بنينا 07 مايو 2018 (وال) استعرض القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية المشير أركان حرب خليفة حفتر الاثنين قوات الجيش في خضم الاحتفالات بالذكرى السنوية الرابعة لثورة الكرامة خلال مشاركته في تخريج الدفعة 51 من طلبة الكلية العسكرية في حفل أقيم بالمناسبة بقاعدة بنينا الجوية ببنغازي.
وتجول المشير خليفة حفتر عبر سيارة دفع رباعي مكشوفة صحبة رئيس الأركان العامة الفريق عبد الرازق الناظوري على مهبط المطار الذي تراصفت فيه مختلف وحدات الجيش بمدرعاته وآلياته وأسلحته الثقيلة والمتوسطة قبل أن يصل إلى المنصة الرئيسية للاحتفال حيث يتواجد أعضاء بمجلس النواب ودولة رئيس الحكومة المؤقتة السيد عبدالله الثني ومختلف رؤساء الأركان النوعية للجيش.
وفيما مرت كراديس الخريجين من طلبة الكلية العسكرية ومختلف مراكز تدريب الجيش ووزارة الداخلية من أمام المنصة، شاركت مقاتلات سلاح الجو الليبي ومروحياته في الاحتفال من خلال التحليق على ارتفاع منخفض بسماء مطار بنينا حيث يقام الاحتفال.
وهذا ثاني احتفال بذكرى ثورة الكرامة التي أطلقها الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر في منتصف مايو من العام 2014. وشاركت في العرض وحدات من القوات البرية والبحرية والجوية الليبية من مختلف مناطق البلاد، بأعداد كبيرة، إضافة إلى قوات رمزية من وزارة الداخلية.
وتم تخريج الدفعة 51 من طلبة الكلية العسكرية، وهي ثاني دفعة للضباط الذين يتم تخريجهم منذ العام 2011.
وقال آمر الكلية العسكرية اللواء إمراجع العمامي إن الدفعة بها خريجين متخصصين في القوات البحرية إضافة إلى خريجين في الدراسات القانونية لأول مرة بتاريخ الكلية، مؤكدا بناء الكلية على مواصفات عالية.
من جهته قال المشير خليفة حفتر في كلمة له بالمناسبة إننا أثبتنا للعالم أننا شعب يأبى إلا أن يعيش سيدا في أرضه لا يعرف الاستكانة واليأس، ولا يرتضي عن النصر بديلا، مؤكدا أن “النصر قد تحقق وعادت بنغازي العصية إلى حضن أهلها، بعد أن دفع الجيش والشباب المساند له ما تستحق هذه الأرض الطاهرة من ثمن”.
وفيما أكد أن الوحدات المشاركة في الاستعراض ما هي إلا وحدات رمزية، قال المشير خليفة حفتر ” بلغنا إلى أقاصي الجنوب بتضاريسها الوعرة وأنشأنا بها مناطق عسكرية واتسعت دائرة انتشار الجيش وسيطرته إلى مناطق في الغرب والوسط ولم يبق في الشرق إلا درنة، التي استمرت من أجلها المساعي السلمية بوساطة العقلاء لنجنبها ويلات الحرب لكننا وصلنا لطريق مسدود نتيجة لتعنت الجماعات الإرهابية الرافضة للسلم”.
وأعلن المشير خليفة حفتر انطلاق عمليات تحرير درنة قائلا ” عليه فإننا بهذه المناسبة نبشركم بأن ساعة الصفر لتحرير درنة قد دقت وأن قواتكم تدك الآن معاقل الإرهاب فيها مع إصدارنا للتعليمات لتجنب إصابة المدنيين واحترام قواعد الاشتباك والقوانين الدولية والإنسانية”.
ويأتي هذا الاحتفال برسالة إلى الجماعات المتطرفة التي تخوض اشتباكات ضد الجيش في درنة شرق، وإلى قوى سياسية ومسلحة في طرابلس، مفادها أن المشير خليفة حفتر تمكن من لملمة المؤسسة العسكرية الليبية تحت إمرته.
وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العميد أحمد المسماري إن المقاتلات التابعة لسلاح الجو الليبي المشاركة في الاستعراض عدد منها جديد، إضافة إلى الصواريخ العابرة للحدود ومنظومة الدفاع الجوي إضافة إلى المدرعات والآليات العسكرية.
ويأتي هذا العرض للأسلحة في وقت تحظر فيه الأمم المتحدة عبر قرار لمجلس الأمن تسليح الجيش الليبي مع تدمير ترسانة أسلحة معمر القذافي إبان ثورة 17 فبراير 2011 بمشاركة حلف الناتو.
وقال المشير خليفة حفتر، على الشعب الليبي أن يطمئن “بأن الجيش الذي كاد أن يختفي بعد تآمر محلي ودولي قد استعاد قوته حتى اعترف له العالم بمكانة مرموقة، وأنه ماض في طريقه نحو بناء نفسه وتنظيم أركانه بالشكل السليم”.
وأشاد المشير خليفة حفتر بالجيش الليبي قائلا إن ” جيشنا متماسك لا يخون العهد ولا ينتمي إلى فرد أو عائلة أو قبيلة أو مدينة بل جيش كل الليبيين ولا يبالي بالموت من أجل شعبه ودينه ووطنه، ويحمي المسار الديمقراطي لبناء الدولة المدنية ويحمي مقدراته بروحه ودمه”.
وشارك ضباط كبار من الجيش المصري في الاحتفال، فيما شهدت سماء المطار عمليات إنزال جوي لجنود المضلات التابعين للقوات الخاصة التي يقودها اللواء ونيس بوخمادة.
وشنت قوات الجيش منذ ربيع 2014 حربا بلا هوادة في بنغازي وغيرها من المدن ضد فصائل إسلامية بينها بالخصوص ما يعرف ب “مجلس ثوار بنغازي” وهو تحالف لمجموعات إسلامية بينها تنظيم “الدولة الإسلامية” وأنصار الشريعة، انتهت بإعلان تحرير بنغازي من “الإرهاب”.
وفي 16 مايو 2014 أطلق المشير خليفة حفتر عملية الكرامة العسكرية التي تهدف لمواجهة الإرهاب، ومنذ ذلك الحين وهو يقاتل المجموعات الإسلامية المسلحة التي تحالفت مع تنظيم الدولة بعد أن عينه البرلمان قائدا عاما للجيش.
واستطاع المشير خليفة حفتر عبر قوات الجيش السيطرة على مدينة بنغازي وغيرها من المدن، فيما تمكن من استرجاع مرافيءالنفط التي عطلتها المجموعات المسلحة ليعود إنتاج النفط للارتفاع ويقفز إلى المليون برميل يوميا.
وقال المسماري خلال الاحتفال إن أمر الاستعراض الذي أطلقه المشير خليفة حفتر هو أمر بالتحرك العسكري لمختلف غرف عمليات القتال، في الوقت الذي أعلن فيه الجيش قبل أيام انطلاق العمليات العسكرية لمواجهة الإسلاميين في درنة، متفاخرا بحصول جيش ليبيا على الترتيب التاسع في أفريقيا ضمن استطلاع أجرته إحدى المؤسسات المتخصصة.
وجرت عمليات تسليم الراية بين الدفعة 51 والدفعة 52 لتعلن بذلك تخرج الدفعة الأولى وانتقال الثانية إلى الصف المتقدم بالكلية العسكرية، وتكريم الطلبة الأوائل للخريجين.
وتم الاحتفال الذي حضره مواطنون وأولياء أمور الخريجين، وهذا هو الظهور الثاني للمشير خليفة حفتر بعد وصوله في 26 أبريل الماضي إلى بنغازي، وتأكيده أنه “بصحة جيدة” لينفي بذلك إشاعات بشأن وضعه الصحي وأنباء تناقلتها وسائل الإعلام الموالية للجماعات الإرهابية حول صحته.(وال – بنينا) ا م