أسطنبول 16 يوليو 2016 (وال) – بعد ليلة مضطربة في أسطنبول وأنقرة المؤشرات تدل صباح اليوم السبت على فشل الانقلاب العسكري وعادت مؤسسات الدولة إلى وضعها القانوني، بما في ذلك الجيش التركي، فيما عاد أردوغان إلى الظهور متوعداً بمعاقبة الانقلابين.
لأول مرة يفشل انقلاب عسكري في تركيا بفضل قوة الشارع وليس بمقاومة مسلحة من قبل مؤسسات الدولة، حيث نزل آلاف المواطنين الأتراك إلى الشوارع للدفاع عن نظام أردوغان والمؤسسات المنتخبة شرعياً ودفعوا ثمناً باهظاً بأرواحهم، فقد قتل ما لا يقل عن 90 شخصاً وأصيب أكثر من 1150 آخرين بجروح، بحسب ما ذكرته وكالة الأناضول التركية صباح اليوم السبت .
وكانت حصيلة رسمية قد أفادت في وقت سابق عن سقوط ما لا يقل عن 60 قتيل في محاولة الانقلاب التي بدت صباح السبت تحت السيطرة.
في غضون ذلك خرج نحو 200 ضابط وجندي دون سلاح من مبنى رئاسة الأركان التركية في أنقرة، وسلموا أنفسهم للشرطة التركية، بحسب وكالة الأناضول اليوم السبت.
وأعلن مسؤولون حكوميون أن تركيا اعتقلت 1563 فرداً بالجيش بعد عملية قمع على نطاق واسع لمحاولة انقلاب من قبل مجموعة داخل الجيش. وشهدت تداعيات محاولة الانقلاب إقالة خمسة جنرالات و29 كولونيل من مناصبهم، طبقاً للمسؤولين الأتراك.
من جانبها فتحت النيابة العامة في منطقة “جول باشي” في العاصمة التركية أنقرة تحقيقاً في ملابسات مقتل عدد من الأشخاص، أثناء المحاولة الانقلابية الفاشلة التي جرت في أنقرة وأسطنبول مساء أمس الجمعة، طبقاً لما ذكرته وكالة “الأناضول” التركية للأنباء.
ويأتي التحقيق على خلفية مقتل 42 شخصاً في منطقة “جول باشي” وتؤكد سيطرة الأمن التركي على المنطقة بالكامل.
تجدر الإشارة إلى أن منطقة “جول باشي” جنوبي العاصمة، تضم مباني رئاسة الوحدات الخاصة ورئاسة إدارة الطيران وأكاديمية الشرطة التي تتبع جمعيها لمديرية الأمن العامة.
وبعدما كان رئيس الوزراء بن علي يلديريم أكد أن الوضع بات “تحت السيطرة إلى حد كبير”أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان قبيل فجر السبت أن “هناك في تركيا حكومة ورئيس منتخبين من الشعب” مضيفاً “سنتغلب على هذه المحنة إن شاء الله“.
وظهر أردوغان الذي كان بين حشد متراص من أنصاره في انتظاره لدى هبوط طائرته في مطار أسطنبول قادماً من مرمريس (غرب) حيث كان يمضي عطلة، في موقع تحدٍ قوي متوقعاً فشل محاولة الانقلاب ومؤكداً أنه يواصل تولي مهامه “حتى النهاية..
فيما توعد أردوغان الانقلابين بالقول إن “الذين نزلوا بدبابات سيتم القبض عليهم لأن هذه الدبابات ليست ملكاً لهم” وهو متحصن بدعم أنصاره الذين لبوا بكثافة دعوته للنزول إلى الشوارع في أنقرة وأسطنبول وأزمير من أجل التصدي للانقلابين.
وهنأ الأتراك على نزولهم “بالملايين” إلى الشارع ولا سيما في ساحة تقسيم في أسطنبول وقد غصت بأعداد غفيرة من المتظاهرين المنددين بالانقلابين. (وال – إسطنبول) ع م