المرج 12 أبريل 2018 (وال)- بدأ موسم جزّ صوف الأغنام في مختلف مدن ليبيا، بالتزامن مع انتهاء موسم الربيع وبداية موسم الحصاد .
هذا وتعتبر “جلامة” جز الصوف عن الغنم ضرورية، لتخفيف حرارة شمس الصيف وتسمين الأغنام، ووهي ما تعرف شعبياً بـ “الجلامة ” أو” بالمجلم”، وهي طقوس تراثية خاصة تتوارثها الأجيال من الآباء، ومازال يحرص عليها الليبيين رغم المتغيرات والتطورات التي نالت من كثير من الموروثات .
ورصدت وكالة الأنباء الليبية موسم جزّ صوف الأغنام في بلدية المرج، حيث يرى الحاج عثمان محمود الفسي إن “الجلامة” بمثابة العرس الشعبي، وأجواء تراثية لطالما أثرت بالإيجاب على نفوس من يتابع أو يهتم بها، كونها سبباً في دخول السرور والفرحة .
ويضيف الحاج عثمان محمود الفسي أن المجلم يبدأ بإنشاء البيوت الشعبية، وجمع الأغنام في ما يعرف بـ “بالمراح”، وتُذبح شاه فى أول اليوم، ويُقال عنها “بالكِرامة” وهي ذبح شاه في الصباح الباكر لإطعام المشاركين في عملية جز الصوف، وعقب ذلك وجبة الإفطار والشروع بجلامة الشاه “الطوقة” أولاً، ثم تتواصل الجلامة حتى فطور الضحى، وهى وجبة المثرودة الشعبية وبين وجبتي الإفطار، يتناول الجميع الشاهي فهو متكرر على مدار الساعة، وتتعالا الأصوات والأهازيج التي تعرف شعبياً بالقذاذاير المشجعة للجلامة، لتساعدهم على المهمة بكل يُسر .
من جهته، يرى حمد الفسي إن الظروف الراهنة لم تؤثر عليهم لإحياء الطقوس خاصة بالجلامة، تتوزع فيه الأدوار فيه، مما يدل على عراقته، ولاسيما أن أنواعاً من الأهازيج والأغاني الشعبية الخاصة بهذا الموسم دون غيره، وهو ما دعا المربين هذا العام لإطلاق مبادرة “الفزعة”، وذلك لبث روح التعاون فى الصوف بعد أن انتشرت مؤخراً لدى البعض، جز الصوف من قبل العمالة الوافدة بمقابل مادي .
في المقابل، يرى الحاج محمد الفسي إنهم حريصين على إنهاء الظاهرة المستحدثة في “الجلامة”، وهي تأجير العمالة الوافدة بكون ذلك دخيل على التراث الشعبي والمورث، ويشجع على إحياء المورث بالفزعة من المربين والأصدقاء، وإن كان فى ذلك خسارة مادية للمربى، إلا أنها واجب وطني يجب الاقتداء بها، ويناشد بالمناسبة الجهات المعنية، بدعم المربين فى ظل هذه الظروف الاقتصادية الحرجة . (وال- المرج) أ ف/ ر ت