واشنطن 22 أبريل 2018 (وال) – كشف الصحفي الاستقصائي الكبير سيمور هيرش أن إدارة أوباما السابقة وافقت على نقل غاز السارين الليبي إلى مقاتلي المعارضة السورية، لاستخدامه هناك واتهام نظام الأسد باستخدامه ضد المدنيين، في محاولة من أوباما استخدامه كذريعة لغزو سوريا .
وأشار هيرش إلى تقرير من المخابرات البريطانية يقول إن غاز السارين الذي تم استخدامه لم يأت من مخزون الأسد بل من خارجها.
وقال الصحفي الأمريكي إنه تم التوصل إلى اتفاق سري في عام 2012 بين إدارة أوباما وزعماء تركيا والمملكة العربية السعودية وقطر، لإطلاق هجوم بغاز السارين وإلقاء اللوم على بشار الأسد حتى تتمكن الولايات المتحدة من غزو وإسقاط الأسد، وبموجب شروط الاتفاق، جاء التمويل من تركيا، وكذلك المملكة العربية السعودية وقطر.
وتابع أن وكالة المخابرات المركزية ، بدعم من MI6 ، كانت مسؤولة عن الحصول على أسلحة من ترسانات القذافي وإرسالها إلى سوريا.
هذا وتشير تقارير مستقلة متعددة تفيد بأن القذافي كان يملك السلائف الكيماوية لصنع غاز السارين، وكذلك أن القنصلية الأمريكية في بنغازي كانت تدير نقل أسلحة القذافي التي تم الاستيلاء عليها إلى سوريا عبر تركيا.
الجدير بالذكر أن هيرش ليس المراسل الوحيد الذي قام بتغطية هذا الموضوع، حيث كان الصحفي الاستقصائي كريستوف ليمان قد صرح في السابع من أكتوبر عام 2013، بأن كبار المسؤولين الأمريكيين والسعوديين هم المسؤولون عن الأسلحة الكيميائية في سوريا، حيث أفادت مصادر مختلفة تمامًا عن الصحفي هيرش، أن الأدلة تقود مباشرة إلى البيت الأبيض ، ورئيس هيأة الأركان المشتركة مارتن ديمبسي، ومدير المخابرات المركزية جون برينان، ورئيس المخابرات السعودية الأمير بندر، ووزارة الداخلية السعودية.
ويشير التحليل النهائي للأدلة التي تم تنفيذها من قبل اثنين من المحللين الأمريكيين البارزين إلى أن تفسير الحكومة الأمريكية للمخابرات التقنية التي تم جمعها قبل وبعد هجوم 21 أغسطس يمكن أن يكون غير صحيح.
وفي ذات السياق لأول مرة يورط الصحفي هيرش، هيلاري كلينتون مباشرة في نقل الأسلحة من ليبيا إلى سوريا، حيث سئل هيرش في مقابلة عن دور وزير الخارجية الأمريكي آنذاك في عملية قنصلية الولايات المتحدة في بنغازي لجمع الأسلحة من المخزونات الليبية وإرسالها عبر تركيا إلى سوريا فأجاب: إن ما أفهمه، أن ذلك السفير الذي قتل، كان معروفًا كرجل أو كشخص لن يعترض طريق وكالة المخابرات المركزية، فمن المؤكد، أنه كان مدركا وواعياً لكل ما يجري، ولا يوجد أي شخص في هذا الموقف الحساس لا يتحدث مع رئيسه، من قبل بعض القنوات.
وتابع هيرش “في الواقع كان هذا هو الجزء السوري من العملية التي تقوم بها وزارة الخارجية الليبية في السابق، وهي عملية أوباما لإيجاد ذريعة للولايات المتحدة لكي تفعل في سوريا ما فعلته بالفعل في ليبيا.
وأضاف هيرش أن التقاليد الأمريكية لطالما تجاهلت الضحايا المدنيين، فعلى سبيل المثال، الأضرار الجانبية للهجمات الأمريكية مناسبة أو حتى مرغوبة لإرهاب السكان وإجبارهم على الاستسلام.
