والمشاركة والمبادرة والتعاون بينها وبين زميلاتها, بالإضافة إلى جانب التسلية الذي يفضله الجميع .
ونوهت وفاء المسماري إلى أن النشاط لا يكتمل إلا بوجود أخصائي اجتماعي، فهو بمثابة “الإنزيم المحفز”، ووصفت تجربتها بالناجحة، واليوم تحصد وفاء نجاحها عبر مشاركاتها الخارجية.
“مدرسة بدون نشاط .. لا حياة فيها”، بهذا القول أستهل مسؤول النشاط في مدرسة عمر بن الخطاب – بالأبيار زكرياء العقوري، فترة ما بعد الظهر حديثه، وكشف عن البرنامج العام للمدرسة قائلاً : “اعتاد الطلاب على الوقوف للنشيد الوطني، والاستماع للفقرات المتنوعة التي يلقيها الأطفال بشكل عفوي، وكذلك تنظم الوحدة بشكل يومي لأعمال مسرحية، ولوحات فنية راقصة للطلاب بشكل يومي، ليتمكن المبدعين من عرض أعمالهم وصقل موهبتهم، وليتسنى للآخرين المشاهدة والمرح، وتشجيع أقرناهم قبل دخول الحصص، فضلا عن باقي المناشط الرياضية والثقافية.
وتضيف مدير مدرسة عمر بن الخطاب في مدينة الأبيار الأستاذة سالمين بوميار قائلة : “للأنشطة المدرسية أثراً في تحقق الأهداف التربوية والتعليمية داخل وخارج المدرسة, وللأنشطة المدرسية أثر تشخيصي وعلاجي.
وتابعت الأستاذة سالمين بوميار “للأنشطة المدرسية دور في اكتشاف مواهب الطلاب، وإبداعاتهم، وهواياتهم، وقدراتهم المتميزة وتنميتها”، ولذلك فقد خاضت المدرسة تجربة فريدة من نوعها، وهي تدشين المعامل المدرسية للمواد المقررة داخل المؤسسة العامة، بحيث يكون لكل مادة معمل خاص، وذلك بفضل تبرعات المخلصين وأولياء الأمور، وهو ما حقق ناجحاً باهراً في المؤسسة عامة، وبها تمكن الطالب من التعلم عبر النشاط، وكسر حاجز الخوف الذي يعتبر أمر طبيعي في مراحل الطفولة.
وختمت الأستاذة سالمين بوميار حديثها قائلة : “أنصح الجميع بتحفيز الطلاب للنشاط، ونتمنى أن تزين المدارس بأعمال الطلاب. (وال – المرج) أ ف / أ د/ ر ت