الرجمة 28 يونيو 2018 (وال) – أيها الشعب الليبي العظيم أيها الليبيون الشرفاء الذين استجابتوا لنداء الكرامة في يومها المشهود وأعلنتم تفويض جيشكم لمكافحة الإرهاب.
أيها الشباب الغاضب الثائر الذي احتشد أمام بيتي يطالب بالثأر من الإرهاب والقضاء عليه أيتها الأمهات أيها الآباء الذين دفعتم بأغلى ما لديكم إلى محاور القتال، أيها الشيوخ الحكماء والأعيان الأفاضل الكرماء في قبائلنا المجاهدة الذين ناصروا الجيش وحثوا على مساندته ودعمه أيها الليبيون المتطلعون إلى ساعة الخلاص وتحرير مدننا العريقة الطاهرة اليوم يتجدد موعدنا كعادتنا مع النصر وموعد الإرهابيين وأعوانهم كعادتهم مع الهزيمة فبالأمس القريب أعلن جيشكم تحرير مدينة بنغازي من الإرهاب بعد كفاح مرير وتضحيات جسام ليتواصل الكفاح في هذا اليوم المجيد الذي نعلن فيه وبكل فخر تحرير مدينة درنة الغالية على نفوس كل الليبيين وعودتها آمنة مطمئنة إلى حضن الوطن لتعم الفرحة كامل أرجاء ليبيا.
وبهذه المناسبة السعيدة نتقدم بالتحية والتهنئة لأهلنا في مدينة درنة الذين فاضت مشاعرهم بالفرحة والبهجة والسعادة والسرور منذ أن أطلت عليهم الطلائع الأولى لقواتنا المسلحة وعبروا عن تلك المشاعر التي غمرت قلوبهم بالتكبير والزغاريد ترحيبًا بالجيش الوطني الليبي واستبشارًا بعهد جديد من الحرية والأمن والسلام ويأبى الله إلا أن يكون نصرنا مضاعفًا مثل ما كان كفاحنا وصبرنا مضاعفًا.
فقد انطلقت حملة الاجتياح المقدس وأصبح خلال ساعات قليلة ميناءا رأس لا نوف والسدرة تحت سيطرة ضباطنا وجنودنا الميامين وهم يرفعون راية العزة والنصر ويطاردون الجبناء الفارين من المعتدين الإرهابيين والمرتزقة المأجورين، ومازالت قواتنا المسلحة من المشاة ونسور الجو تطاردهم وتتعقب آثارهم ولن يجدوا في ليبيا ما يحجبهم عن بنادقنا ورادارات طائرتنا أو يحميهم من قذائف مدافعنا هذا هو الجزاء العادل وسوء العاقبة وسوء المصير للذين تسول لهم أن يمسوا ثروات الليبيين أو يستهينوا بجنودنا المقاتلين .
ولا يخفى على القاصي والداني حجم التضحيات التي قدمها الجيش الوطني من شهداء وجرحى دفاعًا عن ثروات الشعب التي منّ الله بها عليه لاتفاقها في التنمية وبناء الدولة والمستقبل وضمان حياة مزدهرة وعيش كريم، وأن الشعب يرفض أن تتحول ثرواته إلى مصادر تمويل للتنظيمات والعصابات الإرهابية والمرتزقة لشراء السلاح والذمم، أو لتحقيق المصالح الدولية على حساب مصالح الشعب وتضحيات الجيش وتتحول أيضًا إلى خزائن مفتوحة للسرقة والنهب وترف الفاسدين ليحيا شعبنا حياة العوز والفقر.
أيها الضباط والجنود المقاتلون في قواتنا المسلحة والأجهزة الأمنية والقوى المساندة للجيش من أين لنا أيها الأبطال أن نجد في مفردات اللغة ما نعبر به عن فخرنا واعتزازنا بكم وما نصف به مقدار عطائكم وحجم تضحياتكم ورباطة جأشكم وقوة إيمانكم وإصراركم على تحقيق النصر أو نيل الشهادة فلن تسقط ليبيا وأنتم رجالها وفرسانها ولن تقوم للإرهاب قائمة وأنتم له بالمرصاد.
فاليوم تنتكس رايتهم بانتصاراتكم لترتفع محلها راية الأمن والسلام رغم أنف الإرهابيين والداعمين لهم من وراء الحدود من تنظيمات وحكام فاسقين ومع هذه الانتصارات الساحقة المتلاحقة يتحتم على العالم أن يتقدم لكم بالشكر الجزيل ويعترف لكم بالفضل والجميل في حمايته من الإرهاب، وأن يرد لليبيا ولو جزءً من هذا الجميل، لكنه عوضًا عن ذلك يفرض على جيشنا حظر التسليح ويغض الطرف عن ما يتلقاه الإرهابييون من دعم بالمال والسلاح، حفظكم الله جميعًا أيها الأبطال المغاوير ومن نصر إلى نصر بإذن الله إنه نعم المولي ونعم النصير، اللهم تقبل شهداءنا برحمتك واجعل الآخرة خيرًا لهم من الأولى وأسكنهم فسيح جناتك، واجعلهم من الذين وصفتهم في القران الكريم بسم الله الرحمن الرحيم ” فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ” صدق الله العظيم