بنغازي 13 ديسمبر 2018 (وال) – يشتكي طلابٌ من المدارس الحكومية بمراحلها المختلفة من انعدام الأنشطة والمواد الترفيهية في المدارس العامة إلى جانب زيادة في نقص عدد دقائق الاستراحة عن العام الماضي.
ويتّفق عدد من الطلاب على إن عدم وجود متنفس واحد في دوامهم اليومي، هو من أهم العوامل التي أدت إلى انعدام شغفهم للذهاب إلى المدارس وفتور تركيزهم في الحصص الدراسية.
غياب حصص الموسيقا والرياضة
وأكدت تلميذة بالمرحلة الابتدائية “بلقيس أحمد” أنه لا توجد حصص موسيقا أو تربية بدنية لطلاب الصف الخامس رغم إدراجهن في جدول الحصص.
وتابعت “بلقيس” وحدها حصة الرسم المدرجة في جدول المواد الدراسية منتظمة بشكل أسبوعي، و فيها تساعدنا المعلمة على الرسم باختيارها مواضيع تقليدية بعينة نرسمها كل عام دون أن تترك لنا حرية اختيار الرسم، حتى وإن كان من ضمننا طلاب موهوبين.
وعلى خلاف معلمات المواد العلمية الأخرى، قالت “ريان بن إحميد” تلميذة بالصف الرابع الابتدائي أن الترفيه اليومي في المدرسة يكمن في حصة الجغرافيا، حيث تقوم معلمة المادة بإضافة المرح واللعب مع التعليم.
وأعربت “ريان” عن حبها للمادة ومعلمتها؛ وذلك لأنها بالإضافة إلى إعطاء حصتها المتعلقة بالمادة تساعد في تعليمهم الرسم وسرد القصص، ذات العبرة والمتعلقة نوعا ما بالمادة.
وتشتكي الطالبة “لمار أحمد” تلميذة في الصف الأول ابتدائي، غياب معلمة الموسيقا والرياضة عن حصصهن رغم تواجدهن اليومي بالمدرسة.
استعارة المعلمات للحصص الترفيهية
وتابعت “لمار” قولها أنهن يسمحن لغيرهن من المعلمات باستعارة الحصة أو تسليمها لمعلمة الاحتياط.
وأضافت “لمار” أنها اتفقت وزملائها التلاميذ على الذهاب للمعلمة، ليطلبوا من المعلمة أن تستلم حصتها غير أن المعلمة في كل مرة تعدهم بالحضور الحصة القادمة ولا تأتي.
ومن جهته، عبرالتلميذ “عبد الحميد عمران” عن غضبه لوجود حصص رياضة في الجدول الدراسي، لكن لا وجود لها بشكل فعلي حيث لا معلمين ولا حتى ساحة.
وأضاف “عبد الحميد” أنه يكره المدرسة وأن لاشيء يدفعه للذهاب لها غير رؤية أصدقائه، وقضاء بضع دقائق من اللعب معهم في السّاحة أثناء فترة الاستراحة.
الحصص الترفيهية تقتصر على الطلبة الموهبين
وتتفق الطالبتان بالمرحلة الإعدادية والثانوية “آلاء السعيطي” و”هاجر بن إحميد” أن الترفيه في المدارس الحكومية إن وُجد فهو يقتصر على عدد محدود من الطلبة، ممن يمتلكون موهبة العزف أو الغناء، وأما عن حصص الموسيقا، فهي ليست مدرجة بجدول ثابت كباقي الحصص، فهي موجودة بشكل عبثي أحيانا في فترة الإستراحة وأحيانا أخرى متضاربة مع باقي الحصص، مما يدفعنا لعدم الانخراط في هذا النشاط ، وذلك لاحتمالية أن يؤثرعلى تحصيلنا الدراسي.
وتابعن، أن المدارس الحكومية بمرحلة الإعدادي والثانوي هي أشبه بمعسكر الاعتقال لا شيء فيها سوى الانضباط والتقييد
ونوهتا أنهما لسنا ضد هذا، ولكن لاضير من وجود متنفس يدعم المواد العلمية بتفريغ الطاقة المكبوتة.
المدرسة مليئة بالعلم والترفيه
وعلى خلاف ماسبق يجد الطالب بالصف الثاني الإعدادي “محمود عبد الحميد” في المدرسة الكم الكبير من العلم والترفيه حيث تأتي الاستراحة مباشرة بعد حصتي الرياضة من كل أسبوع مما يضيف له ولزملائه عدد من دقائق اللعب والمرح.
ويعبر “محمود” عن فائق شكره لمعلمة الرسم التي تهتم بمواهبهم، وتعطيهم حرية اختيار الرسمات دون تدخل منها سوى في توجيهم وتعديل أخطائهم إن وجدت.
العائد السيء لإنعدام الترفيه
وعن العائد السيء لانعدام الترفيه في المدارس على المنزل تقول “هناء المهرك” أم لستة أطفال بمراحل تعليمية مختلفة أن الانعكاسات السيئة في المنزل تترجم على هيئة شغب وإفراط في الحركة وعدم التزام الطفل، بالأوامر واتجاهه لوسائل ترفيهية أخرى قد يكون أضرارها أكبر من محاسنها فيلجأ الطفل من عائلات الدخل المحدود التي لا تستطيع ترفيه أطفالها في أوقات الإجازات إلى الشارع للعب وتفريغ طقاتهم المكبوتة.
وأضافت “المهرك” أن في الشارع قد يجد الطفل بؤرة للفساد وتعلم الأخلاقيات، غير المحمودة أو قد يتجه الطفل للتلفزيون أو أجهزة الهواتف الذكية لساعات طويلة، مع عدم الإدراك لكيفية الاستفادة من الوقت الضائع من خلال الترفيه الجماعي الهادف و لانغماس الأهل في المتطلبات الحياتية الصعبة، وعدم فرض أوقات محددة وصارمة من قبل الأهل على الطفل، نتيجة انعدام وسائل الترفيه الأخرى.
نقص الإمكانيات سببت غياب الترفيه
وفي ذات السياق، أرجعت معلمة الرياضيات بالمرحلة الابتدائية “رحاب التومي”، سبب غياب الترفيه في المدارس العامة إلى نقص الامكانيات المتاحة والمتوفّرة للمعلم والمدرسة.
وأوضحت “التومي” أن استعارت باقي المعلمات لحصص الرسم أو الموسيقا ناتج عن الضغط الذي يحدث في نهاية السنة بطلب من وزارة التعليم، التي تحدد بدورها وقت معين لاستكمال المنهج ، فتلجأ المعلمات للبحث عن حصص إضافية؛ وذلك باستعارة الحصص المخصصة للترفيه.
يشار إلى أن مواد الترفيه التي حددتها وزارة التعليم والمتمثلة في مكتب النشاط المدرسي، تتعدد لتشمل مادة الرسم، والموسيقا، والتربية البدنية، والمكتبات الصحة المدرسية كالإعلام وغيرها من مجالات أخرى، غير أنها اقتصرت في معظم المدارس على الرسم الموسيقا والرياضة . (وال _ بنغازي) ب ف / هــ ع