بنغازي 13 فبراير 2018(وال)- يحتفل العالم في 13 فبراير من كل عام باليوم العالمي للإذاعة أو يوم الإذاعة العالمي، هو يوم عالمي، ويتم بهذه المناسبة الاحتفاء بالدور الهام الذي تقدمه هذه الوسيلة المسموعة في يوم 13 فبراير من كل عام، والتي جاء اختيار هذا التاريخ تزامُنا مع ذكرى إِطلاق إِذاعة الأمم المتحدة عام 1946 م .
وجاءت فكرة الاحتفال بهذا اليوم من قبل الأكاديمية الإسبانية لِلإذاعة،وجرى تقديمها رسميا من قبل الوفد الدائم الإِسباني لدى اليونسكو في الدورة الـ 187 للمجلس التنفيذي في شهر سبتمبر عام 2011 م، وأقرته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” في الثالث من نوفمبر 2011 م في دورتها السادسة والثلاثين المنعقدة بتارِيخ 13 فبراير بوصفه اليوم العالمي للإذاعة .
وتم إقرار اليوم العالمي للإذاعة في شهر ديسمبر من عام 2012 م من قبل الجمعية العامة للأمم المتحِدة،فأصبح بذلك يوما تحتفي به جميع وكالات الأمم المتحِدة، وصناديقها ، وبرامجها، وشركاؤها، ودعمت شتى الوِكالات الإذاعية هذه المبادرة، وتمنت الجمعية العامة للأمم المتحِدة،وأن تقدم المحطات ذات الإمكانيات والخبرة،الدعم اللازِم للمحطات النامية،في جميع أنحاء العالم.
وفي ليبيا تأسست الإذاعة الليبية عام 1957 م وانطلق بثها في يوم 15 يوليو من ذات العام .
ويقول المؤرخ سالم الكبتي نقلا عن بعض المصادر أْعلن صوت مذيعيها .. هنا إذاعة المملكة الليبية المتحدة،أو هنا دار الإذاعة الليبية، وصارت مصلحة تابعة لوزارة المواصلات قبل أن تنتقل إلى وزارة الأنباء والإرشاد عام 1960 وكان وراء ذلك التأسيس والانطلاق الكثير من الجهود المخلصة لكي ينطلق هذا الصوت الوطني إلى الناس.
وفي أعوام الإدارة البريطانية في برقه وطرابلس،كان ثمة إذاعة تتبع الجيش البريطاني تبث من معسكراتها لجنودها وترفه عنهم،وتنقل لهم الأخبار والقطع الموسيقية ولا شأن في الغالب للأمر المحلي في هذه البرامج .
وقُبيل الاستقلال عام 1951 انطلقت إذاعة بنغازي المحلية بإشراف تلك الإدارة،وبدأ البث بربع ساعة، وكان المقر في معسكر الريمي بالبركة، وأغاني لعلي الشعالية، والسيد بومدين، وعبد السيد الصابري، وبعض المجموعات الفنية الشعبية.
هذا وكان أْول مذيع بها محمود مخلوف ثم محمد بن صويد الذي كان في الوقت نفسه مراسلا لإذاعة الشرق الأدنى في بنغازي،وثم شهد الريمي حيث الإذاعة الصغيرة التحاق المزيد من العاملين : محمود دهيميش قارئا للقرآن الكريم، ولنشرة الأخبار في غياب المذيعين مفتاح السيد الشريف، وإبراهيم أطوير، وحميدة بن عامر، ومحمد على التاجورى أول الفنيين، مع وجود بعض الخبرات الأجنبية.
وهنا صارت الحاجة ملحه لزيادة البث،وأضحى نصف ساعة ثم ساعة كاملة ونشرت برامجها ومواعيدها في صحيفة برقة الجديدة.
وظلت الإذاعة تتبع مكتب الاستعلامات أو السفارة البريطانية وفي عام 1956 تواصل البث الإذاعي لمدة ثلاث ساعات وراج في أسواق المدينة بيع أجهزة الراديو، وظل المواطن على اتصال بالمادة اليومية الإذاعية المختلفة من أحاديث ومسامع تمثيلية ونشرات وأغاني وتغطية لبعض المناسبات الدينية وغيرها.
وأشار المؤرخ سالم الكبتي إلى أنه قبيل ذلك بفترة بعيدة،ثمة محاولات خجولة لانطلاق الإذاعة داخل الوطن في ظروف مغايرة تماما ووفقا لما تسمح به فترة الاحتلال الإيطالي.
وكان ذلك عام 1938 إذاعة طرابلس ومقرها غرب المدينة باتجاه الزاوية، وعمل بها أحمد قنابة وأحمد الحصائري وآخرين، وبثت أحاديث وموسيقا وبعض التواشيح وأغاني على الشعالية القادم من بنغازي، ومختار شاكر المرابط، أدوار سيد درويش، وصالح عبد الحي وعبد الوهاب، وأم كلثوم، وكانت ساعات بث قصيرة ومثلها في بنغازي، راديو ماريا وكان مقرها في حي الزيتون، وعمل بها وهبي البوري وآخرين .
ثم توقفتا خلال الحرب العالمية الثانية، وعمد الإيطاليون إلى تدميرهما حتى لا يستفاد منهما من قبل الحلفاء القادمين،حاولت الإذاعتان إيصال الصوت الوطني عبرهما رغم صعوبة العطاء الثقافي والفكري والفني .
وفي الأساس كان المستمعون قله،والراديو لا يملكه الجميع، وربما الفرصة واتت بعض البيوت أو المقاهي فسمحت بالاستماع والمتابعة،وأحوال الثقافة والتعليم تختلف من شخص لآخر،والسكان كلهم في مشاغل وهموم أخرى،فلا وقت للإذاعة ولعل البعض اعتبر ذلك حراما أو من صناعة المحتل وثقافته.
ويظل الراديو الوسيلة الإعلامية الأوسع انتشارا والأكثر حميمية،فهو الوسيلة البسيطة التي لم يلغي وجودها تطور باقي وسائل الإعلام الأخرى،بل تطورت معها مع احتفاظها بأهم ما يميزها وصارت اليوم تستخدم الإنترنت في الإرسال والاستقبال والتفاعل مع الجمهور . (وال- بنغازي) س ع/ ر ت