بنغازي 21 يونيو 2018 (وال)- أعلن الناطق الرسمي باسم القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية العميد أحمد المسماري ظهر الخميس استعادة سيطرة القوات المسلحة على ميناءي السدرة وراس لانوف بالكامل، مؤكدا أن القوات المسلحة تطارد العدو باتجاه غرب البلاد.
وقال المسماري إن القوات المسلحة كبدت العدو خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، فيما غنمت العديد من الآليات والأسلحة والذخائر بكميات كبيرة وأسرت العديد من المقاتلين.
وشاركت مختلف وحدات الجيش الليبي في هذه العملية الخاطفة، بمساندة سلاح الجو الذي نفذ العديد من الغارات منذ الساعات الأولى للصباح دون أن يتسبب في أضرار مادية للمنشآت النفطية.
تصريحات المسماري جاءت بعد ساعات من إعلان القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية المشير أركان حرب خليفة أبو القاسم حفتر فجر الخميس انطلاق ساعة الصفر لتحرير الهلال النفطي من قبضة الجماعات الإرهابية وتطهيره منها، صادرا أوامره لوحدات الجيش ب “الاجتياح المقدس” لتلك المنطقة خلال كلمة وجهها لهم عبر أجهزة اللاسلكي أثناء تواجده في غرفة العمليات الرئيسية.
وقال القائد العام في وقت سابق اليوم “الآن تدق الساعة ليدوي صداها في كل الآفاق معلنة انطلاق الاجتياح المقدس لتطهير الأرض واسترداد الحق، وتقدما ماحقا لا يذر على الأرض من المعتدين ديارا”.
وأضاف “ستكون دقات هذه الساعة بشرى بالنصر المؤزر من عند الله، ويكون النصر تذكيرا بكفاح الأجداد حين نادى الحق حي على الجهاد”.
وخاطب القائد العام جنوده قائلا: “أيها الأبطال المتأهبون لنصرة الحق والدفاع عن الأرض والشرف تنتظرون بشغف ساعة الصفر لتصاحبها لحظة الانقضاض الخاطف لسحق العدو .. عدو الله والبشر الذي جنى على نفسه وألقى بها إلى الهلك حينما بدأ بالغزو والعدوان وتحالف مع الشيطان وظن أن الأرض بلا فرسان” في إشارة إلى إبراهيم الجضران وحلفائه.
وأصدر المشير خليفة حفتر أوامره للقوات المسلحة بالتقدم قائلا “تقدموا أيها الأبطال فعين الله التي لا تنام ترعاكم” مستذكرا بالآية القرآنية الكريمة “وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون”.
وهاجم إبراهيم الجضران الذي عاد إلى واجهة الأحداث من جديد، بعد قيام جماعته بالتحالف مع ميليشيا سرايا الدفاع عن بنغازي المنتمية فكريا لتنظيم القاعدة ومرتزقة أفارقة في 14 يونيو الجاري منطقة الهلال النفطي أغنى مناطق ليبيا بالنفط ما أدى إلى وقف حوالي أكثر من نصف إنتاج النفط في ليبيا.
وقال مصدر عسكري إن هجوما كبيرا لقوات الجيش بدأ بعد صدور أوامر القائد العام تشارك فيها مختلف الوحدات بما فيها سلاح الجوي، مؤكدا أن هذه العملية ستكون دقيقة للغاية لتجنيب المنشآت النفطية خطر الدمار والمزيد من الخراب.
وهذه ليست المرة الأولى التي تتسبب فيها أعمال الجضران في خسائر تقدر بمليارات الدولارات، فقبل حوالي 5 سنوات فرض نفسه آمرا لحرس المنشآت النفطية في المنطقة الوسطى، بعد أن قاد عددا من المسلحين وقام بالاستيلاء على عدد من الموانئ النفطية في البلاد ومنع إنتاج وتصدير النفط وهو ما ترتب عنه أزمة اقتصادية، بعد تسجيل خسائر مادية بلغت حوالي 110 مليارات دولار، حسب إحصائيات المؤسسة الليبية للنفط.
وقال رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله في وقت سابق إن حجم الدمار في منطقة الهلال النفطي كبير جدًا، مشيرًا إلى أن عدد الخزانات كان 13 خزانًا قبل أحداث 17 فبراير 2011، أصيب منها 8 خزانات في الحروب الماضية وبقي منها 5 خزانات، قبل أن يصاب خزانين اثنين آخرين خلال هذا الهجوم الأخير.
ومنذ طرد قواته من منطقة الهلال النفطي عام 2016، اختفى إبراهيم الجضران حوالي سنتين، قبل أن يظهر فجر الخميس الماضي عشية عيد الفطر المبارك، عندما شن هجوما مباغتا على ميناءي راس لانوف والسدة بمنطقة الهلال النفطي شمال شرقي ليبيا، وأعلن في فيديو مصور عن إطلاق عملية عسكرية على حد تعبيره تستهدف استعادة منطقة الهلال النفطي، التي تدور في محيطها اشتباكات عنيفة بين أتباعه وقوات الجيش الليبي، أودت بحياة العشرات وسببت أضرارا مادية كبيرة، بعد توقف إنتاج النفط وتدمير جزء مهم من البنية التحتية. (وال – بنغازي) ا م