بنغازي 01 يناير 2018(وال)- للمواد الإعلامية في عصر التقنيات الحديثة وانتشار القنوات الفضائية، والإنترنت التي صارت تستخدم الوسائط المتعددة دور هام وأثر كبير على المجتمعات العصرية.
هذه الوسائل الإعلامية التي تحيط بنا من كل جانب كالهواء الذي نتنفسه ما الذي تقدمه لنا ولمجتمعنا خاصة النشء الصغير الذي نشأ في عصر هذه التقنيات التي تنشر المعلومات في قوالب إعلامية كثيرة من بينها المشاهد المصورة التي تجمع بين الكلمة والصورة واللون والموسيقى والإشارة.
لاشك أن لها أثرها المهم في حياتنا اليوم وأنصب العلم الحديث على البحث في كيفية توظيفها التوظيف الأمثل الذي يعود بالنفع.
ومن أهم ما تقدمه هذه الوسائل الإعلامية هي المواد الفيلمية التي صار متاح لنا مشاهدتها عبر الانترنت والتلفزيون وأقراص السي دي التي يقبل عليها الجميع خاصة الأطفال، في هذا الحوار نلتقي فنان ليبي أجاد التعامل مع تقنيات العصر وقدم أفلام وأغاني وأهازيج لاقت رواجا عبر وسائل الوسائط المتعددة ووصلت لعدد كبير من الجمهور لحسن اختيارها للموضوعات والقضايا التي تهم الناس.
أجرت وكالة الأنباء الليبية لقاء مع مدير المركز الإعلامي للطفولة الدولي ببنغازي، ومخرج لبرامج الأطفال، ومدير سابق لقناة ليبيا المراحل، إنه الفنان الليبي صالح الزروق، منتج ومخرج فلم ” الرصاصة” ومعد ومنتج لكثير من المواد الإعلامية الناجحة.
الذي حدثنا عن إنتاجه وإخراجه لفلم الرصاصة الذي لاقى تفاعل قوي من قبل الناس واسهم في تحريك الآراء حول قضية انتشار الرصاص العشوائي.
وبدأ الزروق حديثه عن كيفية اختياره لموضوعات مواده الإعلامية فقال:
إن أي عمل أقدم عليه لابد أن يكون نابع من مشكلة محاولاً أن أضع حل لها والتنبيه عنها، ولفت الأنظار إليها وتشكيل رأي عام حولها.
وعن فلم الرصاصة قال الزروق إنه بعد ملاحظتي لتفشي مشكلة انتشار ظاهرة إطلاق الرصاص العشوائي وخاصة في المناسبات الاجتماعية، ولما لها من آثار وخيمة من ناحية التلوث البيئي، وزهق الأرواح البريئة، وإتلاف الممتلكات، وأيضا الإخلال بالأمن فقررت بلزوم إيجاد حل لهذه الظاهرة من خلال إنتاج أول فلم.
فجاءت فكرة الفلم عن قصة حقيقية وقعت في مجتمعنا للطفل “محمد اشعيب القطعاني”
الطفل محمد كان يلعب ويلهو مع أخته أمام المنزل وتزامن وجودة أمام البيت مع مرور موكب لمناسبة اجتماعية “عرس” مشهد مؤسف لإطلاق الرصاص العشوائي بمختلف أنواع الأسلحة.. أصابت رصاصة طائشة الطفل البريء” محمد” وقتلته.
والكارثة الأكبر إن الذين أطلقوا النار عدة أشخاص فلم يُعرف صاحب الرصاصة القاتلة.
القصة من الواقع وقدمت بشكل ناجح لهذا وصلت للناس بشكل جيد جدا .
وعن منتج الفلم قال: الزروق أن جمعية فتاة ليبيا طبرق هي من تولت دعم إنتاج الفلم، وتم تصويره في منطقة القوارشة بمدينة بنغازي.
وصادف يوم التصوير وجود قذيفة مدفونة تحت الأرض وقد بلغنا عنها، وتم التعامل معها فكانت الظروف كلها وكأنها مسيرة وتتجه للتنبيه عن هذه الظاهرة- إطلاق الرصاص العشوائي ومخلفات الحرب- ولذا تحققت ظروف وبيئة مناسبة لتصوير الفلم.
وتابع الزروق موضحا إن فلم الرصاصة تحدث عن هذه الظاهرة، وشارك فيه أطفال من مدينة بنغازي، وجسد هذا المشكلة التي نعاني منها.
