بنغازي 21 فبراير 2018 (وال)- يشتكي المواطنون في مدن جنوب ليبيا من نقص حاد في الوقود،منذ عدة أشهر ما أدى إلى اصطفافهم أمام محطات التزويد لساعات طويلة، واضطرارهم إلى شرائها من سوق السوداء بأسعار خيالية.
هذا وقد أكدت المؤسسة الوطنية للنفط مواصلة جهودها مع شركة البريقة لتسويق النفط، والعمل على تأمين احتياجات المواطنين بمناطق الجنوب الليبي، مؤكدة توفر الوقود بمستودعاتها في مناطق طرابلس ومصراتة والزاوية.
وأوضحت شركة البريقة في بيان لها أمس الثلاثاء ــ تحصلت وكالة الأنباء الليبية على نسخة منه ــ إن سبب أزمة نقص الوقود التي تشهدها مناطق الجنوب يرجع إلى توقف عدد من جمعيات وشركات النقل عن تزويد مستودع سبها النفطي باحتياجاته من منتجات النفطية بسبب التهديد والسلب والسرقة التي تتعرض لها شاحنات الشركة.
وأشارت الشركة إلى أن السائقين يتعرضون للسرقة والتهديد على الطرق الرئيسة،والسطو على شحناتهم المحملة تحت تهديد السلاح.
وجددت الشركة مناشدتها للأجهزة الأمنية ووزارة الداخلية تأمين الطرقات لإمداد مناطق الجنوب التي حرمت بسبب الأوضاع الأمنية من الوقود.
ولفتت شركة البريقة إلى أن المؤسسة الوطنية للنفط خاطبت المجلس الرئاسي غير الدستوري في طرابلس مرات عدة بضرورة تأمين الطرق، ووضع حل سريع للمشكلات الأمنية.
ونوهت الشركة بأن عمليات نقل وتوزيع الوقود اختصاص أصيل لشركات التوزيع التي تشرف عليها وزارة الاقتصاد،وتقتصر مهمة شركة البريقة لتسويق النفط على تخزين ومناولة المحروقات داخل أسوار مستودعاتها فقط.
وأضافت الشركة “إن الإمدادات إلى مستودعاتها تسير بشكل اعتيادي،وإنها مستعدة لتزويد أي كميات من المحروقات للجنوب حال قيام وزارتي الدفاع والداخلية بتأمين الطرق،وإنهاء المشاكل التي تواجه السائقين”.
من جهته قال رئيس مكتب توزيع الوقود والغاز ميلاد الهجرسي أمس الثلاثاء “إن العمل جار على نقل مليون لتر من الوقود لمستودع سبها النفطي خلال 48 ساعة القادمة”.
وأضاف الهجرسي “أن تسيير هذه الشاحنة سيكون بمثابة تحدٍ من شركة البريقة للظروف الأمنية بعد عجز المجلس الرئاسي غير الدستوري عن تكليف وزارة الدفاع التابعة له.
وفي ذات الشأن قال أحد مواطني مدينة سبها “نحن نعاني منذ زمن طويل من نقص البنزين، وغاز الطهي، والانتظار طويلا أمام محطات الوقود للحصول على ما نريد، والبعض يتجه لشرائه من السوق السوداء بأسعار خيالية والأزمة ليست جديدة”
وأضاف المواطن “خاطبنا الكثير من المسؤولين، وفي مقدمتهم حكومة الوفاق غير الشرعية،لحل اختناقات الوقود،ولم نتلق إجابة والآن نحن نشتري لتر البنزين بدينار ونصف،في حين يباع بـ15 قرشا شرق البلاد ومدن أخرى.
من جانبه قال المجلس البلدي لمدينة الجفرة “إن غالبية المواطنين؛من بينهم موظفون وطلاب،لم يستطيعوا الذهاب إلى مدارس والمؤسسات بسبب أزمة نقص الوقود منذ عدة أيام”.
وفي سياقآخر أعلن مصرف ليبيا المركزي في طرابلس في شهر يناير الماضي عن ارتفاع إجمالي الإيرادات النفطية من النقد الأجنبي مسجلة (14) مليار دولار عام 2017 مقابل (8.4 مليار دولار في 2016.
وقال المصرف إن إجمالي ما جرى توريده من محروقات عن فترة من مطلع شهر يناير إلى 31 ديسمبر الماضيين، 4 مليارات دولار منها 731 مليون دولار التزاما قائما على مؤسسة الوطنية للنفط تجاه المصرف الليبي الخارجي ولم يجر إدراجها ضمن مصروفات العام.
يشار إلى أن مدن الجنوب تعاني نقصا حادًا في مادة الوقود منذ قرابة أربعة أشهر بسبب عجز شركة البريقة عن تأمين إيصاله لمستودعات المنطقة. (وال – بنغازي) هـ ع/ ع م