دمشق 26 أغسطس 2018 (وال) – أعلن في سوريا الثلاثاء الماضي عن وفاة الكاتب والروائي الكبير حنا مينة بعد رحلة أدبية طويلة.
– حياته في سطور
ولد الروائي حنا مينة في مدينة اللاذقية السورية عام 1924، وقد أشار بأنه أديب الحقيقة والصدق، عصامي ساهم في اثراء الرواية العربية وعمل بإجتهاد وقدم أدبا تميز بروعته وجماله.
وهو أحد مؤسسي “اتحاد الكتاب العرب” في سوريا.
– رحلته الأدبية
بدأت بصورة متواضعة، تدرج فيها في كتابة العرائض للحكومة ثم في كتابة المقالات والأخبار الصغيرة للصحف في سوريا ولبنان ثم تطور إلى كتابة المقالات الكبيرة والقصص القصيرة.
-مميزات أدب حنا مينة عن غيره
كان أدب حنا مينة واقعيا جدا، وقال عن نفسه ” إنه كاتب الواقعية الاشتراكية، ويرفض الواقعية باعتبارها مدرسة في التعبير الأدبي تأخذ الواقع كما هو “، فالواقع في الحياة في رأيه يصير واقعا فنيا في العمل الأدبي.
ويعد مينة من أبرز الروائيين في العالم العربي، حيث رصد عبر أكثر من أربعين رواية على مدى نصف قرن قضايا الناس، وانتقد فيها الاستغلال والجشع واضطهاد المرأة.
وتميز مينة بأسلوبه المغرق في الواقعية في تصويره لأبطال رواياته الذين يختار معظمهم من حواري وأزقة مدينته اللاذقية، دون أن يعمد حتى إلى تغيير أسمائهم.
كما ساد عنصران مهمان عالم حنا مينة الروائي، أولهما: البحر، الذي، كما يقول واكيم أستور في تقديمه لرواية “الدقل”، هو ميدان لكل الصراعات.
أما العنصر الآخر المهم فهو الحارة الشعبية في مدينة اللاذقية في عالم مابين الحربين العالميتين.
-أبرز مؤلفاته
من أبرز مؤلفاته “المصابيح الزرق” و”الياطر” و”الأبنوسة البيضاء” و”نهاية رجل شجاع” و”الدقل”، وذلك ضمن الكثير من الروايات والأعمال الأدبية الأخرى.
كما صدر له قرابة خمسين كتابا جلّها في الأدب الروائي ، وبعضها بالاشتراك أو خصص لمقالاته ودراساته: منها رواية (الأرقش والغجرية) و(البحر والسفينة) و(عروس الموجة السوداء) و(نهاية رجل شجاع) التي أنتجت مسلسلاً حصد شهرة كبيرة في تسعينيات القرن الماضي. ورواية (المرفأ البعيد) و(المرصد) و(بقايا صور) و(الشمس في يوم غائم).
-نهاية قلم
على الرغم من أنه أوصى بعدم نشر خبر وفاته، في أي وسيلة إعلامية ، حيث كتب وصيته منذ 10 سنوات، بخط يده، طالبا فيها بعدم نشر خبر وفاته، كتب فيها “عندما ألفظ النفس الأخير، آمل، وأشدّد على هذه الكلمة، ألا يذاع خبر موتي، في أي وسيلة إعلامية، فقد كنت بسيطاً في حياتي، وأرغب أن أكون بسيطا في مماتي”.
إلا أن وسائل الإعلام لم يكن بمقدورها التقيد ، تحديدا، بهذا الشق من الوصية، فسارعت إلى نشر خبر وفاته، ومنها وكالة “سانا” السورية الرسمية، وغيرها من وسائل إعلامية، ليعلن رحيله في سوريا بعد رحلة مع مرض عضال عن عمر ناهز 94 عاما.( وال – دمشق ) س خ / س ع