بنغازي 05 فبراير 2018 (وال) – تابع التكتل المدني الديمقراطي بقلق وألم بالغ ما واجهه أهلنا من مدينة تاورغاء من تعنت بعض أطراف من مليشيات مصراتة، ورفضهم عودة الأهالي الذين كان قد أبرم اتفاق على عودتهم وحدد لها تاريخ الأول فبراير 2018 .
وبين التكتل في بيانه – الذي تحصلت وكالة الأنباء الليبية على نسخة منه – أن تهجير أهالي مدينة تاورغاء من مدينتهم بالقوة والغصب هو جريمة تهجير قسري تعد جريمة ضد الإنسانية، يعاقب عليها القانون الدولي وتدينها منظمات الأمم المتحدة الحقوقية، ومن ثم فإنها، إلى جانب العديد من الجرائم التي ارتكبت في مدن ومناطق مختلفة من البلاد، من دعم للإرهاب واعتداء على حياة المواطنين وممتلكاتهم ومصادر رزقهم، فسوف تظل باقية، ولن تسقط، حتى تتضح ملابساتها ويتم التعرف على المسؤولين عنها بشكل مباشر، ويصدر بحقهم القضاء ما يتناسب وحجم الجريمة من الجزاء.
وبين التكتل أن ترك هذه القضية رهن تعنت وادعاءات مجموعات متطرفة متشددة من مصراته، وربط حلها أو التعامل معها بإرادة هذه المجموعات، والسماح لها بإملاء شروط، تطلب الاستجابة لها قبل أن تسمع لأهالي تاورغاء بالرجوع إلى ديارهم، هو في ذاته خطأ جسيم، وخروج عن معايير العدالة والإنصاف، فليس من حق أحد أو جهة، غير الجهات القضائية ذات الشرعية حق النظر في أي جرائم أو انتهاكات يتهم أحد الأطراف بانتهاكها، وتقرير ما يستحق من الجزاء عليها.
وأوضح البيان أنه ليس من حق أحد من مصراته أن يدعي على أهل تاورغاء أو يتهمهم بارتكاب جرائم أو انتهاكات، ثم يقرر بشأنهم ما يراه من جزاء أو عقاب، دون أن تخضع تلك الاتهامات لما تتطلبه العدالة من إجراءات البحث والتقصي، لتبين طبيعة الجريمة وتحدد هوية المجرم الذي ارتكبها، ثم تقرر الجزاء الذي يستحقه.
وأشار إلى أن تعميم الاتهام والإدانة على جميع سكان تاورغاء، دون تمييز، بمن في ذلك الشيوخ والنساء والأطفال، هو أيضاً في ذاته ظلم فادح، وتنكر لمبدأ العدالة الذي نؤمن به في ديننا الإسلامي، الذي تقرره الآية الكريمة (ألا تزر وازرة وزر أخرى)، ومن هذا المنطلق فإننا نرفض تعميم الاتهام بارتكاب جريمة تهجير تاورغاء، على كل سكان مصراته وأهلنا فيها، ونقصر الاتهام على تلك العناصر أو المجموعات المتطرفة التي أثبتت الوقائع ارتكابها العديد من جرائم وانتهاكات حقوق الإنسان، بدءاً من إنشاء السجون غير الشرعية، وممارسة أبشع أساليب التعذيب فيها، ما أدى إلى ما يمكن تخيله من أسوأ العواقب، بلغت حد القتل والموت تحت التعذيب.
وناشد التكتل في بيانه كل أبناء الوطن أن يرفعوا صوتهم عالياً لنصرة هذه القضية الوطنية، والتعبير عن وقوفهم وقفة واحدة صامدة لدعم أهلنا في تاورغاء، وحشد كل الجهود لإنهاء هذه المأساة، وتمكينهم من عودة مشرفة لديارهم وبلادهم، فنحن نؤمن أن القضية ليست قضية أهلنا في تاورغاء وحدهم، ولكنها قضيتنا جميعا، نتطلع إلى بناء دولة العدل والحق، التي لا يظلم فيها أحد، ويجد فيها المظلوم من ينصره وينتزع له حقه من الظالم. (وال – بنغازي) ع م