ترهونة 23 يونيو 2018 (وال) – نظمت مدرسة الفروسية بمدينة ترهونة مساء أمس الجمعة إحتفالية بميدان الفروسية بمناسبة مرور الذكرى 103 لمعركة الشقيقة الشهيرة التي خاضها الاباء والاجداد ضد الغزو الايطالي بترهونة والتي وقعت يوم 18/ 6/ 1915م.
هذا وحضر الإحتفال عميد وأعضاء المجلس البلدي ورئيس وأعضاء مجلس مشايخ وأعيان قبائل ترهونة ومسؤولي من الاجهزة الخدمية والامنية إلى جانب جمعاً من ابناء وأحفاد المجاهدين وكوكبة من الفرسان الشعبيين والشعراء الشعبيين.
وتخلل الإحتفال العديد من الكلمات والقصائد الشعرية التي أكدت على اهمية الإحتفال بذكراها (المائة وثلاثة) عرفاناً ببطولات الآباء والأجداد وتخليدا لدمائهم الطاهرة وتذكيرا للأجيال اللاحقة للحفاظ على تراب الوطن وبعواقب التفريط في سيادته والمتاجرة باستقلاله .
وتضمن البرنامج العام للإحتفال على عروض للفروسية الشعبية وفقرات فنية منوعة للشعراء الشعبيين ولفرقة اجيال ترهونة.
ومن جهته قال الدكتور عبدالرحيم البركي في بياناً بمناسبة الذكرى الخالدة أن شعوراً منا بالقضايا المصيرية التي كافح وناضل من أجلها الآباء والأجداد ، فكانت ولا زالت عمقاً تاريخياً نعتز به وننتمي إليه.
وأضاف البيان أن في رحلة جهادية انطلقت من بداية صدر الإسلام ، واستمرت حتى معارك الشرف والبطولة التي خاضها آباؤنا وأجدادنا ضد الطليان الفاشست ، في الهاني ، والشط ، وملحمة القرضابية الشهيرة ، وقد سطرت قبائل ترهونة بعد مشاركتها في معظم معارك الشرف والجهاد ،في مثل هذا اليوم الثامن عشر من شهر يونيو من العام 1915م ملحمة استثنائية سُمِيت تاريخياً بمعركة الشقيقة.
وتابع البيان “أن تلك الملحمة التي تنادت فيها كل قبائل ترهونة ، وهبت من جبالها ووديانها وسهولها ، لتؤكد أن التلاحم الوطني قيمة دينية وتاريخية واجتماعية ، وأن الدفاع عن الوطن هو دفاعٌ عن الشرف والعرض وهو واجب دينيٌ مقدس”.
وأكمل البركي في البيان “قد شهد لقوة المعركة ، وجسارة المجاهدين وحنكة القيادة العسكرية فيها العدوُّ قبل الصديق ، وكما يقال ” الفضل ما شهد به الأعداء ” ،ولازالت قبائل ترهونة ترعى هذا المجد التليد ،وتصون انجازاته ،وتحفظ ذاكرتها التاريخية تفاصيل المشهد البطولي،الذي عبر عن وحدة قبائل ترهونة ، وتآزرها ، هكذا تبنى الأوطان ، وهكذا تتحقق الانتصارات.
وأشار البيان إلى أن ما تعيشه ترهونة اليوم من تكاثفٍ وترابطٍ قوي بين قبائلها ، ودعم كبير لجميع أجهزتها الخدمية والعسكرية والأمنية هو بالضبط تواصل الماضي بالحاضر ، وثباتٌ راسخٌ على مبدأ الانحياز للوطن وتاريخه الناصع، وإحياؤنا اليوم لذكرى معركة الشقيقة هو إحياءٌ لوحدة الصف والموقف،ضد كل الحملات الاستعمارية الصليبية على بلادنا.
وأضاف البيان أن هذه الملحمة مناسبة تاريخية لعقد مراجعة فنية لمسيرة تاريخ ليبيا وما آلت إليه من حالٍ متأزمٍ على جميع المستويات ، فالأحداث التاريخية غالباً ما تساعد على تلمس أسباب الفشل وخيبة الأمل ، والتمسك بعوامل النجاح والانتصار.
واختتم الدكتور عبدالرحيم البركي البيان بقوله “تحية لشهداء معركة الشقيقة التاريخية ولرجال ترهونة اليوم الذين حافظوا على تاريخ ترهونة المشرف، ووصلوا بمدينتهم إلى حيث البناء والتنمية، والحاضنة الأم لكل عملٍ وطنيٍ ، والرائدة في مشاريع الإصلاح ولمِّ شمل الليبيين ،وابتعدوا بها عن أُتُون السياسة وتجاذباتها، تحية لقبائل ترهونة المجاهدة. . (وال – ترهونة) أ ف / هــ ع