بنغازي 23 مايو 2018 ( وال ) – عادت الحياة لسوق الحوت من جديد بعد أن شهدت المنطقة أشد المعارك وتعرضت للتفخيخ من قبل الجماعات الإرهابية إبان سيطرتها على وسط البلاد لأربع سنوات، بعد التحرير نفضت المنطقة غبار الحرب عن شوارعها بعد تحقق الانتصار على يد القوات المسلحة، وهكذا طويت صفحة معاناة في تاريخ بنغازي، لتنطلق الحياة وتعود لأحد شوارع المدينة وسط البلاد المشهور “بسوق الحوت “وسط فرحه مبهجة من أهل المدينة لعشقهم للمكان وارتباطه بذكريات رمضانية صارت جزء من تقليد شعبي يتكرر كل عام.
يحلّ سوق الحوت بوسط البلاد مرة واحدة سنوياً فقط في شهر رمضان المبارك، يلتقي فيه مرتادو السوق لشراء خبزة التنور والكركديه والمخللات والكنافة ،وغيرها من اشتهاءات الناس خلال الشهر الفضيل.
وكالة الأنباء الليبية رصدت جانبا من أجواء سوق الحوت وسجلت بعض الكلمات التي عبر بها أهل بنغازي من مرتادي السوق عن فرحتهم والبداية مع أحمد نجم ، بائع خبزة التنور يقول :”فرحتنا اليوم برجوعنا لسوق الحوت بعد أربع أعوام فرحة كبيرة، نحن يجمعنا هذا المكان كل عام، نشاهد فرحة الناس لحضورهم للحصول على خبزة التنور، والتجول بهذا السوق”.
علي الحاسي شاب ليبي يكافح لأجل إكمال مسيرته العلمية الجامعية يروى لنا تفاصيل هذا السوق وقال :”منذ دراستي الإعدادية وأنا أتردد على هذا السوق كل عام لأبيع الكركديه ، زبائننا لم يتغيبوا عنا كل عام ، إلا بعد أن بدأت الحرب تغيبنا عن هذا المكان أربع سنوات واليوم عدنا تجمعنا المحبة والأخوة”.
ويروى أسامة الورفلي بائع الكنافة إحساسه بعد عودة السوق ” بعد عودتنا لسوق الحوت بعد تحريره من قبل جيشنا البطل نشاهد أدق التفاصيل لآثار الحرب، ولكن كل ذلك لم يحرمنا من فرحتنا بعودتنا ولمتنا مع أصدقائنا الذين كنا نتلقي معهم كل شهر رمضان من كل عام”.
ويقول أحد مرتادي سوق الحوت سعد قرمان، فرحتنا اليوم كبيرة عدنا بعد أن أقفل هذا السوق لوقوعه في منطقة الاشتباكات، اليوم فرحتنا لا توصف فأول ما دخلت لسوق الحوت اشتريت الخبزة أنا وجاري وصديقي محمد إشتيوي، لشراء الخبزة والكنافة.
أما عبد السلام علي وهو من المترددين على سوق الحوت يقول :”كل عام في شهر رمضان اصطحب معي أطفالي لسوق الحوت، لنتجول معا ونشتري حلويات رمضان وخبزة التنور، الأعوام الماضية ونتيجة لأقفال السوق لوقوعه من منطقة الحرب كان أبنائي يقولون ” امتى ياربي يفتح السوق وتتحر المنطقة راهو رايفنا عليه واجد” ، فالحمد الله اليوم بفضل قواتنا المسلحة انتصرت على الإرهاب وحررت مديتنا ورجعنا لسوق الحوت بعد غياب الأربع سنوات .
أما سعيد بن منصور مبتهج بالعودة لأجواء سوق الحوت ولعب “الجلتوني” مع أطفال الشارع وفرحتهم بافتتاح السوق من جديد رغم الدمار وأضرار الحرب إلا أنهم يلعبون ويفرحون ابتهاجا بعودة أجواء السوق وفرحا بالشهر الكريم الفضيل .( وال – بنغازي) م ك / س ع