بنغازي 12 ديسمبر 2018 (وال)- يعدّ مرض اللشمانيا مرض طفيلي المنشأ ينتقل عن طريق قرصة ذبابة الرمل؛ وهي حشرة صغيرة جدا لا يتجاوز حجمها ثلث حجم البعوضة العادية، لونها أصفر وتتنقل قفزا ويزداد نشاطها ليلا ولا تصدر صوتا، لذا قد تلسع الشخص دون شعوره بها، وتنقل ذبابة الرمل طفيلي اللشمانيا عن طريق مصه من دم المصاب (إنسان أو حيوان كالكلاب و القوارض) ثم تنقله إلى دم الشخص التالي فينتقل له، وينتشر المرض في المناطق الزراعية والريفية، وانتشرت في مناطق يبرود بشكل ملحوظ في مزارع ريما والمشكونة والمنطقة الصناعية وعقوزة ومعرة يبرود.
وتظهر اللشمانيا الجلدية بعد أسابيع عدة من لسعة ذبابة الرمل، على شكل حبوب حمراء صغيرة أو كبيرة ثم تظهر عليها تقرحات ويلتصق على سطحها إفرازات متيبسة ولا تلتئم هذه القروح بسرعة، تكبر القرحة بالتدريج وخاصة في حالة ضعف جهاز المناعة عند الإنسان وتظهر عادة هذه الآفات في المناطق المكشوفة من الجسم ، وتتراوح مدة الشفاء من ستة أشهر إلى سنة.
في حوار لها مع وكالة الأنباء الليبية، قالت وكيل كلية الصحة العامة وعضو هيئة تدريس في كلية الصحة العامة جامعة بنغازي، الدكتورة “سميرة صادق الجربوعي”، بعد مناقشة ورقة بحثية بالخصوص، أن مرض اللشمانيا يسببه طفيل وليس فايروس، وينتقل عن طريق حشرة صغير الحجم، تشبه البعوضة، وتسمي ” بذبابة الرمل ” ويوجد أكثر من 20 نوع مسبب للمرض، وأن تاريخ ظهور هذا المرض في المغرب العربي منذ 1980.
وكشفت “الجربوعي” عن أن هذا المرض منتشر في ليبيا من الناحية الجلدية، بمنطقة جبل نفوسة والجبل الغربي وبسرت ومصراتة، أما المنطقة الشرقية فلدينا حالات بسيطة مقارنة بالمنطقة الغربية، وبسبب قلة الأبحاث في البلاد لم يعرف متى كان أول ظهور له.
وواصلت “الجربوعي” أنه ليس لدينا طرق وقاية وطرق تمنع الإصابة بالمرض، سوى عن طريق منع الحشرة من الوصول لجسم الإنسان ولسعه.
وأشارت “الجربوعي” إلى أنه يكثر وجود الحشرة في المزارع أو أي مكان تتواجد فيه الحيوانات، و في الأغلب أكثر وقت تعتبر فيه الحشرة نشطة هو المساء، حيث نبهت بضرورة لبس ملابس واقية، ووضع مرهم على منطقة الوجه واليدين من شأنه منع الحشرة من اللسع.
وأضافت “الجربوعي” أن اللشمانيا عدة أنواع تختلف من مكان لمكان ولديها أربع طرق لإصابة الإنسان، منها ما يصيب الأجزاء الخارجية للجسم (كالوجه واليدين والأقدام)، ونوع آخر يصيب الأحشاء الداخلية (كالعمود الفقري والطحال) ويعد من أصعب الأنواع، و نوع آخر يصيب (الأغشية المخاطية كالأنف والعيون والأذن) أما النوع الأخطر فهو يجمع كل الأنواع السابقة.
وعن أنواع اللشمانيا أوضحت “الجربوعي” أن أنواعها عديدة حسب نوع الطفيلي المنتشر في المنطقة.
وتابعت أن المنتشرة أكثر هي اللشمانيا الجلدية؛ حيث تكون على شكل حبة حمراء ذات فتحات صغيرة يخرج منها تقرحات، أو على شكل حبة حمراء نافرة فوق سطح الجلد وفي حالة إزالتها تكشف عن قرحة غائرة وهي غير مؤلمة، وتزداد هذه الحبة في الحجم (1-2سم) ثم تشفى تدريجياً؛ ليكون مكانها ندبة غائرة تترك أثراً طوال العمر، ويستغرق الشفاء التلقائي من 6–12 شهراً تاركة ندبة غائرة.
وأشارت “الجربوعي” إلى أن الليشمانيا الجلدية تشفى حتى بدون علاج ولكن العلاج يسرع الشفاء.
وفي (تاورغاء) تم الكشف عن حالات كثيرة خاصة بعد قيام النازحين بزيارة المدينة، التي أصبحت حاضنة لهذه الحشرة، ذلك لأن الحرب التي مرت بها المدينة، هيأت البيئة الخصبة لإنتشار هذا المرض.
وفي هذا الصدد قال مشرف الرصد والتقصي الوبائي طبيب الصحة العامة، “حسين العوامي”، أن الناقل المسؤول عن نقل المرض مستوطن في مدينه تاورغاء؛ نظرا للبيئة بالمنطقة والمستنقعات زاد من انتشار المرض، وبخصوص إصابة بعض النازحين من مدينة تاورغاء ناتج عن زيارتهم لمدينة تاورغاء وتم إصابتهم بالمرض بسبب لدغه ذبابة الرمل.
وتم توعية النازحين بالإجراءات الوقائية الواجب اتخذاها عند زيارتهم للمنطقة؛ وذلك بارتداء ملابس سميكة تكون طويلة وعدم ارتداء الملابس الصيفية ،واستخدام المستحضرات الجلدية المانعة ومنفرة للسعة الذبابة وإجراء حماية للنوافذ(الريتي)؛ لعدم دخول الناقل للمنازل، وبخصوص العلاج تم التواصل مع منظمه الصحة العالمية؛ لتوفير العلاج خلال الأيام القليله القادمة.( وال – بنغازي) ف و / ب ف / س ع / ع ع