القاهرة 12 ديسمبر 2018 (وال) – أشاد المُتحدث الرّسمي باسم القيادة العَامة للقوات المُسلّحة العَربيّة الليبية عميد أحمد المسماري باجتماعات القاهرة لتوحيد المؤسّسة العسكرية الليبية والتى جاءت بمبادرة مصرية، موضحًا أن الأطراف الليبية تتمسّك بالدّور المصري لرعاية الحوار بين العسكريين الليبيين.
وأكّد “المسماري”، فى حوار خاصٍّ لـ”اليوم السّابع” على هامش زيارته الخاطفة إلى القاهرة، على أنّ القوّات المسلّحة تشكّلت فى الأراضي المصريّة ، وغالبيّة القوّات في سبعينيات القرن الماضي تدربت فى مصر، موضحا أنّ العسكريين الليبيين يشاركون فى اجتماعات القاهرة ،بقناعةٍ تامّة “لأننا نعي أن مصر ستنحاز بشكلٍ كاملٍ للعسكريين الليبيين”.
وكشف عميد “أحمد المسماري” عن كواليس اللقاء الأخير الذي جرى فى القاهرة بين العسكريين الليبيين ،منذ عدّة أسابيع، مؤكّدًا أن الاجتماع ضمّ اللجنة العليا لتوحيد المؤسّسة العسكريّة الليبيّة، التي تتكوّن من عدد من الضّباط الليبيين، مؤكّدا أنّ اجتماعات القاهرة، حسمت كافة الملفات الخاصة بهيكلة الجيش الليبي ويتبقّى فقط حسم الخلاف حول منصب “القائد الأعلى” للجيش، موضحا أنّ العسكريين الليبيين ينتظرون دعوة القاهرة لاجتماع جديد يحسم كافة الملفّات ،ويتم التوقيع النهائي على الاتّفاق.
وأكّد المتحدّث باسم القوات المسلّحة أنّ القائدالعام للقوات المسلّحة العربية المشير أركان حرب “خليفة أبو القاسم حفتر” يرى أن منصب القائد الأعلى ،لا يجب إسناده إلّا للرئيس المنتخب فى ليبيا، مشيرا إلى أن المشير “حفتر” لا يريد تقلّد المنصب، وأنه لديه مبررات فى رفض تولي المجلس الرئاسي “فائز السّراج”، لقيادة الجيش الليبي، بسبب فرض المجتمع الدولي لحكومته على الشعب الليبي.
وأشار “المسماري” إلى رغبة القيادات العسكرية الليبية فى استكمال هيكلة الجيش الوطني، مؤكدا أن القيادة العامة للجيش الوطني لن تقوم بأي إملاءات أو شروط ،وتسعى لتحقيق ما يخدم المؤسّسة العسكرية الليبية.
وحول كواليس القمة الأمنية المصغّرة، التى شارك بها المشير “حفتر” فى مدينة باليرمو الإيطالية، أكّد المتحدّث، أن مشاركة القائد العام فى قمة هدفه بحث ملف الهجرة غير الشّرعية والجريمة المنظمة، التى تهدد أمن واستقرار ليبيا، وتأمين دول الجوار الليبي لحدودها المشتركة مع ليبيا، مؤكدا أن الاجتماع درس مشكلة تأمين الحدود ودور كل دولة في ذلك.
وأكد “المسماري” رفض القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير “خليفة حفتر” حضور تركيا وقطر فى القمة الأمنية المصغرة فى باليرمو ؛لأن البلدين هما الحاضنة الرئيسية لجماعة الإخوان والجماعة الليبية المقاتلة ،والداعم المالي والسياسي الأول للجماعات الإرهابية فى ليبيا، مؤكدا أن قطر وتركيا أعداء لليبيا في هذه الفترة التي تعيشها البلاد بسبب دعمهم للإرهاب.
وأوضح “المسماري” أنّ الاتّفاق الأخير بين المجلس الأعلى للدّولة ومجلس النّواب الليبي الخاص بالاتّفاق على تمرير قانون الاستفتاء ،ينسف مخرجات اتفاق الصخيرات والمجلس الرئاسي الليبي الذي يترأسه “فائز السراج”.
