القاهرة 13 فبراير 2018(وال)- صرح فخامة رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح،أن تركيا وراء ما يحدث في ليبيا من عمليات إرهابية، وخاصة عقب توقيف باخرة محملة بـ 29 حاوية في اليونان قادمة من تركيا محملة بالمتفجرات في طريقها إلى مدينة مصراتة .
وقال فخامة رئيس مجلس النواب الليبي – في تصريحات أدلى بها لوكالة الأنباء الروسية “سبوتنيك” – إن “الجماعات الإرهابية في ليبيا عقب فشلها في مقاومة الجيش الليبي في محاور القتال، التجأت إلى الأعمال الخسيسة كعادتها بدعم من بعض الدول بينها تركيا، وهذا دليل على أن الإسلام بريء من هذه النماذج التي تضرب المساجد، فالإسلام دين السلام” .
وأضاف فخامته أن “ليبيا تشهد هذه الفترة تسارعا كبيرا في الأحداث السياسية والعسكرية،من تجهيزات لإجراء انتخابات رئاسية،وبرلمانية، واستفتاء على الدستور الليبي الجديد، بالإضافة إلى العمليات الإرهابية التي تطال المدن اللبيبة،وحرب القوات المسلحة الليبية على الإرهاب” .
وأشار فخامته إلى أن “القبضة الأمنية ستكون محكمة داخل جميع المدن الليبية، وما حدث من تفجير للمساجد كان نوعا من التقصير، فلم يكن أحد يتوقع أن تطال العمليات الإرهابية المساجد، ولكن الآن ستقوم قوات الأمن والجيش بمهامها في هذا الأمر،وتم إعطاء المسؤولين عن الأمن تعليمات بالقيام بواجباتهم” .
وأوضح فخامته بشأن ما إذا كانت العمليات الإرهابية في بنغازي انتقاما لعمليات الجيش في مدينة درنة قائلا إن “كل شيء وارد” فيمكن أن تكون هناك محاولات لتعطيل الجيش أو إلهائه، وخلق بلبلة في المجتمع الليبي” .
وأكد فخامته أن “قضية درنة محسومة، ونحن في كل لحظة نتوقع أن تنتهي المدينة وتطرد هذه المجموعات، فهي موقعها الإستراتيجي محدد، وتحاصرها قوات الجيش التي تستطيع أن تطرد الجماعات الإرهابية منها في أي لحظة، ولكن هناك حرص على حياة المدنيين، لأن الإرهابيين في الداخل لديهم أسلحة ثقيلة للأسف، وبالتالي يمكن أن يحدث ضرر من اشتباك الجيش معهم” .
وتابع فخامة رئيس مجلس النواب “بمجرد طرد الجماعات الإرهابية من درنة خلال أيام قليلة، ستكون هذه هي آخر معاقل الإرهابيين في الشرق”مشيرا إلى وجود قيادات مصرية وسودانية وجزائرية وتونسية من تنظيم القاعدة في صفوف الإرهابيين في مدينة درنة.
انتصار بنغازي
وقال فخامة رئيس مجلس النواب الليبي إن “ما تم في بنغازي كان إنجازا كبيرا، فهي كانت محتلة من الجماعات الإرهابية،وشوارعها ضيقة متكدسة بالسكان،لذلك كما قلت فإن الخلايا النائمة للجماعات الإرهابية هي التي تثير الأزمات الأمنية،ولكن المجتمع الليبي متماسك وسيتمكن من هزيمة هذه الجماعات” .
واتهم فخامته المجتمع الدولي بعرقلة تسليح الجيش الليبي، عبر غلق الباب أمام استيراد المعدات والأسلحة للقوات الجيش والشرطة متسائلا .. “هل تتصور أن العالم لم يعطنا هذه الأشياء،حتى من يعطون يكون ذلك على استحياء ..؟!” .