وعن الجهات التي تبنت إنتاج فيلم الرصاصة، ذكر الزروق منظمات عدة منها المركز الدولي للتنمية المحلية والحوكمة الرشيدة، والمكتب الإقليمي لشمال إفريقيا والشرق الأوسط، ووكالة التعاون الدولي، وجمعيات البلديات الهولندية، قائلاً إنها دعمت الفلم عن طريق جمعية فتاة ليبيا طبرق، وتم تنفيذ فلم الرصاصة من المركز الإعلامي للطفولة بمدينة بنغازي.
وعن استجابة الناس للفلم والتفاعل معه قال: الزروق إنه في يوم الاحتفال بعرض الفلم 80%من الذين شاهدوا الفلم تأثروا كثيرا لدرجة البكاء دليلا على قوة تأثيره في الجمهور.
وواصل الزروق متحدثا عن أجواء عرض فلم الرصاصة وقال أيضا قمنا بتخصيص فقرة موجهه لقاتل الطفل، القاتل المجهول الذي قد يكون متواجد في صالة العرض بين الحضور أثناء عرضنا فلم الرصاصة، وربما ليس لديه علم بما اقترفت يداه من جريمة بسبب طيش وجهل وعادات سيئة سلبية قاتلة .
وذكر الزروق أن الاحتفال بعرض الفلم حضره شخصيات عدة من بلدية طبرق، وعدد من أعضاء مجلس النواب، وعدد كبير من منظمات المجتمع المدني، ومشايخ وأعيان المدينة.
وكشف الزروق عن أنه وبعد عرض هذا الفلم مباشرة كنت قد تلقيت دعوة للحضور لمدينة طبرق، وتم تكريمي لما قدمته لأسرة هذا الطفل ،وعلى إنتاجي هذا الفلم الذي وصلت مشاهداته إلى 200 ألف مشاهدة عبر الانترنت.
ويرى الزروق أن السوشيال ميديا حاليا أصبحت مؤثرة جدا قد تلقي عدة محاضرات حول موضوع ما، ولكن لا تؤثر كما سيفعل فلم مدته فقط ثلاث دقائق إنه إبهار الصورة والصوت لأن الشباب والأطفال يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي بشكل يومي وكبير جداً.
وعن مشاريعه القادمة كشف الزروق عن أنه والأستاذ حمزة بوالفراج يستعدون لإنتاج فلم جديد بعنوان (لغم) تدور أحداثه حول أضرار الألغام والمفخخات، ويقول أن الأطفال هم الحلقة الأشد ضعفا والأكثر تعرضا لهذه الألغام والمفخخات والأجسام المشبوهة، لذا فهم المستهدفين من أعمالنا.
ويتابع المخرج صالح الزروق أيضاً بدأت الآن، وبالتعاون مع الأستاذ حمزة بوالفراج، في الإعداد لإنتاج فلم سينمائي سيتم تصويره وسط البلاد في مدينة بنغازي، يتناول مشكلة انتشار الألغام، وأضاف لدينا فلم آخر يتكلم عن الوهم وتعاطي المخدرات ويقدم النصح والإرشاد للشباب صغار السن بطريقة مؤثرة حديثة.
وأوضح صالح أنه وبالنسبة للممثلين بهذا الفلم الذي يحمل اسم (الوهم) والذي سيكتبه الأستاذ حمزه بوالفراج، سيكون معنا ممثلين من مدينة طرابلس ومدن أخرى من ليبيا.
وعن اختياره الممثلين قال أنه يتم بحسب الحاجة ثم إن تركيزنا الكبير علي فئة الشباب، ولدينا القدرة على التدريب السريع فيتم تدريبهم خلال أيام معدودة على الأداء والحركات وفن التعاطي مع الكاميرا” الصورة” كالإيماءات ولغة الجسد وتقنيات التواصل التي من خلالها يمكن إخراج تعبيرات معينة خاصة للفلم لإيصال الرسالة بلا كلمات منطوقة؛ ونحن لا نركز على فنان معين، ونتيح الفرص للجميع خاصة من الجيل الجديد.
وعن تعاونهم مع طلبة كلية الإعلام قال المخرج صالح الزروق:
لنا الشرف التعامل مع طلاب كلية الإعلام جامعة بنغازي لأنه بالتأكيد لديهم قدرات كبيرة وطاقات شابه، ونتمنى أن نتعاون ونتواصل معهم، جميعا نستطيع تكوين حلقة رائعة بوجود الجانب العملي لدينا وهم – طلبة الإعلام – بإتقانهم للجانب النظري فنحن نكمل بعضنا البعض.
وعن الدعم قال إن جهدهم شخصي ولا دعم حكومي يأتيهم، ولا دور لهيأة الإعلام والثقافة والمجتمع المدني.
وقال: حتى إذن المزاولة يصعب الحصول عليه، ولنا شهرين نسعى للحصول على إذن مزاولة من الهيأة، ناهيك عن دعم مثل إمدادنا بمعدات وكاميرات.