وحول اجتماع المشير “حفتر” الأخير فى روما، أكد عميد “أحمد المسماري” أن هناك دولا ،تسعى للحفاظ على رئيس المجلس الرئاسي”فائز السراج” ومن بين هذه الدول (إيطاليا)، مشيرا إلى أن روما تسعى لتمديد فترة تواجد السّراج في المؤسسات الليبية خلال الفترة المقبلة.
وأكد “المسماري” أن الجيش الليبي ليس ضد رئيس المجلس الرئاسي “فائز السراج”، مضيفا “لسنا ضدّ السّراج فهو ليس بإرهابي أو متطرّف”، متهمًا فى الوقت نفسه، بعض أعضاء المجلس الرئاسي الليبي الحالي انتمائهم إلى جماعات إرهابية ومتطرفة، إضافة إلى وجود قيادات إخوانية داخل المجلس دعمت الإرهابيين في بنغازي.
وحول حقيقة ما تردد عن وجود خلافات بين القائد العام، ورئيس مجلس النواب المستشار “عقيلة صالح”، نفى المسماري، وجود أي خلافات بين الطرفين، مؤكدا أنّ المعركة تحوّلت لمعركة سياسية يقودها مجلس النواب، موضحا أنّ قوات الجيش تتعامل مع المستشار “عقيلة صالح” وفق الإعلان الدستوري كونه القائد الأعلى للجيش .
وحول تطورات الأوضاع الأخيرة فى جنوب ليبيا وغلق حقل الشّرارة النفطي، أكد عميد “أحمد المسماري”، أنّ القوات المسلحة أطلقت عملية الكرامة للقتال من أجل كرامة الليبيين، مشيرا إلى أن مدن الجنوب الليبي من أهم المكونات الجغرافية للبلاد كونها مناطق حوض النفط والغاز ومزارع إنتاج الحبوب والغلال.
وأوضح أن أبناء المنطقة الجنوبية يعانون من الفقر والعوز؛ بسبب عدم وجود بنية تحتية لهذه المدن وتهميشها منذ نظام القذافي، موضحا أنّ الانهيار حدث فى تلك المنطقة بعد دخول عدد كبير من الأفارقة إلى مدينة سبها التي باتت تعاني من التغيير الطبوغرافي.
وكشف المتحدث باسم القوات المسلحة عن قيام دول ،بضخ أموال ضخمة لشراء ممتلكات فى مدينة سبها من مبانٍ ومزارع وأراضي لأهداف خطيرة، مؤكدا أنّ حكومة الوفاق الوطني برئاسة “فائز السراج” غير قادرة على حلّ مشكلات مدن الجنوب الليبي، وأن قوات الجيش الوطني تمتلك قوات ووحدات عسكرية لكن ينقصها أجهزة الاتصال والسلاح، متهما المجتمع الدولي بالتغاضي عن صيحات أهالي الجنوب الليبي ويرفض رفع حظر التسليح عن الجيش الوطني الليبي.
وكشف “المسماري” عن وجود (30) ألف مقاتل يتبعون قيادة الجيش الليبي في مدن الجنوب الليبي، مؤكدا أن القيادة العامة للجيش قادرة على رفع هذا العدد إلى (50) ألف مقاتل في غضون عامين؛ وذلك عبر مراكز التدريب والكليات العسكرية التي تتبع القيادة العامة للجيش الليبي.
وأكّد “المسماري” أن مدينة سبها أصبحت ورقة سياسية تتلاعب بها بعض الأطراف، وأنّ قيادة الجيش الليبي تتفهم مطالب أهالي الجنوب الليبي وتدعمهم، موضحًا أنّ قوات الجيش بحاجة لقوة عسكرية كبيرة ،لتأمين مدن الجنوب وتوفير السلاح اللازم.
وحول موقف المشير “خليفة حفتر” مع المؤتمر الوطني الجامع، أكد “المسماري” أنّ القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير “حفتر” يرحّب بكل خطوة تؤدي لإنهاء الأزمة وعدم إطالتها ،سواء أمنيا أو اقتصاديا ويؤيد بقوة ما يتفق عليه الشعب الليبي، مؤكدا تمسك قيادة الجيش بالإطار الزمني الذي وضعته بعثة الأمم المتحدة لإجراء الانتخابات ربيع عام 2019م. (وال – القاهرة) ع ع