المرج 14 مارس 2018 (وال) – نظم مستشفى المرج العام أمس الثلاثاء يوما خاصا “بالتميز” وذلك تكريميا لموظفي قسم الكلى بالمستشفى العام،وتقديرا للشخصيات المُتميزة والجهات المتعاونة مع المستشفى.
وتأتى هذه الخطوة بعد أن تمكن القسم من معالجة 42 حالة من مرض الوباء الكبدي في خلال ثلاث أشهر فقط،وبحسب التحاليل المخبرية التي أجريت خارج الوطن في معامل أوربية قبل وبعد العلاج على نفقة المستشفى فإن أربعين حالة قد شُفيت تماما من المرض في حين أن حالة واحدة فقط بالقسم تحت العلاج وقد تم تثبيط الوباء بها مؤقتا لإتمام مراحل العلاج المعتمدة لدى القسم.
وحضر الحفل الذي نظم بمسرح عمر المختار داخل جامعة بنغازى فرع المرج كل من السيد وكيل عام وزارة الصحة بالحكومة المؤقتة الدكتور سعد عقوب ومحافظ مصرف ليبيا المركزي علي الحبري،والسيد وكيل عام وزارة المالية الدكتور أمراجع غيث و رئيس هيأة الرقابة الإدارية الأستاذ عبد السلام الحاسي،وورؤساء وممثلي القطاعات بالمدينة،بالإضافة إلى العاملين بالمستشفى ومرضى قسم الكلى وذويهم.
وقال وكيل عام وزارة الصحة بالحكومة الليبية المؤقتة الدكتور سعد عقوب إن شفاء المرضى يعد نجاحا علميا باهرا مثمنا دور الباحثين والأطباء في معالجة المرضى وتخفيف معاناتهم،وأشار إلى أنهم كوزارة جاهدين لتوفير إمكانيات مرضى الكلى،ومساعدتهم في ظل هذه الظروف الاقتصادية الحرجة.
ويعتبر الأستاذ الدكتور أحمد الحاسي المستشار في الأمراض المعدية بمركز بنغازى الطبي إن استئصال مرض الوباء الكبدي أمر ليس بالهين وكذلك بغير المسبوق في ليبيا والشرق والأوسط كذلك،وعن تجربتهم يقول إن العمل قد كان مضنيا فقد عملنا على طوال 20 شهرا متواصلا،وذلك لتجزئة المرضى على مجموعات،وفي الختام كانت النتيجة مرضية للجميع بنسبة 99% وهو ما أعطى انطباعا جيدا للمستشفيات العامة الأخرى، وستكون المبادرة بعون الله في البيضاء والزواية الغربية، وأجدابيا، وبنغازى وذلك لهدف التخلص من الوباء داخل ليبيا .
وأضافت الناطق باسم مستشفى المرج العام مبروكة صالح إن المرضى في الحفل بالرغم ومن وجههم الشاحبة،وأذرعهم المنتفخة متورمة،جاءوا مبتسمين يتصارعون مع الداء المستوطن في أجسادهم “الفشل الكلوي” فرحين بعد أن تخلصوا من “مرض الوباء الكبدي” الذي زادهم هما فوق همومهم،وباركت لهم تخصلهم من المرض الفتاك.
وتقول أخويرة المسماري مريضة كلى أنه بعد أن من الله عليهم بالشفاء،تتمنى أن تلتفت لهم الجهات المعنية ليتمكنوا من التخلص من معاناتهم مع المرض وجلسات “الغسيل” التي تستمر لساعات طويلة.
وقد اشتكت ارتفاع أسعار الأدوية التي جعلت الموت يلوح لغير القادرين منهم،وعن الحفل قالت إنه بمثابة “قصة نجاح باهر لطواقم طبية عملت وأخلصت داخل قسم الكلى التابع لمستشفى المرج التعليمي”.
وقد أدمعت عينا الحاجة تفاحة دهش “مريضة كلى” وبدت علامات الحزن والأسى الشديدين على ملامحها،وهي تصف في معاناتها وتقول” لقد تفاجأت كثيرا بإصابتي بمرض الوباء الكبدي، ولم أكن أتوقع ذلك “وبلهجة يشوبها الألم قالت “وقفت متعجبة حين أكدوا لي أن نتيجة الفحص المخبري كانت سالبة .. وخفت كثيرا على أبنائي من أن ينتقل إليهم المرض وإلى الآن لا أعلم كيف تمت إصابتي،ولكن مبادرة الأطباء بعالجنا نفسيا قبل الخضوع للعلاج الكيمائي قد ساهمت كثيرا في سرعة شفائي “.
وأعربت تفاحة عن سعادتها بالشفاء بعد ثلاثة أشهر متواصلة من العلاج المجاني،إلا أنها مازالت تحتاج إلى 12 جلسة شهريا لإجراء الغسيل،وذلك لقصور الكلى وهو ما جعل الأمل يتضاءل أمامه،متمنية أن تكون الجهات العامة صادقة في عهودها بالتكفل بعمليات الزرع في القريب العاجل .
وأردفت أنهم كمرضى غير قادرين على توفير قيمة المستندات والملفات المطلوبة منهم ماليا في ظل هذه الظروف الاقتصادية.
المعاناة تختلف من مريض إلى آخر،خاصة الذين التقيناهم داخل الحفل الحاج حمد عبد القادر مريض كلى ” يقول إن ما نحتاجه هو توفير التحاليل مجانا والأدوية ” وتقد م بخالص الشكر للتمريض والأطباء فقد تكفلوا كمستشفى بسداد مصاريف التحاليل الطبيبة الباهظة الثمن.
وعن مراحل العلاج يقول كانت هناك مخاوف فى البداية وقد تخوف المعالج المختص الدكتور أحمد الحداد من الأعراض الأولية للعلاج ولكن سرعان ما تلاشت هذه الأعراض وبدأنا نتماثل للشفاء ولله الحمد والمنة.
ويري أبريك دهش مريض كلى وهو شقيق الحاجة تفاحة إن انتهاء معانته اليومية تتمثل بزرع الكلى فقد أرهق من طريق العودة إلى منزله الكائن ببلدة بطة التي تبعد قرابة 40 كليو مترا عن مركز الكلى بالمرج المدينة في رحلة شبه يومية بعد أن أصيب بقصور في الكلي،قد سئم من ذلك الجهاز الخاص بالغسيل الذي يعمل على سحب دمائهم وإعادتها إليهم ليحل محل كليتهم البالية في عملية فلترة وتصفية للدم شاكرا الطواقم الطبيبة بقسم الكلى بالمرج،فالبرغم من التحديات وعجز القسم أحيانا عن توفير احتياجاتهم إلا أنهم بمثابة “خلية نحلة” حسب وصفه مطالبا بضرورة توفير حياة كريمة للمواطنين،وتوفير الأدوية الخاصة بمرضى الكُلى داخل القسم .
وقد تضمن الحفل التكريمي العديد من الكلمات بالمناسبة وكما قد تم عرض فيديو مرئي لإيضاح مراحل العلاج وثم قد وزعت في ختام اليوم عدد مئة وخمس وعشرين شهادة تقدير تحت عنوان “التميز” للمتميزين في المستشفى العام وللعاملين بقسم الكلى وبعض الجهات المتعاونة مع المستشفى. (وال – المرج) أ ف/ ع م