تطورات السياسية
وقال فخامة رئيس مجلس النواب إن “هيأة وضع الدستور أحالت مشروع الدستور إلى مجلس النواب، حتى يصدر قانون الاستفتاء، ولكن تم الطعن في هذه الإحالة من الناحية القانونية، وحتى الآن لم تقل المحكمة كلمتها بشأن هذا الطعن، ومن المحتمل أن يكون ذلك يوم 14 فبراير الجاري” .
وتابع فخامته “أما قانون الاستفتاء فقد درسه مجلس النواب، وسيصدر خلال الأيام القادمة قانون الاستفتاء على الدستور، وعندما يُحال الدستور لمجلس النواب، سيعطي المجلس الأذن لهيأة الانتخابات لإعلان الاستفتاء على الدستور، والقانون نفسه سيتم خلال الأسبوعين القادمين” .
وأوضح فخامته أنه “فيما يتعلق بانتخاب الرئيس وأعضاء مجلس النواب، فسوف يكون ذلك وفقا لما سيقوله الدستور الذي سيتم الاستفتاء عليه، لضمان ألا يكون هناك طعن على الانتخابات فيما بعد” .
وبشأن تصريحات مبعوث الأممي لدى ليبيا غسان سلامة بعدم تسليح الجيش رعم احتياجات الجيش والشرطة للتسليح قال فخامته “للأسف الشديد هناك مؤامرة على ليبيا، وللأسف انطلت في الحقيقة على بعض العرب، ليعتقدوا أن الشعب الليبي عبارة عن ميليشيات مسلحة، ولكن الحقيقة أن لدينا جيش منظم تحت قيادة عسكرية مكلفة من مجلس النواب، وهناك ضباط خريجي الأكاديمية العسكرية، وعددهم 4 دفعات، وأيضا تم تخريج قريبا 500 جندي” .
وأضاف فخامة رئيس مجلس النواب بأن “ما يشاع عن كون الليبيين ميليشيات الهدف منه حرمان ليبيا من التسليح،ولكنك ترى الجيش والشعب لا يحاربون إلا الإرهاب،وليس بعضهم البعض، وهذا يعني سوء فهم وقد يكون متعمدا” .
الانتخابات
وقال فخامة رئيس مجلس النواب إنه “تم انتخاب الدكتور محمد الشكري محافظا لمصرف ليبيا المركزي، ومع ذلك لم يتمكن من ممارسة عمله حتى الآن، وهذا يثبت التدخل الأجنبي في الشأن الليبي، والمحافظ القديم مدته القانونية انتهت، والمحكمة حكمت بعدم شرعية وجوده، وأنه منتحل صفة المحافظ، ومجلس الدولة طبقاً للاتفاق السياسي لن يُشكل إلا بعد التعديل” .
وتابع فخامة رئيس المجلس النواب ” إن الشخص الذي تم اختياره هو شخص معروف وله خلفية علمية، وبالتالي لا يوجد مبرر لرفضه، والدليل أن السيد الكبير يقصد إثارة المشاكل وإرباك المشهد في ليبيا، هو أنه منذ اختيار الشكري وأدائه اليمين، استقرت العملة مقابل الدولار، وانخفض الدولار 50 إلى 60 %” .
وأكد فخامته أن “مجلس النواب يقوم بدوره، من خلال إقرار ومناقشة الدستور وتكليف المختصين بطرحه، ثم إجراء الانتخابات في ضوئه، ولكن الحقيقة أن من يقول مثل هذه التصريحات هو من لا يريد أن تحل الأزمة الليبية، أو التوصل إلى تسوية، لأن الليبيين يدركون أن الطريق الوحيد للحل هو الانتخابات، بدليل تسجيل أعداد كبيرة جداً من الناخبين” .
الوضع الاقتصادي
وأضاف فخامته “أنا أعتقد أن المحافظ الجديد سيتمكن من تسلم عمله، والاقتصاد الليبي قوي، فإذا استقرت الأمور يصبح أفضل، فالاقتصاد الليبي يعتمد بشكل كبير على النفط، والنفط الليبي تجاوز الآن مليون برميل يومياً، وبالتالي فإن ليبيا لا تحتاج إلا إلى الأمن، وفي خلال 6 أشهر ستصبح ليبيا كما كانت وأفضل” .
