فيفي 07 فبراير 2018 (وال) – أعلن في مدينة “فيفي” السويسرية يوم السبت الماضي، عن وفاة الصحفي الليبي الكبير فاضل أحمد المسعودي عن عمر يناهز 84 عاما بعد صراع شديد مع المرض .
سيرة نضال
ترك الصحفي فاضل المسعودي ليبيا مضطرا، حيث كان يشغل منصب رئيس تحرير صحيفة “الميدان” في ديسمبر سنة 1969، وذلك بعد مصادرة نظام القذافي للصحيفة، ليصدر بعد ذلك عليه الحكم بالإعدام غيابيا، وظل في منفاه، ولم يزر ليبيا حتى وافته المنية.
رحلة صحفية
لم يكن المسعودي فقط رئيسا لتحرير صحيفة الميدان ، بل تدرج للعمل في العديد من الصحف منها صحيفتي الليبي والرائد ، ومثيرا للعديد من القضايا في فترة الستينيات ، كما كان له دورا إتاحة في الفرصة للموافقة على إصدار صحف مهمة منها صحيفة الحرية والحقيقة .
الحصاد المر
يروي المهدي كاجيجي، عن رحلة المسعودي بعد مغادرته ليبيا إلى تونس، في مقال له بعنوان الحصاد المر:«بدأ فاضل المسعودى رحلته نحو المجهول، صودرت أملاكه، أدرجه النظام على القوائم المطلوب تصفيتهم جسديا، لم يترك أي منبر متاح إلا وقام بالتعريف بقضية شعب تم اختطافه من قبل عصابة جاهلة،استخدم كل وسائل النشر المتاحة لنقل حقيقة ما يجري فى ليبيا».
وتابع كاجيجي بالقول: «أصدر أول عمل إعلامي معارض للنظام وهو مجلة صوت ليبيا،وظّف كل الخلافات المتاحة بين النظام فى ليبيا ودول الجوار وغيرها في إتاحة الفرصة لمنح اللجوء السياسي لمواطنيه الهاربين من جماهيرية القهر وحل مشاكلهم فى الإقامة والحصول على جوزات سفر لهم ولأسرهم،شارك فى معظم التشكيلات لفصائل المعارضة الليبية خارج الوطن، كان مخزونا متحركا من المعلومات لما يجري فى الوطن».
لامساومة على الوطن
ويختم كاجيجي بالقول: قام بتأبين كل الرموز الوطنية التى رحلت عن دنيانا والتعريف بها وبدورها الوطنى،عاش كفافا ورفض كل المغريات التى قُدمت له ومن أشهرها قصة سمعتها من شاهد عيان: «فى نهاية السبعينيات أصيب النظام بحالة سُعار ضد معارضيه وبدأ فى التحضير لعمليات التصفية الجسدية التى بدأت فى أوائل الثمانينيات، كان على رأس جهاز المباحث وقتها شخصية وطنية هو العقيد محمد الغزالى رحمه الله، تربطه صلة مصاهرة مع فاضل المسعودي، عن طريق صديق لفاضل تم ترتيب لقاء في لندن، طلب العقيد الغزالى من الوسيط عدم معرفته المسبقة لمكان الاجتماع تحسبا للخيانة، في فندق وايت هاوس بمنطقة ريجنت بارك في لندن تم الاجتماع برعاية السلطات الأمنية البريطانية، قدم الغزالى عرض النظام، إعادة الأملاك المصادرة ودفع مبالغ تعويض بل وشراء وتحويل للخارج مقابل إيقاف مجلة صوت ليبيا عن الصدور، قال المسعودى للحاج الغزالى: أخبرهم يا سيدي أن ما بيننا هو وطن اسمه ليبيا لا مساومة عليه وانتهى الاجتماع . (وال – فيفي) س خ/ ع م