وذكر هيرش أنه لم يكن أوباما وحده مهووسًا ليحل محل الأسد في سوريا، بل رؤساء الأركان المشتركة، كلهم كانوا هكذا.
هذا وكان هيرش مخطئا عندما قال إن لا أحد يستطيع أن يعرف لماذا أوباما مهووس بالإطاحة بالأسد وحزب البعث، فلقد تم توظيفهم جميعًا للقيام بعمل، الذي لم يتغير حتى عندما انتهى الاتحاد السوفييتي وتم حل حلف، وأي شخص كان في هذا المنصب طوال فترة وجود هؤلاء الأشخاص، يمكنه أن يعرف ما هي الوظيفة فعلاً.
وأوضح هيرش أن أوباما أراد أن يملأ سوريا بالجهاديين الأجانب ليخدم كقوات برية ضرورية لقصفه الجوي المخطط هناك، حيث دفعوا في الواقع الكثير من الناس “الجهاديين” للذهاب إلى سوريا، فقد أعطوهم تأشيرات دخول.
وأكمل أن الولايات المتحدة توفر لهؤلاء الجهاديين الأصوليين السنيين وأصدقائهم، للقيام بذلك.
وكشف الصحفي هيرش أن أردوغان يعطي بشكل أساسي جهاديهم مجرد ممر آمن إلى سوريا، ويشارك في عائدات مبيعات الجهاديين من النفط السوري والعراقي المسروق.
وتابع هيرش لكنهم جميعًا يعملون معًا كفريق مع قيام الجهاديين أحيانًا بقتل بعضهم البعض في هذه العملية، على الرغم من أن كل قائد وطني يعاني من مشكلات العلاقات العامة في موطنه من أجل خداع جمهوره إلى الاعتقاد بأنه ضد الإرهابيين، وأن “العدو” هو الوحيد الذي يقع عليه اللوم.
وأوضح أن بهذه الطريقة ستقوم شركات النفط والغاز الأمريكية بتنقيح، خطوط أنابيب زيت سعود، وغاز ثانيس إلى أوروبا، ولن يقتصر الأمر على توقف سوق النفط والغاز الرئيسة في روسيا عن طريق ذلك، بل سيضاعف العقوبات الاقتصادية التي فرضها أوباما على روسيا، بالإضافة إلى عزلة روسيا عن طريق استبعادها، من صفقات أوباما التجارية الثلاث الكبرى (TTIP ، TPP & TISA).
وبين هيرش أن الأرستقراطية ستضع أمريكا في سيطرة قوية على العالم، للسيطرة على القرن الواحد والعشرين، حيث سيطرت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وفي سياق متصل قال هيرش: عندما سئل لماذا أمريكا تفعل ما تفعل؟ ولماذا لا تعمل مع روسيا؟: أنا لا أعرف لم؟ ولا يمكنني تخمين ذلك.
وأكمل أنه عندما لا يقدم الصحفيون الذين لديهم معرفة كافية، تفسيرات موثوقة، يتحدون الأكاذيب الواضحة التي تأتي من أشخاص كالرؤساء والزعماء، سيكون الجمهور العام مغمورًا بعمق في معلومات الخلفية كما يحدث معي أنا.
وأضاف هيرش فيما يتعلق بهيلاري كلينتون، أنه في هذا الموقف الحساس لا يتحدث إلى رئيسه، من قبل بعض القنوات، لكنها بالتأكيد ليست جيدة بما فيه الكفاية، فهم لم يصدروا تقريرًا حول الحادثة.
واختتم الصحفي الاستقصائي الكبير سيمور هيرش بقوله: إن المواقع التي يملكها أفراد من الطبقة الأرستقراطية الغربية لا تصدر تقارير من هذا النوع فهم لن يبلغوا الجمهور عندما يكون وزير خارجية الولايات المتحدة، ورئيسها الرئيس الأمريكي، هم الأشخاص الذين يقفون وراء هجوم بغاز السارين ، ويلقون باللوم على زعيم أجنبي، فالأرستقراطيون الأمريكيون والأرستقراطيون الأجانب المتحالون لديهم مصممون على الإطاحة بالنظم واستبدالها. (وال – واشنطن) هــ ع / ع ع