وتطرق فخامته إلى مؤتمر إعادة أعمار بنغازي المزمع عقده في شهر مارس المقبل في بنغازي، وتشكيل لجان للإشراف عليه، داعياً في الوقت ذاته الجارة مصر بالذات لحضور هذا المؤتمر، خاصة وأن المنطقة الشرقية أصبحت آمنة، فليبيا بحاجة للعمالة المصرية في هذه الظروف، وبحاجة للسلطات المصرية للتخفيف القيود على دخول العمالة، فليبيا بحاجة للعامل المصري وكذلك العامل المصري بحاجة لليبيا، فليبيا بحاجة لتسهيل الأمور من السلطات المصرية .
وأكد فخامة رئيس المجلس النواب الليبي على أن “مصر ستشارك في مؤتمر إعادة أعمار بنغازي، مشيراً في الوقت ذاته إلى كفاءة الشركات المصرية وخبرتها وقدراتها، وخصوصاً في مجال النفط فتقوم بأعمال الصيانة، ونحن وجهنا مؤسسات النفط أن تعطي الشركات المصرية دوراً كبيراً حتى من باب رد الجميل، ويفترض أن نعطي لمصر الأولوية ونحن نرحب بجميع دول العالم، وبالذات الدول التي وقفت معنا” .
علاقات روسية ليبية
وعن رؤيته للعلاقات الروسية الليبية، أوضح فخامة رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح أن “العلاقات بين روسيا وليبيا متميزة وجيدة جداً، فروسيا دعمتنا في مجلس الأمن، ودعمت شرعية مجلس النواب ورفضت التعدي عليه، ورفضت الاعتراف بحكومة لم تحصل على ثقة مجلس النواب بشكل رسمي، ودعمت القوات المسلحة العربية الليبية بالخبرة ولوجستياً ” .
وتابع فخامته “نحن مع أي تدخل من جانب الأصدقاء، طالما أن هذا التدخل يحقق مصلحة الشعب الليبي، لكن دون أملاءات، فنحن مع أي جهة تساعد الليبيين ونرحب بأي كان، وطالبنا مراراً جامعة العربية بالتدخل في الشأن الليبي” .
تورط تركيا في ليبيا
وأكد فخامته أنه “هناك دور وخاصة في إدانة التدخل التركي في الشأن الليبي والشأن المصري، وتم بالفعل مناقشة هذه الأمور في أعمال المؤتمر الثالث للبرلمان العربي، ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية، وتم الموافقة عليها من الجميع، باستثناء دولتين معروفتين بالطبع هما قطر والسودان، ولكن صدر البيان بإدانة التدخل التركي في ليبيا وفي مصر” .
وبشأن إمكانية ترشحه لمنصب رئاسة الدولة، قال فخامة رئيس مجلس النواب “حتى الآن لم أقرر أي شيء في هذا الشأن” .
وأضاف فخامته “نحن كمجلس نواب أصدرنا قانون العفو العام، وألغينا قانون العزل السياسي، وبالتالي أي مواطن ليبي لا توجد عليه قيود قضائية يمكنه الترشيح، وأما فيما يتعلق بمسألة تمتعه بشعبية أو غيرها، فهذا يحسمها صندوق الانتخابات” .
إرباك المشهد
وقال فخامة رئيس مجلس النواب “إن الجدل الذي أربك المشهد هو تدخل كل من المبعوث السابق مارتن كوبلر”، و “واينر” مندوب أمريكا، بمساعدة من سفير مصر محمد أبو بكر، بشأن كيف وممن يتشكل المجلس الرئاسي، وكان المفترض أن تطرح الأسماء ثم يختار الشعب، ولكن الاجتماع في الصخيرات والاختيار وتسمية أسماء تم فرضها على الشعب، وكان فاشلاً لذلك هذا الشخص اختير لمهمة معينة، فهل يعقل أن يكون رئيس الدولة جالساً كل يوم أمام رئيس مجلس النواب حتى يسأله” .
