الأبرق 25 يونيو 2018 (وال) – تقع هذي المدينة الأثرية بالمدخل الجنوبي لمدينة قورينا شرق مدينة الأبرق التي تبعد حوالي 13 كم على الحافة المصطبة العلوية للجبل الأخضر شمال الأبرق 1 كم .
يرجع تاريخ نشأة المدينة إلى الحقبة نفسها وتزامنا مع نشأة مدينة قورينا.
وترجع تسميتها بالمدينة القديمة” نفارنس” أو “قارنس” إلى أحد القساوسة الذي عثر عليه منقوش في مدينة الأبرق على كتلة صخرية معاد استخدامها في حصن إيطالي على جدران إحدى الكنائس في مكان يعرف بوادي “السطل” .
ومن المرجح أن مستوطنة أمقارنس كانت مهمة جدا في نهاية القرن الأول قبل الميلاد، حيث كان لها مجلسها القضائي الخاص بها من خلال طرز المقابر وأسلوب البناء والمواد المستخدمة في بنائها وأن هذي المستوطنة على الأقل تعود إلى العصر “الهلنستي” أي حوالي 1900سنة .
لوحظت هذه المستوطنة من قبل الرحالة الفرنسي (جان ريمون باشو) صاحب كتاب رحلة الإغريق في برقة الذي زار برقة في عام 1824وأيضا التقطت لها بعض الصور في القرن التاسع عشر ولكن لم تنشر عنها أي دراسات مفصلة .
أسست أمقارنس في الحقبة الإغريقية مع بداية الاستيطان الإغريقي على أثر قانون العالم دليوس حوالي 600 سنة قبل الميلاد وقد أنشئت تزامنًا مع قورينا على يد أرسطو طاليس، كما يوجد بها كنيسة ومن خلال هذه الكنيسة علمنا بأنها كانت مزدهرة خلال العصر البيزنطي.
وما يؤكد ذلك أن أغلب العناصر الموجودة بها تعود إلى العصر البيزنطي كما يوجد بها مقابر تعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد وهي تشبه بعض المقابر الموجودة في مدينة قورينا .
ومن أهم معالم أمقارنس (القلعة) هو مبنى مستطيل الشكل له إطلالة جميلة على الجهة الشمالية، ومازلت جدرانها الخارجية بحالة جيدة ولها مدخل منفرد معقود في الجانب الشمالي، وهي محاطة من الجانبين الشمالي والشرقي بخندق، ومن الداخل تحوي عديدًا من الحجرات التي تفتح في ميناء وسط القلعة وهناك أيضا حمامات صغيرة تعود إلي العصر البيزنطي وهي بحالة جيدة جدا .
حتى إن أسقف حجراتها التي من ضمنها “القباب” ماتزال بحالة جيدة، أما المكانة الاقتصادية لهذه المستوطنة فقد أسهمت كمثيلاتها من المدن الأخرى الرومانية والإغريقية في إنقاذ روما من المجاعة لمدة خمس سنوات متتالية .
ومن أهم منتجاتها حبوب القمح الذي يعد من أهم السلع في ذلك الوقت علاوة على إنتاج الزيت والعنب والسيلفيوم، أما ديانة المستوطنة فقد ظلت هذه المدينة علي الديانة الوثنية لمدة طويلة إلى ما بعد الحقبة الإغريقية والرومانية . (وال – الأبرق) ف و/ ع م
———
تنويه واعتذار : سبق وأن نشرت الدراسة دون ذكر اسم الباحثة ريم الناجي إبراهيم التي تعمل على هذه الدراسة منذ نحو ثلاث سنوات بإشراف مصلحة الآثار الليبية وألقته ضمن مناظرة إعلامية بجامعة القبة يشرف عليها الدكتور جاب الله حسن .. الطالبة خريجة في قسم علم الحيوان ومهتمة بالآثار الليبية وأجرت العديد من الدراسات والأبحاث عنها .. التقرير نشر في وقت سابق لدينا بتاريخ 2 أبريل 2018 ونحن نعيد نشره مع اعتذرانا للباحثة ضمن مسؤوليتنا المهنية التي دأبنا عليها وعودنا عليها قراءنا .. تمنياتنا بالتوفيق للباحثة ونعتذر مجددا عن هذا الخطأ الذي وقع عن غير قصد . والله الموفق .