داريا 03 سبتمبر 2016 (وال)- أثارت صور لـ “صلاة جماعية” وسط الأنقاض في داريا اليوم السبت، لميليشيات أجنبية موالية للقوات الحكومية السورية غضب ناشطين، اعتبروا أن الخطوة تأتي في سياق مخطط التغيير الديمغرافي للمدينة ، الذي بدأ بـ “تهجير” سكانها بعد أكثر من 4 سنوات من الحصار والقصف والغارات .
وتظهر الصور مقاتلي إحدى الميليشيات ، وهم يؤدون الصلاة على أطراف الجهة الجنوبية للمدينة، تحديداً قرب ما قالوا إنه “مقام السيدة سكينة” ، ومن حولهم الدمار الناجم عن القصف والغارات .
وقال أحد النشطاء إن نشر المليشيات التي تقاتل في سوريا ، معظمها إيرانية أو مرتبطة بطهران ، كانت تتذرع بحماية مقامات لتبرير تدخلها في النزاع السوري ضد المعارضة، واستقطاب المقاتلين من خلال العصبية المذهبية .
ووصف النشطاء الصور، بـ “الاستفزازية والطائفية”، وإنها تنقل رسالة من الميليشيات مفادها أنها “انتصرت وعادت لتسكن داريا ، وذلك في إطار تغيير ديموغرافي لأوضاع المدن السورية ” .
وظهرت هذه الصور بعد أكثر من أسبوع على “إفراغ” داريا ، وهي واحدة من أوائل المدن السورية التي شهدت مظاهرات مناهضة للرئيس السوري بشار الأسد عام 2011 .
وبعد تحول المظاهرات السلمية إلى نزاع مسلح، بسبب لجوء القوات السورية للعنف لقمعها ، تعرضت المدينة الواقعة على مسافة بضعة كيلومترات جنوب غربي دمشق ، لحصار خانق وقصف استمر لـ 4 سنوات .
وأواخر الشهر الماضي ، توصلت الحكومة السورية مع المعارضين في داريا ، وبدون رعاية من الأمم المتحدة ، إلى اتفاق على ثلاث مراحل تم بموجبه إخلاء المدينة بالكامل من المدنيين والمقاتلين .
ووصفت دمشق اتفاق داريا بأنه “عفو”، ضمن جهودها لإجبار جيوب المعارضة حول المدن الكبيرة على الاستسلام ، فيما وصفته الجامعة العربية بـ “التغيير الديموغرافي” الذي سيرتب أوضاعاً يصعب محوها على مستقبل سوريا وشعبها كبلد موحد .
ولم تعلن الحكومة السورية عن خططها تجاه المدن الخالية ، فبينما أدعت أنها ستبدأ عملية لإعادة إعمارها ، انهالت الصور على مواقع التواصل الاجتماعي، لتظهر مقاتلي الميليشيات الموالية لها وهم يجوبون في شوارع داريا حول الأنقاض . (وال- داريا) ر ت