وتابع فخامته “كانت مطالبنا كالآتي : دون أي معارضة للمجلس الرئاسي، وأن يكون المجلس الرئاسي مكون من 3 أشخاص عن الـ 3 أقاليم برقة وطرابلس وفزان، وأن يفصل رئيس الدولة عن رئيس الوزراء، وكذلك تسمية بقايا المؤتمر الوطني المنحاز للسابق لمجلس الدولة كلهم ليبيين، وكلهم مجلس دولة، وهذه كانت مطالبنا” .
وتابع فخامته : “اقتنع المجتمع الدولي وبارك هذا الاتجاه، ولكن لازال جماعة الإخوان المسلمين الذين لم يتمكنوا من السلطة في ليبيا، يماطلون في هذه العملية بحجة مجلس الدولة، ليتمكنوا من جديد من مفاصل الدولة، لكي لا تمر الانتخابات، فيريدون إعاقة هذا المسار لعلهم يتمكنوا من مفاصل الدولة ” .
وأشار فخامته إلى أن “تمديد العقوبات على ليبيا من قبل الرئيس الأمريكي لن يكون له تأثير، فالشعب الليبي قليل العدد، والإمكانيات لدينا كبيرة جداً، وتم تطبيق هذه العقوبات حتى أيام القذافي ولم نتأثر، ولكن مع تغير الحكم في أمريكا من الديمقراطيين إلى الجمهوريين، وكنا نتوقع أن يكونوا أكثر مرونة وأكثر فهماً لما يجري في ليبيا، وأعتقد أنهم الآن انتبهوا بعد فشل المجلس الرئاسي والمطالب بتعديل الاتفاق السياسي” .
وأوضح فخامته ” لقد نصحت السيد غسان سلامة ألا يتكرر موقف سلفه كوبلر، وقلت له لا تستمعوا يوم وتبتعدوا شهرين أو ثلاثة، أرجو أن تستمعوا باستمرار لأن القضية عاجلة ومهمة، ولكن للأسف بدأت تتكرر العملية” .
وأكد فخامته على أن “مجلس الدولة غير الدستوري، وليس لديه الشرعية ولكن لديه الأسم، هو يعطل فقط حتى تمر مرحلة معينة ويتمكنوا من الحصول على مراكز معينة في الدولة، والغريبة أنهم يقولون أطراف الخصومة، رغم أن مجلس الدولة لم يكن خصماً، فالخصومة كانت مع المؤتمر الوطني المنحل الذي عارض انتقال السلطة” .
وقال فخامته ” إن السراج نفسه كان من مخرجات الاتفاق وليس طرفاً في الخصومة، فهو شخص قدم كرئيس وزراء لم يحصل على الثقة، فكان عليه أن يرتاح ويأتي غيره، ولكنهم جعلوا أطراف الخلاف كثيرة، لكي تتسع الأزمة ويكون حلها صعباً، لكن الآن اللجان مستمرة، والتقيت مؤخراً برئيس لجنة الحوار المنبثق عن مجلس النواب، وسيجتمع الأسبوع المقبل وأعتقد أنه سيكون هناك بث في مسألة المجلس الرئاسي” .
وفي تعليق عن تعيين بريطانيا سفيرا جديدا لدى ليبيا خلفا لبيتر مليت قال فخامته “إن فرانك بيكر السفير الجديد لبريطانيا في ليبيا من خلال سيرته الذاتية، يتضح بأنه مخضرم، وأتمنى أن يكون أفضل من سلفه السيد مليت، فالإنجليز بالذات يفهمون الشأن الليبي بشكل جيد جداً خاصة شرق ليبيا، ونعرف أن السفير الجديد استفاد على الأقل من المرحلة السابقة” . (وال- القاهرة) هــ ع / س ع/ ر ت