للأسف لا دعم منهم فكل ما يأتينا ونحصل عليه يصلنا من بعض الخيرين ممن يهمهم هذا الجانب، وبعض المنظمات المتعاونة مع الحكومة المؤقتة، والتي تدعم عن طريق البلديات، وأيضاً هناك منظمة اليونيسف يوجد تعاون الآن معها حيث خصصت المنظمة 6 مليون دولار للنشاطات التي تُعنى بالأطفال في ليبيا ومن الممكن أن نتواصل معهم ونحقق تعاون ودعم في المستقبل .
ويقول المخرج صالح الزروق أنه لاحظ في أغلب مناطق ليبيا وجود مواهب شبابية ولديهم القدرة في المونتاج، والتصوير، ولكن ماينقصهم بعد تصويرهم لفلم هو أين سيعرض الفلم..؟ ليس لدينا دار عرض سينمائية هذه مشكلة كبيرة.
وعن مشاريعه في هذا المجال قال قمنا بإنشاء المركز الإعلامي للطفولة، وهو الأول من نوعه في ليبيا، ولدينا فرع له في طبرق وتديره الأستاذة إقبال عبدالعاطي، وقريبا سيتم افتتاح فرع في طرابلس.
وبين أن هذا المركز يقدم خدمات للطفل في مجال الإعلام سواء أكانت مجلات خاصة بالطفل أو مواقع الكترونية خاصة بهم، وأفلام وأغاني وبرامج، و تدريب للأطفال.
وعن أعمار الأطفال التي يستهدفها المركز قال: يستقبل المركز الأطفال من سن الـ 5 سنوات إلى 6 سنوات وذكر مثال إنتاجهم لأغنية ” آه آه يا روضة” التي قدمها وتم تصويرها الفترة الماضية، وقد شارك بها حتى أطفال بعمر الـ 4 سنوات ويستقبل المركز إلى 18 سنة.
وعن سير العمل في المركز ومن يتولى العمل به قال صالح الزروق إن العمل في المركز يتم تحت إشراف كوادر متخصصة مثال على ذلك الدكتورة فوزية قناوي الحاصلة على دكتوراه في علم الاجتماع والإعلام، ووظيفتها مدربة بالمركز، وأيضا أختها الدكتورة منى قناوي، أي أن كل الطاقم الذي يعمل بالمركز من المحترفين والمتخصصين في التعامل مع الطفل وكيفية تدريبه.
وتابع مبينا مشاريع وعمل المركز لقد بدأنا ولله الحمد في دورة تدريبية للإعلامي الصغير بمدينة بنغازي بالتعاون مع مركز سلام، شارك بها 20 طفل، والآن الأطفال الذين تدربوا معنا انطلقوا بقوة وقد رأيناهم في عدة برامج إعلامية، ويقودون ويقدمون أيضا الاحتفالات ويقدمونها بلغة إعلامية، ولغة عربية صحيحة، ومثال على ذلك أغنية ” جدي يطبل ع الطبيلة” التي هي من كلماتي والحاني وحققت حتى الآن 65 ألف مشاهدة علي اليوتيوب، قدموها أطفالنا تمثيلاً عن الطفل الليبي لتبيانها للعالم بشكل ممتاز جديد.
وقدمنا غيرها من الأغاني التي تمثل تراثنا وتقاليدنا كأغنية العرس الليبي التي تتحدث عن العرس الليبي.
وعن أهداف المركز قال هي تدريب الأطفال على التعامل مع وسائل الإعلام كافة، وإنتاج البرامج الثقافية والتلفزيونية والبرامج بصفة عامة الأغاني والأناشيد وتدريبهم على التقديم الإذاعي سواء الراديو أو التلفزيون، وأنتجنا الآن عدة برامج تذاع في عدة قنوات كبرامج خاصة بطبخ الأطفال، ونجهز حاليا لأعمال كالكاميرا الخفية وغيرها والآن حوالي الـ 6 قنوات الليبية تبث في أعمال الأطفال من إنتاجنا بالرغم من اختلاف سياسات القنوات، ولكنهم اتفقوا على أن الطفل بعيد كل البعد عن التجاذبات السياسية وغيرها وأن الطفل هو مستقبل ليبيا القادم .
أخيرا ختم الفنان المخرج الليبي صالح الزروق اللقاء بشكره لوكالة الأنباء الليبية لاهتمامها ويرى أن لديها إدارة رشيدة لاهتمامهم بأدق التفاصيل التي غالبا قنوات وجهات تهملها، وبإذن الله العمل القادم لي سيكون للوكالة نصيب فيه تقديرا لجهود هذه المؤسسة الفاعلة.(وال- بنغازي) ف و / س ع/ ع م