بنغازي 21 سبتمبر 2018 ( وال ) – تحتضن اليوم الجمعة قاعة أحمد موسى الحاسي المغطاة للألعاب الرياضية في مدينة المرج ، حفل اعتزال اللاعب الدولي الأسبق في كرة السلة الليبية محمد عيسي مرسال، وذلك بمشاركة أبرز نجوم الباسكت الليبي، في عرسٍ احتفالي يشرف عليها عشاق نادي المروج في بادرة هي الأولى من نوعها.
مرسال الفتى الذهبي
الجمعة وعند الساعة السادسة تماماً بالقاعة المغطاة سيعلن محمد مرسال تخليه عن مزاولة اللعبة، بل ستشهد القاعة ذاتها توديع أحد أعظم لاعبي كرة السلة الليبية الذين مروا على ملاعب ليبيا عن عمراً ناهز الـ 40 عاماً ، صال وجال فيها وكان رقماً صعباً في معظم الأوقات والمباريات التي خاضها.
مرسال الفتى الذهبي رغم اختلاف لون بشرته وأحد أبرز النجوم التي أنجبتها مدرسة المروج، كان بارعاً منذ طفولته وأعلن عن ميلاده مبكراً، بعد أن قدم أداءً رائعاً وملفتاً للنظر خاصة في لعب الرميات الثلاثية التي أشتهر بها مما منحته مكاناً أساسياً بفريقه الأم المروج وسط نخبة من كبار السلة.
الرقم الصعب أو بالأصح ماهر الثلاثية، ها هو اليوم يضع حداً لمسيرته ويعلن اعتزاله نهائياً كرة السلة، لتنتهي مسيرة أحد أساطير كرة السلة الذين تركوا بصمتهم ووضعوها في تاريخ ثاني الألعاب شعبية في العالم، سيما أن مرسال كتب قصة نجاحه بسرعة البرق، بل رواية يصعب تكرارها مجدداً وذلك من خلال التتويجات التي تحصل عليها في كل محطة توقف عندها.
ولد ليكون نجماً
وبما أن لكل شيء نهاية مهما كان كبيراً أو مميزاً، إلا أن مرسال منذ نعومة أظافره وكأنه ولد ليكون نجماً في كرة السلة، التي دائماً ما يشعر بالشغف اتجاهها، كيف لا وهو الذي فرض نفسه عملاقاً للسلة سواء كان محلياً مع الأندية التي أمتعها بإبداعاته أو خارجياً عندما شارك مع المنتخبات الوطني والأندية المحلية فكان يغازل في الخصوم بثلاثياته البارعة.
بارع الثلاثية
ملك الثلاثية، وبارعهاً، والتي سجلت في يوماً من الأيام بثلاثية مرسال، تاريخه البطولي ناصع البياض، وصعد في العديد من المرات إلى منصة التتويجات، ناهيك على أنه يعتبر قدوة ومثل أعلى لكل لاعبي السلة، وذلك لما حققه من إنجازات غير مسبوقة في عالمها، فهو حاصد الجوائز ومحقق الألقاب ومُحطم الأرقام القياسية.
واصل محمد عيسي مرسال – تألقه وإبهاره للجماهير في مواسمه التالية،والذي حقق فيها معدلات مهارية فاقت ما حققه في الموسم الأول، ليطلق العنان عن تذوق أول بطولة مع فريقه الأم المروج موسم 96 ، ومنها توالت الانتصارات والإنجازات التي أصبحت هوايته واللغة المفضلة التي يتكلم بها.
أول مشاركة
بكل تأكيد أن من أهداف كل لاعبي هو الوصول إلى الفريق الأول ومن ثم تمثيل بلاده وارتداء غلالتها، فمرسال كان كبير في عطائه سخي في أدائه رغم صغر سنة، وأستغل أولى الفرص الذهبية، فكانت أول مباراة يلعبها في حياته مع فريق المروج الأول أمام فريق خالد بن الوليد موسم 94 /95 ومنها بدأت الأيادي الذهبية في غزو كل لوحات الهدف والحلقات في القاعات الليبية.
