طشقند 03 سبتمبر 2016 (وال)- أثارت وفاة الرئيس الأوزبكستاني إسلام كريموف، الذي حكم البلاد بقبضة من حديد لسنوات طويلة، المخاوف من تنامي خطر الجماعات المتشددة ، لاسيما أن الكثير من المقاتلين الأجانب في التنظيمات المتشددة في سوريا والعراق قدموا من أوزبكستان .
الرئيس الراحل إسلام كريموف ساهم على مدى 27 عاماً في كبح بروز المتطرفين، والحفاظ على الاستقرار النسبي لاقتصاد البلاد ، التي تعد الأكبر في آسيا الوسطى ، من حيث عدد السكان الذي يبلغ 32 مليون نسمة .
ودأب كريموف على التحذير من التهديد الذي يشكله المتشددون، لاستقرار منطقة آسيا الوسطى الشاسعة المساحة والغنية بالموارد الطبيعية ، لكن منتقديه يتهمونه بالمبالغة في الأخطار لتبرير إجراءاته الصارمة ضد المعارضة السياسية .
وقال إسلام كريموف عن المتشددين- في خطاب أمام البرلمان عام 1996 “أشخاص من هذا القبيل يجب إطلاق النار على رؤوسهم، وإذا لزم الأمر وإذا كنتم تفتقرون إلى العزم فسأطلق عليهم النار بنفسي “.
وبدوره ذكر جهاز الأمن القومي الأوزباكستاني أن هناك نحو 5 آلاف من أعضاء “حركة أوزبكستان المتشددة” الممنوعة في دول عدة بما فيها روسيا والولايات المتحدة ، يقاتلون في الوقت الراهن إلى جانب تنظيم داعش الإرهابي وأن “نصفهم من أوزبكستان”.
من جهة أخرى يرى خبراء عسكريون إن لدى تنظيم داعش الإرهابي، كتائب من أوزبكستان والشيشان ، وهم من أخطر الإرهابيين تم تجنيدهم في مناطق مثل : وادي فرغانة الواقع بين أوزبكستان وقيرغيزستان وطاجيكستان على حدود أفغانستان ، وهناك أيضاً داغستان وهي على حدود الشيشان .
ويشير الخبراء إلى “أنهم ينتقلون إلى الإرهاب بعد سجل من الجرائم ، ولديهم خبرة بالاتجار بالأسلحة والناس والنقود عبر الحدود، وهذا يقسي قلوبهم بشكل أكبر من المقاتلين الذين يأتون من غرب أوروبا على سبيل المثال ” .
ويوضح الخبراء أن منفذي عمليات داعش الذين يأتون من هذه المناطق الآسيوية، يتحركون داخل تركيا بحرية أكثر من العرب ، وذلك لأن لغتهم وثقافتهم وعوامل التعريف العرقية، تشبه خواص الأتراك ، لذلك قد يندمجون بالمجتمع أسهل من القادمين من تونس أو ليبيا أو الصومال .
وكان رئيس أوزبكستان إسلام كريموف توفي الجمعة، في أحد مستشفيات البلاد عن عمر ناهز 78 عاماً، بعد إصابته بجلطة في الدماغ، وقالت الحكومة في وقت سابق إن الرئيس كريموف في وضع صحي حرج، بعد تدهور مفاجئ لحالته الصحية . (وال- طشقند) ر ت