التأثير والرحيل
لاشك أن كل اللاعبين يعجبون ويتأثرون بلاعبين آخرين، وذلك من خلال المستويات الرفيعة والقوية والممتعة التي يطربون بها جماهيرهم، فالظاهرة الليبية وأحد أساطيرها – مرسال وأثناء الحديث معه – فأنه كان متأثر كثيراً في بدايته بالشقيقان عبد الله وعبد الرحمن عبدو، فقرر السير على خطاهم ونجح في ذاك بل أعتقد أنه رحل بعيداً عنهم، لكنهم يظلون هما الاثنين من تأثر بهم في بدايته.
محطة احترافية
الجوهرة الليبية في الكرة السلاوية أصبح ينظر إلى ما هو بعيد وهي مسألة الاحتراف خاص أن اللاعب طلبت وده العديد من الأندية المحلية والخارجية، ورسم مع المنتخب أجمل الفصول الدراماتيكية، أو بالأصح الفصل الاستمتاعية، وأختار بعد ذلك تونس لتكون المحطة الخارجية بعد أن توقف النشاط عام 2011 ، حيث لعب مرسال إلى كل من الاتحاد المنستيري والنجم الرادسي، فقدم معهما أداء نال أعجاب متابعي السلة، وترك بصمة خالدة في القاعات المغطاة التونسية من خلال السيمفونية التي أطربت الجماهير خاصة بثلاثياته التي تأتي في الأوقات الحساسة.
وحقق مرسال الذي ارتدى غلالة أربع أندية بالدوري الليبي العديد من الألقاب، بل كان سبباً رئيساً في حصدها، لاسيما أن أول بطولة ينالها كان موسم 96 مع فريق المروج ومنها كانت أجمل فصول الحكاية.
طريق النجومية
الموهوب – الذي أشتهر بالثلاثية علقت عليها جماهير المروج صحبة العديد من اللاعبين أمالهم في حصد المزيد من الألقاب، ففي موسم 98 توج ببطولة كأس ليبيا مع المروج، وعاود مجدداً ليتذوق طعم بطولة الدوري مع المروج عام 2000، وتمكن الموهبة الذي شق طريقة نحو النجومية بنجاح عام 2004 من التتويج مع المروج بكأس ليبيا.
مرسال الفنان – أو الورقة الرابحة للمروج آن ذاك استطاع نيل كأس السوبر الليبي مع المروج موسم 2004/2005 ، ومن بعدها فضل الرحيل والبحث عن نفسه وذاته، ومن ضمن المحطات التي توقف عندها هي أندية الشباب ، والأهلي طرابلس، والهلال وفيها كتب عنوان بأنه موهبة لا يضاهيها أحد ويصعب تكرارها.
السيطرة على عرش اللاعبين
سيطر على عرش لاعبي السلة الليبية لسنوات طويلة، كيف لا وهو من جيل فقيد الرياضة السلاوية – أحمد عبدو – فمع فريق الشباب كان الميعاد، تفنن مرسال، وبرزت بشكل أكثر من رائع ليتمكن اليافع من تحقيق ثلاثة كؤوس متتالية مواسم 2008/2009/2011 .
بعدها طموحاته أصبحت كبيرة وتطلعاته للمستقبل ونيل البطولات أكبر، حيث تحصل مع الأهلي طرابلس على بطولة الدوري موسم 2013/2014 ، إضافة إلى كأس ليبيا للباسكت موسم 2018 ،فيما كان للجوائز الفردية قصة سيذكرها التاريخ وهي تحصله على هداف بطولة الأندية الأفريقية عام 2008 والتي أقيمت في تونس،وكذلك وأفضل لاعب مركز ” 2 ” بالإضافة إلى تحصله في البطولة ذاتها على أفضل رامي ثلاثية، وتم اختياره ضمن التشكيلة الخماسي لأفضل لاعبي البطولة الإفريقية عام 2008 .
لم يتوقف عطاء هذا اللاعب إلى هذا الحد فحسب وإنما استطاع التتويج بجائزة هداف الدوري الليبي لكرة السلة في أحد عشرة مناسبة، وكان قائداً للمنتخب الوطني لأكثر من إثني عشرة عاماً، ومن أبرز مشاركته الدولية هي البطولة الإفريقية عام 2009 والتي أقيمت في ليبيا.( وال – بنغازي )س أ/ ع ع